تقيم مجموعة من الناشطات في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي، جلسات نسائية أسبوعية، لبحث قضايا اجتماعية، مثل الفقر والبطالة والعنوسة، وحصلت الأخيرة على أعلى نسبة بحث ونقاش بحضور عدد من الفتيات، اللاتي أشرن إلى أن هذه القضية «تلامس شريحة كبيرة من المجتمع».وقالت خيرية عبد الرحمن، وهي عضو في جمعية خيرية في الدمام: «إن الهدف من عقد جلسات نساء هو التدبر في أوضاع الفتيات، ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية، والتواصل مع الجمعيات الخيرية، وتقديم العون للأسر الفقيرة وتوظيف أبنائها»، مشيرة إلى أن أبرز قضية تم فتح عدة محاور فيها هي العنوسة. وأضافت «حاولنا مخاطبة الأمهات، لترسيخ أهمية الزواج، وعدم إيجاد عوائق أمامه». وتوضح خيرية، أن ما تم التوصل إليه بعد تلمس حاجات الفتيات «يؤشر إلى أن هناك مخاوف من تبعات العنوسة، تدفع الفتيات إلى مسارات سلبية، وهو ما صرحت به عدد من الحاضرات من سيدات مجتمع لهن حضور دائم في العمل الخيري والجمعيات الاجتماعية لدعم الأسر، ومعالجة القضايا»، مضيفة «نتواصل مع برنامج الراغبين في الزواج، لحل مشكلة العنوسة، وبعض المشكلات الأخرى يتم تحويلها لمراكز التنمية». وذكرت فتيات يترددن على تلك المجالس «الرمضانية»، أن «حلولاً ومقترحات عدة وُضعت لمشكلة العنوسة والبطالة، وبحثنا مشكلات اجتماعية عدة. فبعضنا كشف عن مشكلات أسرية، تتسبب في تشتت الأبناء، وتم التركيز على كيفية تدعيم الوازع الديني، والتخفيف من مطالب الزواج التي تعيق عدداً من الزيجات». بدوره، يرى الباحث الاجتماعي يوسف الخليف، أن «شبح العنوسة يلقي بظلاله على الفتيات في السعودية، لأسباب عدة، أبرزها غلاء المهور، والتضييق على حركة المرأة، فأساليب التربية في السعودية تفرض قيوداً على الفتاة منذ الصغر، وكذلك الشاب. فتتحول الفتاة إلى كائن غريب»، معتبراً أن «النمط والتفكير الاجتماعي أحد الأسباب التي ترفع من مؤشر العنوسة، وكذلك اتباع البعض للنظام القبلي»، مستدركاً ان «مكاتب الزواج تسهم في تخفيف حدة هذه الظاهرة، ناهيك عن الخطّابات اللاتي أصبحن يعملن في شكل علني، ويتقاضين أجوراً عالية، وكل ذلك أمور لا بد أن تحدث، لتتم إذابة بعض الأفكار التي لا تتناسب ومصلحة المجتمع». يُشار إلى أن نسبة العنوسة في السعودية تراوحت بين 20 إلى 50 في المئة. فيما يقدر عدد العوانس في المملكة بنحو 1.5 مليون فتاة عانس. فيما تصدرت الرياض في حالات الطلاق، إذ وصلت إلى 43 في المئة، فيما كانت المرتبة الثانية من نصيب منطقة الجوف 32 في المئة، تليها المنطقة الشرقية 26 في المئة، بحسب آخر الدراسات.