تجري )اليوم) الأحد في فرنسا الدورة الأولى من الانتخابات لاختيار المشرفين على هياكل مجلس الديانة الإسلامية الوطني الفرنسي. وستجري الدورة الثانية يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وتهدف هذه الانتخابات أساسا إلى اختيار ممثلي المجالس الإقليمية التابعة للمجلس. وينتظر أن يجتمع الممثلون المنتخبون لاحقا لاختيار أعضاء المجلس على المستوى الوطني ورئيس له. وأهم ما يميز هذا الاستحقاق الانتخابي أنه يجري على خلفية استمرار الصراعات بين المنظمات الإسلامية الكبرى من أجل قيادة المجلس. وفي هذا السياق قرر دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس حاليا مقاطعة الانتخابات بحجة أن المقاييس المعتمدة لتنظيم هذه الانتخابات لا تعكس حقيقة الإسلام الاجتماعية في فرنسا. وتقوم هذه المقاييس أساسا على اتساع رقعة المساجد أو أماكن الصلاة التي يؤمها المسلمون في فرنسا. فالمنظمات التي تشرف على المساجد وأماكن الصلاة الواسعة متأكدة من حصولها على عدد أكبر من المقاعد داخل هيئات المجلس الإقليمية والوطنية. ويعتبر بوبكر الذي يشرف على اتحاد للجمعيات قريبة من مسجد باريس الكبير ومتواجدة أساسا في منطقة باريس أن أسعار العقار في باريس وضواحيها مرتفعة جدا بالقياس إلى ما هو عليه الأمر في الأقاليم الفرنسية. ولذلك فإنه طالب بتغيير المقاييس كشرط أساسي من شروط المشاركة في الانتخابات. ولكن المنظمات الإسلامية الكبرى الأخرى ترى أن هذه الحجة واهية وتقول إن بوبكر قد وافق في أكتوبر الماضي على المقاييس المعتمدة وأن الضغوط التي مورست عليها من قبل الدولة الفرنسية في أعقاب الانتخابات السابقة هي التي حملتها على القبول بأن يبقى دليل بوبكر رئيسا للمجلس والحال أن التنظيم الذي يشرف عليه لم يحصل على المرتبة الأولى في أعقاب الانتخابات السابقة. فشل ذريع وثمة اليوم شبه إجماع لدى المراقبين على أن مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي قد فشل في أداء المهام التي عهد له فيها منذ تأسيسه في عام ألفين وثلاثة. ومنها مساعدة المسلمين على أداء الشعائر الدينية في ظروف جيدة كأداء فريضة الحج وأداء الصلاة في مساجد وأماكن خاصة معدة لذلك تليق بالإسلام والمسلمين ومساعدتهم أيضا على اقتناء اللحم الحلال ودفن موتاهم في مقابر مخصصة للمسلمين أو أجنحة خاصة بالمسلمين في المقابر العامة. ويعزي هذا الفشل بشكل خاص إلى الصراعات بين المنظمات الإسلامية الكبرى على الزعامة. وهي الرابطة الوطنية لمسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والاتحاد الوطني لمسلمي فرنسا.