اعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوسي امس ولأول مرة في التاريخ نتائج انتخاب مجلس تمثيلي للمسلمين يعمل مع الدولة الفرنسية ويمنح المسلمين في هذا البلد والذي يقارب عددهم خمسة ملايين شرعية جديدة. وظهرت النتائج عقب دورة ثانية أجريت الليلة قبل الماضية حيث اقترع في الانتخابات 4042 ناخبا يمثلون 992 من اصل 1316 مركز عبادة في فرنسا. وكان 816 ناخبا قد انتخبوا الأسبوع الماضي في الدورة الأولى 194 عضوا لمجلس المسلمين الذي يتم انتخاب ثلثي اعضائه كما افرز التصويت انتخاب 65 عضوا لمجلس يتم ايضا انتخاب ثلثي اعضائه. ومن بين الأعضاء البارزين في المجلس امام مسجد باريس دهليل بوبكر الذي يرأس ايضا مجموعة الجزائريين المسلمين في فرنسا. وكان بوبكر وبصفته اماما لأهم مسجد في فرنسا ومفاوضا في الاتفاقيات التي سمحت باجراء انتخابات قد تم منحه رئاسة المجلس الحاكم وسيعمل الى جانب ممثلين عن مناطق المسلمين واتحادات أئمة أهم خمسة مساجد في فرنسا. ولم تنجح لائحة بوبكر بكاملها كما كان متوقعا حيث حصل اتحاد المسلمين المغاربة في فرنسا على 16 مقعد في حين نالت مجموعة مسجد باريس ستة مقاعد فقط. وقاطعت جماعات اسلامية عدة الانتخابات معترضين على طريقة تخصيص بعض المقاعد بالاضافة الى متجنبي التعاون مع الحكومة الفرنسية. وكان قرار تأسيس مجلس يمثل المسلمين مبادرة من قبل الوزير السابق للداخلية جان بيار شيفينمان وتمت متابعة الموضوع حتى تم تحقيقه. وكان المسلمون في فرنسا قد حرموا اعترافا رسميا بسبب الانقسامات التي حرمتهم تشكيل اتحاد له صلاحية التكلم باسم المسلمين في فرنسا. ويبدو ان هذه الحقبة قد انتهت وقال مسؤولون فرنسيون ان الاسلام سيعامل بمنزلة أي ديانة أخرى في فرنسا. ومن أبرز المشكلات التي تواجهها الجالية الاسلامية في فرنسا قلة عدد المساجد مما يدفع المصلين الى استخدام غرف وأقبية كبديل موقت عن المساجد. وسيكون بمقدور المجلس الجديد ممارسة الضغط لحل كل هذه المشاكل والأهم من ذلك انه سيكون بمقدورهم جعل الحكومة الفرنسية تستمع الى قضايا المسلمين وهمومهم بشكل اكثر جدية.