تعمل مصر في اطار جهودها التنموية لقطاع الطاقة على استقطاب وتلقي العروض من قبل الشركات العالمية الهادفة لاستكشاف المزيد من النفط في الاراضي والمياه المصرية. فما هو حجم النشاط الاستثماري الذي تبذله مصر في تنمية هذا القطاع؟ ، وكيف هو اقبال الشركات العالمية على استكشاف النفط في المناطق المصرية ؟ تلقت وزارة البترول المصرية 35 عرضاً جديدا من 22 شركة بترول عالمية للبحث والتنقيب عن البترول والغاز في 21 منطقة مصرية شملتها المزايدة الأخيرة التي طرحتها هيئة البترول المصرية .. وتتركز هذه المناطق بالبحر الأحمر وجنوب الوادي بالإضافة للمياه العميقة بالبحر المتوسط.. وذلك بعد ان أكدت الدراسات الجيولوجية السيزمية ثلاثية الأبعاد وجود شواهد بترولية هامة في هذه المناطق. وأكد المهندس سامح فهمي وزير البترول المصرى أن العروض جاءت من شركات عالمية لها خبرتها الطويلة في مجالات البحث والتنقيب وبعضها يدخل مصر لأول مرة.. مشيراً إلى أن العام الجاري شهد عرض 29 اتفاقية جديدة للبحث والتنقيب عن البترول والاستثمار في كافة المجالات البترولية على مجلس الشعب. وفيما يتعلق بمستوي الإنتاج في الحقول المصرية وكيفية تعويض الإنتاج.. اكد الوزير أنه في تاريخ صناعة البترول المصرية التي تمتد لحوالي مائة عام لم ينضب حقل واحد، وأن بئراً واحدة صغيرة فقط توقفت عن الإنتاج. وأكد المهندس فهمي أن هناك شركة جديدة تم تكوينها باستثمارات مصرية إماراتية باسم "إمارات مصر" سوف تبدأ عملها في يناير القادم باستثمارات 100 مليون جنيه لانشاء 400 محطة خدمة تركز معظمها في جنوب الوادي خلال السنوات الخمس القادمة في إطار برنامج الدولة لتنمية الجنوب. ونفى الوزير أن تكون الشركة الجديدة بديلاً عن شركة "كيما" المصرية .. مشيراً إلى أن من مهام الشركة توفير الغاز لشركة كيما لإنتاج الأسمدة التي تعتبر جزءاً من البتروكيماويات. من جانبه قال المهندس ابراهيم صالح رئيس هيئة البترول إنه لأول مرة يصبح لدى مصر احتياطي من الزيت أكبر من حجم الاستهلاك. ولأول مرة يتم تثبيت الإنتاج عند مستوى 750 ألف برميل بما يعادل 270 مليون برميل سنوياً من الزيت الخام. وأكد صالح أن جميع الشواهد تؤكد إمكانية ثبات الإنتاج خلال السنوات القادمة نظراً للاكتشافات الكبيرة التي تحققت بالصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط والتي تستغرق سنوات لوضعها علي خريطة الإنتاج. وأوضح المهندس محمد الطويلة رئيس الشركة القابضة للغازات أن تعديل اتفاقيات الغاز وفرت للاقتصاد المصري 350 مليون دولار خلال هذا العام.. حيث تم تعديل 14 اتفاقية بالإضافة إلي تجنيب مصر آثار ارتفاع أسعار البترول. اكتشاف التنين وعلى صعيد متصل، فقد نجحت الشركة النفطية الايطالية "ايني" باكتشاف حقل مهم للغاز في المياه الاقليمية المصرية في البحر المتوسط، اطلق عليه اسم التنين. وذكر فيتوريو مينكاتو مدير الشركة الايطالية ان عمليات الحفر وصلت الى عمق الفين و40 مترا حيث يتدفق الغاز بمعدل 700 الف متر مكعب من الغاز يوميا. واضاف ان التقييمات الاولية لحجم احتياطات البئر تشير الى ما بين 15 و30 مليار متر مكعب، مؤكدا اهمية هذا الاكتشاف بسبب كبر حجم احتياطات الغاز وقربه من مصنع للغاز تقوم شركة يونيون فينوسا الاسبانيه بانشائه في دمياط. وتابع مدير ايني ان هذا الاكتشاف سيمكن شركته من تنمية الاحتياطات المكتشفة من الغاز الطبيعي ويدعم مركزها فى سوق الغاز المسال. ويقع حقل التنين في منطقه امتياز في البحر المتوسط تشترك فيها مع "ايني" شركة "بى بي" البريطانية. وتقوم شركة "فينوسا" الاسبانية ببناء مصنع لاسالة الغاز في دمياط بطاقة انتاجية تبلغ 5 ملايين طن سنويا على ان يبدا تسليم محطات توليد الطاقة الاسبانية كميات الغاز اعتبارا من العام 2004. وبلغ احتياطي مصر من الغاز الطبيعي الذي يزداد بشكل متواصل 1656 مليار متر مكعب في اكتوبر الماضي. وكانت شركة غاز فرنسا وقعت في يناير الماضي اتفاقا مبدئيا لاستيراد الغاز المصري. وتخطط مصر لاقامة خطين لانابيب الغاز احدهما لبيع الاردن وسوريا ولبنان والاخر لليبيا. تطوير قطاع البتروكيماويات ومن جانب آخر أعلن المهندس سامح فهمى أن مصر ستستضيف المؤتمر العالمى لصناعة البتروكيماويات خلال النصف الأول من يناير المقبل ويشارك فيه ممثلون عن الشركات والمنظمات العالمية البترولية اضافة الى مؤسسات التمويل الأجنبى والعربى . وقال المهندس فهمى ان عقد المؤتمر يتزامن مع تنفيذ استراتيجية مصرية لدخول سوق صناعة البتروكيماويات وقيام مشروعات يصل انتاجها السنوى الى نحو 7 مليارات دولار . وذكر فهمى أن استراتيجية بلاده فى مجال البترول تبلغ استثماراتها نحو 20 مليار دولار موضحا أن هناك مشروعات فى مجال الصناعات البتروكيماوية بدأت عمليات تنفيذها ووفرت لها استثمارات محلية وأجنبية تبلغ خمسة مليارات دولار. وأوضح أن تحقيق اكتشافات غازية كبيرة ووصول الاحتياطى المصرى من الغاز الى نحو 58 تريليون و500 مليار قدم مكعبة والذى يمثل المادة الأولية الأساسية لصناعة البتروكيماويات أسهم فى دخول بلاده لهذه الصناعة المهمة .