على الرغم من ان التقدم العلمي الهائل يعد من اهم سمات هذا العصر المنطلق بسرعة الصاروخ.. الا ان العلم بكل ما اوتي من اسباب مادية حديثة يعاني ثغرات كثيرة في ثوب انطلاقاته المتلاحقة وازدهاراته الضخمة! ولعل من اهم هذه الثغرات العلمية: مشكلة صفرى الكمبيوتر التي طفت على سطح حياتنا مع نهاية عام 1999م وظاهرة فيروسات الكمبيوتر التي تناهض العلم باستخدام ادواته الحديثة اضف الى ذلك الخرافات التي يروج لها البعض مستغلين بعض الظواهر والتفسيرات العلمية حول هذا الموضوع تقدم لنا الباحثة منى خليل كتابها الجديد (ثغرات في ثوب العلم) في البداية تتحدث المؤلفة عن مشكلة صفرى الكمبيوتر موضحة ان هذه المشكلة عرفت على انها (قنبلة القرن) فقد درجت كثير من برامج الكمبيوتر على الاشارة الى العام برقمين عشريين فقط فعام 1996 كان يتعامل معه الكمبيوتر برمز (96) وعام 1997م برمز (97) وهكذا فان تداعي المنطق يستدعي ان يكون رمز عام 2001 ولكن لان كثيرا من برامج الكمبيوتر صممت على الاشارة الى العام برقمين فقط فان رمز العام مع هذه البرامج سيكون (2000) وهو نفس الرمز الذي يمكن ان يكون لعام 1900 مثلا وهكذا فمن ولد في عام 1900 وتجاوز عمره التاسعة والتسعين عام 1999 يمكن ان يعود في حساب الكمبيوتر رضيعا في اللفة عام 2000 وبالطبع فان ابعاد هذه المشكلة اكبر بكثير فلك ان تتخيل ما يمكن ان يحدث لمعاش هذا العجوز مع (عودته للفة) وما يمكن ان يحدث مع الاوراق الطبية التي تحاول ان تقيم حالته وزنا وطولا وضغطا وغذاء بصفته وليدا عمره ايام او اسابيع كانت المسألة قنبلة موقوتة فعلا تشكل تهديدا هائلا لدوائر المال والاعمال والتأمينات والائتمان ورخص السيارات وما الى ذلك باختصار للاقتصاد العالمي ككل ولو تركت الامور لحالها لكانت فوضي هائلة يمكن ان تشل عالم الكمبيوتر ولنا ان نتصور تعاملات البنوك ورحلات الطيران ونظم التأمينات الاجتماعية وقد اختلط الامر في شئون توثيق تواريخها على الكمبيوتر على النحو السابق ومن هنا شاع الحديث عن هذه المشكلة ب(مشكلة القرن) باعتبار انها ستظهر فجاة وتأخذ وجهة انفجارية ومن هنا ذهبت التقديرات الى انفاق العالم ما يقرب من 600 مليار من الدولارات لمواجهتها.