أكثر من 90 عاما تتزاحم في ذاكرة عبد الله عبد الله عبد الرحمن العياضي , الذي يؤكد انه ولد هنا في الاحساء أيام العهد العثماني , حيث كان جده الشيخ عبد الرحمن العياضي قاضيا للقرى الشرقية , حتى بعد دخول الملك عبد العزيز للأحساء عام 1331ه. يقول العياضي والذي لا يزال واستمر في مهنته يسكن في نفس البيت الذي ولد فيه , ولكن بعد تجديده : لقد عاصرت الكثير من المواقف والمعاناة , لسكان هذه المنطقة فقد كان الفقر يشغل بالهم دائما و ويكدر عليهم صفو الحياة بالجوع واللألم والأمراض التي قتلت عددا كبيرا من الناس . كالجدري وغيره من الأمراض التي لم تعرف حتى الآن. من الكتاب الى الرباط يقول: توفي والدي وأنا رضيع , لذلك سميت باسمه فاسمي عبد الله عبد الله العياضي , واهتم بي جدي الشيخ عبد الرحمن قاضي القرى الشرقية , وكان اهتمامه الاكبر هو تعليمي , حيث درست في الكتاب هنا ثم ارسلني وانا طفل صغير الى رباط آل الشيخ ابو بكر بالهفوف , وسط حي الكوت , فكنا ندرس القرآن الكريم وتجويده وعلوم الفقه , إضافة الى دراستي لدى الشيخ عبد العزيز العلجي , وكان من زملائي الشيخ محمد الخطيب , وهو قاض في الجفر , وقد توفي رحمه الله. والشيخ عبد الرحمن الماص . وبعد نجاحي عدت الى الجفر معلما , اعلم ابناء القرية واكتب الرسائل لذويهم , وأقرأ لهم بريدهم وعقودهم وقد كان من تلامذتي الذين برزوا لاحقا خالد الدبل (رجل الأعمال) الذي توفي قبل 30 سنة , والاديب سعد الدريبي وغيرهما من ابناء الجفر. مدرس ثم إمام فموظف ويستطرد العياضي : بعد المدارس النظامية وافتتاح مدرسة الجفر عام 1364 ه , توقفت عن تعليم ابناء القرية وانتقلت للعمل في الظهران إماما لأحد المساجد هناك , وظللت على هذا الحال اكثر من 30 عاما , كنت أخالط خلالها مجتمع الظهران واعيانه , من ال الشيخ مبارك , وموظفي ارامكو وقد اغراني العمل في أرامكو , فعملت الى جانب امامتي في المسجد , وكان عملي (مقيد وقت) للعمال , نظرا لمعرفتي القراءة والكتابة وببساطة , ولكن جاءت سنة (الرقة) فعدت مع من عادوا الى الاحساء , حيث توقف العمل في ارمكو في تلك الفترة , وبعدها عاد البعض والبعض الآخر مثلي اغراهم البقاء في نخيل الاحساء وبساتينها الخيرة آنذاك. العمل لدى الدبل أيضا من المصادفات التي يتذكرها العياضي يتعجب انه عمل موظفا لدى احد تلاميذه , الذين اجتهد في تعليمهم قبل المدارس , فعمل ضمن (القنطراز) وهو مصطلح كان يطلقه العامة هنا على العاملين لدى المقاولين المنفذين لمشاريع أرامكو فعندما اشتدت الحاجة بالناس ذهب الى تلميذه خالد الدبل , الذي دبر له عملا في رأس تنورة لمدة 4 اشهر , وكان دخله اليومي فقط ريال الا ربع , ثم ريال في اليوم , لكونه يجيد القراءة الكتابة , وهو يؤكد هنا ان الحياة فرص , وهو سعيد بان احد تلاميذه قد تفوق عليه كما أنه يشيد بابناء خالد الدبل (رحمه الله) واسهاماتهم الخيرة في بلدتهم الجفر وسؤالهم الدائم عنه. أم علي وهموم الحياة وفي جانب آخر من حياته يقول أنه تزوج من امرأة واحدة عاشت معه هموم الحياة , وتوفيت قبل سنتين فقط , وهي أم علي التي دفع لها مهرا لم يتجاوز 15 ريالا , ورزق منها ثلاثة اولاد (علي وعبد الرحمن ومحمد) وبنتين , ويعيش الآن مع ابنائه الثلاثة , متنقلا بينهم , ويذكر انه فقد 8 من الابناء الذين فارقوا الحياة بعد اصابتهم بامراض لم يكن هناك علاج لها في حينه. معاريض وعقود أما عن فترة كتابته معاريض الناس ورسائلهم , فقد قال أنه اهتم بهذا الجانب طويلا , وكان يكتب الرسائل , واحيانا العقود , ولا تخلو هذه الرسائل من الذكريات التي تخص أصحابها , فقد كانوا يرسلون الى أقاربهم في العراق والبحرين , التي نراها في ضيافة الشيخ عبد الرحمن الشنو.