مليون ونصف المليون امرأة عانس بالمملكة هو ما ظهر مؤخرا كاحصائية عن مشكلة العنوسة بين السعوديات اللاتي تخطاهن قطار الزواج في حين نجد عددا كبيرا من المواطنين وفي مختلف الاعمار يقصدون بعض الدول العربية والآسيوية وحتى الأوربية بحثا عن الزواج من الخارج ويتركون بنات الوطن تحت أعذار مختلفة منها غلاء المهور وعدم وجود من ترضى بوضعه المالي وشهادته العلمية البسيطة مما زاد تكدس العوانس. يبين سعود العنزي ان مشكلة غلاء المهور في المملكة وتكاليف الزواج قد تكون عائقا أمام من لا يستطيع جمع ذلك المبلغ الكبير لتغطية المهر وتكاليف الزواج الأخرى , وبالتالي يتأخر عن الزواج مما يجعله يبحث عن الزواج من الخارج من عدم معرفته التامة بما سوف يترتب على ذلك من آثار سلبية خاصة في ظل وجود أطفال من هذه الزيجة. ويضيف سعود: ان هذه الظاهرة اصبحت تؤرق مجتمعنا وقد تتحول الى مشكلة ما لم نوجد الحلول لها وتوجيه التوعية الكافية التي من شأنها التقليل من المهور ورضا الفتاة بالدرجة الأولى بمن يتقدم للزواج منها إذا رضيت دينه وعدم النظر لما له وجاهة. أسباب أخرى للعنوسة يرى فهد الحمد أن الاسباب الكامنة وراء انتشار العنوسة هو أن موضوع الزواج له أبعاد اجتماعية واقتصادية وأخلاقية وإنسانية ونفسية , وللنكاح في الشريعة الإسلامية مقاصد عالية , وغايات سامية , وروابط وثيقة منه تتألف الاسرة , وتترابط الجماعة وتأخذ الوشائج الاجتماعية مداها في تكامل البنية الاجتماعية ونحوها واتخذت مشكلة العنوسة والعزوبية في أكثر المجتمعات الإسلامية المعاصرة شكل الظاهرة المنتشرة , وتكمن الاسباب الاجتماعية في إيثار الكثير من الشباب الزواج من الخارج بسبب غلاء المهور , عدم رغبة الأب في تزويج ابنته بسبب راتبها , قلة الشباب الملتزم , وعدم كفاءة من يتقدم للخطبة .. ووسائل وأجهزة الإعلام المعوجة والسفر الى الخارج والتقليد الأعمى للغرب وأما عن الحلول فيرى العنزي أنه من واجب وزارة العدل والوزارات الأخرى والمهتمة بشؤون المرأة والرجل أو الجمعيات الخيرية توفير مندوب ومندوبة في كل محكمة أو جمعية خيرية لتسجيل بيانات الراغبين في الزواج من الجنسين.. عوامل أكثر أهمية أشارت الدكتورة سامية رضوان إلى أن عوامل أخرى أكثر أهمية من المهر ومن بينها البطالة وضعف إمكانات الشاب المادية لضعف الرواتب هي السبب في زيادة نسبة العنوسة وطالبت د. سامية بتوجيه البحوث للكشف بدقة عن تلك الأسباب وحجم تأثير كل منها في حدوث الظاهرة على مستوى كل منطقة داخل المملكة مؤكدة أن الثقافة المغلوطة تؤدي إلى نتائج مغلوطة والعكس صحيح ولذا فلابد من مواجهة الثقافة التي تغزونا وبمعاييرها المغلوطة لتؤثر في شبابنا واتجاهاته بثقافة مستمدة من ديننا وتراثنا، اي لابد من مواجهة ثقافة بثقافة وهي الأكثر تأثيراً وقبولاً في معالجة الظواهر الاجتماعية عما تسعى إلى تحقيقه القرارات. خطورة التأخر في الزواج: ويرى الدكتور فيصل بن حمد أن الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن خطورة تأخير الزواج بين الشباب والشابات، وضرورة الحد من انتشار العنوسة في أوساط النساء، والعزوبية في أوساط الرجال، لأن ذلك يؤدي إلى الوقوع في المحرمات وتحلل الأخلاق وتفسحها، وذهاب صلة الارتباط بين الناس وتشتت الأسرة. وأكدت أن الدراسات أثبتت أن أنسب مرحلة في عمر الإنسان للزواج هي ما بين السابعة عشرة والحادية والعشرين، حيث انه بهذه السن تنتهي المرحلة الثالثة والأخيرة من المراهقة، وقد يزيد العمر أو ينقص تبعاً لعوامل عديدة، منها ما يتعلق بالمجتمع ككل، ومنها ما يتعلق بالفرد نفسه. وأكد فضيلة الشيخ محمد العباد أن السبيل الأمثل لعلاج التأخر في الزواج للذكور والإناث يكمن في عدة أمور يجب تنفيذها، وهي: إزالة العوائق والعقبات التي تحول دون الزواج المبكر، ومن ذلك المغالاة في المهور التي أصبحت تشكل عقبة أمام الراغبين في الزواج، وتيسير أسباب الزواج والتخلي عن النفقات الباهظة والإسراف، والبيان للمجتمع أن أكثر الزيجات بركة هي ما كانت بأقل المؤونة، كما صحت بذلك الأخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام، واتخاذ الأسباب المعينة على زواج ذوي الحاجة الذين لا يستطيعون بإمكاناتهم المادية الضعيفة مواجهة العوائق التي تحول دون زواجهم، ومن ذلك مساعدتهم مادياً، أما بتقديم القروض لهم أو إعطائهم من الصدقات، وكذا بث الوعي في أوساط المجتمع، وحثه على التيسير في أمور الزواج فإن كثيراً من الناس يعيش غفلة فهو يحتاج إلى من يذكره، وبيان مخاطر العنوسة والعزوبة والأضرار المترتبة عليهما، وتذكير المجتمع بذلك، وحث أولياء الأمور على تزويج مولياتهم، وبيان أن الدين يأمر بذلك كما يأمر بعدم رد الأكفياء. واستطرد فضيلته قائلا في الصدد نفسه: ومن سبل علاج تأخير الزواج إيجاد المشروعات واللجان التي تحد من هذه الظاهرة وتقلصها مع الدعم والمساندة لهذه المشروعات واللجان , وأن يكون هناك خطاب يسعون للتوفيق والجمع بين الأزواج , وأن يطلب الرجل لأبنته ولا عيب في ذلك فقد كان السلف يفعلونه وبيان المنافع المترتبة على النكاح المبكر , وحث الأئمة والخطباء والدعاة لذكر ذلك , والتطرق اليه في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم , ولابد من تكافل المجتمع بأسره والتعاون بين أفراده على البر والتقوى , وأن يعلم كل فرد في المجتمع ان عليه مسؤولية تجاه تأخر الزواج فأصحاب المفروشات والكماليات والأجهزة الكهربائية عليهم مسؤولية , ولابد أن يعي كل مسؤوليته , وأن يبدأ الخطوة الأولى الأعيان والوجهاء وأصحاب الأموال لأنهم قدوة عليهم مسؤولية في تغير هذا الواقع وذلك بتسيير أمور زيجاتهم. وبين فضيلته ان من فوائد الزواج المبكر المساهمة في التقليل من سفر أبنائنا الى الخارج سواء باسم السياحة أو بغيرها , حيث يعلم انه مرتبط بزوجة ومسئولية وبيت وأولاد. العنوسة خطر يهدد المجتمعات الآمنة