@ لقد أمرتني يا أبي أن أعيد النظر في صداقاتي فهل يعني انك تنهاني عن صحبة الناس وتطالبني بالعزلة والانفراد عنهم ؟ ابداً يا بني، لست أنهاك عن صحبة الناس ولا آمرك باعتزالهم إنما امرك وأؤكد عليك أن تصاحب الأخيار الصالحين، فستجد لديهم بإذن الله كل ما تبحث عنه لدى سائر الناس من المتعة والانس وزوال الهموم، وعلاوة على ذلك هناك فضائل لصحبة الصالحين وأجر عظيم رتبه الله على ذلك . @ هلا ذكرت لي بعض الفضائل ؟ نعم منها : 1 أن العبد كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يحشر يوم القيامة مع من أحب، فإذا أحب المرء الصالحين فإنه يحشر معهم يوم القيامة ولو كان عمله أقل من عملهم . 2 أن الجليس الصالح كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كحامل المسك، فهو إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما ان تجد منه ريحاً طيبة . 3 أن الله يمن يوم القيامة على المتحابين في الله فيظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، يوم تدنو الشمس من الخلائق فيبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ، كما قال صلى الله عليه وسلم : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الامام العادل، وشاب نشأ في عباده ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) . 4- ان الله يمن عليهم يوم القيامة بمنزلة عالية أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (قال الله عز وجل في الحديث القدسي: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم عليهم النبيون والشهداء ) . 5 ان المتحابين في الله تبقى محبتهم وصلتهم يوم القيامة، يوم يتبرأ الخليل من خليله، ويوم يفر المرء من أبيه وأمه وبنيه كما قال تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الزخرف: 76 . 6 والمتحابون في الله يا بني يحبهم الله تبارك وتعالى كما ورد في الحديث فقد جاء أبو إدريس الخولاني لمعاذ رضي الله عنه فقال له : إني أحبك فقال معاذ: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عزو وجل : وجبت محبتي للمتحابين فَّي ، والمتجالسين فَّي، والمتزاورين في، والمتباذلين في ) . محمد عبد الله الدويش