قال الحذاء لحذاء آخر : لماذا ينظر إلينا بعض سكان هذا الشرق بدونية واحتقار ؟ ربما لأنهم يدوسون علينا ولماذا لا ينظرون إلى الأمر : على أننا نحن الذين نرفعهم عن الأرض ونحميهم من الأذى ؟! الذي أستغرب منه أن صاحبي يهتم بي، وعندما ينزعني يضعني في مكان مميز في الخزانة، ويقوم بتلميعي كل يوم .. ومع هذا عندما يتشاجر مع أحدهم يشتمه «يا حذاء» ! ضحك الحذاء الآخر ، وقال بمرارة : هناك ما هو أسوأ .. ألم تنتبه كيف عندما يأتي ذكرنا في حديث عابر ، تجد أحدهم يقول « .. الحذاء أعزكم الله» ! ومع هذا تجدهم يتباهون بنا أحيانًا .. البارحة قال أحدهم لصاحبي الذي ينتعلني «حذاؤك جميل» .. رد عليه بشيء من الغرور «نعم .. أنه ايطالي» .. تصدق ؟.. البارحة فقط عرفت أن جنسيتي إيطالية! ضحك الحذاء الآخر حتى أنفل رباطه .. وقال: تحمّل .. قدرك هو الذي جعلك حذاءً رجاليًا في قدم شاب مغرور ... تخيّل نفسك حذاءً نسائيًا ! ويكون لوني أحمر بدلاً من هذا اللون الأسود الرسمي .. نعم .. ويكون لي كعب طويل .. نعم .. وعندما أمشي في الممرات يكون لي إيقاع مميز .. ومثير ! نعم ! أووووه .. لا .. لا .. لماذا ؟ سأموت مبكرا وما الذي يجعلك تموت مبكرًا ؟! الأشياء التي أراها .. ستقتلني ! .. من هذا الذي يرى الجمال ولا يتقطع ؟!. أنا لا أرفض أن أكون حذاءً نسائيًا في قدم امرأة حسناء ، أو حتى حذاءً صغيرًا في قدم طفل نزق، أو أي نوع من الأحذية .. فقط أرفض أن أكون «حذاءً رياضيا» .. هذا النوع من الأحذية تعيس جدًا ، وبلا هوية، وليس له مقاس ثابت، وله وقت محدد ويُرمى ، ويمارس ضده – في التمارين والألعاب الرياضية – أبشع أنواع التعذيب .. هل شاهدت أحدهم يذهب إلى حفلة بحذائه الرياضي ؟.. هل سبق لك – يا أخا الدعس – أن شاهدت أحدًا يُلمّع حذاءه الرياضي ؟! دعك من هذا الحذاء الهجين ، وقل لي : من أنت ؟.. لم أتعرف عليك بشكل جيّد .. قلت لك إنني إيطالي ولم تخبرني – أيها الزميل – ما جنسيتك ؟ قبل أن أخبرك .. سأحكي لك حكاية تفضل يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار ، وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية ، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه وسألوه ما حملك على ما فعلت ؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى ؟ فقال غاندي : أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنا منها أيضا يبدو أنك حذاء مثقف .. حسنًا .. قل لي ما جنسيتك ؟ تركي . أوه .. نفس جنسية الحذاء الذي انطلق في وجه «جورج بوش الابن» نعم .. وأكثر من ذلك. أكثر كيف .. نفس الماركة ؟ نعم .. وأكثر من ذلك. نفس الماركة / نفس المصنع / نفس تاريخ الإنتاج / ... نعم .. وأكثر ... أخبرني باختصار من أنت ؟.. شكلك حذاء إرهابي ! هل تذكر الحذاء الذي انطلق إلى «بوش» ؟ نعم . أنا «الفردة الثانية». [email protected]