قرر دليل بوبكر عمدة مسجد باريس ورئيس المجلس الوطني الفرنسي للديانة الإسلامية مقاطعة الانتخابات التي ستجري مبدئيا يوم الثامن من شهر يونيو المقبل بهدف تجديد هياكل المجلس الوطنية والإقليمية. وجاء هذا القرار بعد اجتماع نظم في باريس يوم السبت الماضي بمشاركة عميد مسجد باريس وقياديي الرابطة الوطنية للمسجد وهي تضم مجموعة كبيرة من الجمعيات الإسلامية، واتخذ قرار مقاطعة الانتخابات بسبب اعتراض دليل بوبكر على المقاييس المعتمدة لإشراك الجمعيات والمنظمات الإسلامية في هذا الاستحقاق الانتخابي وأهمها مساحة أماكن الصلاة التي تشرف عليها هذه الجمعية أو تلك. ويعتبر بوبكر أن هذا المقياس غير منطقي وأنه لا يأخذ بعين الاعتبار واقعا مفاده أن الجالية الإسلامية الجزائرية تعد تاريخيا وثقافيا في فرنسا أهم جالية بالنسبة إلى الجاليات الإسلامية في هذا البلد. ويسكن أفراد الجالية ألإسلامية الجزائرية عموما في المدن الكبرى أو في ضواحيها حيث لاتتوافر عادة مساحات واسعة معدة لإقامة الصلاة. ويقول كثير من المطلعين على هذا الملف إن الغرض الأساسي من وراء مقاطعة الانتخابات من قبل عميد مسجد باريس هو الخلافات المزمنة بين الجمعيات والمنظمات الإسلامية الموالية للجزائر من جهة والموالية إلى المغرب من جهة أخرى، ويضيف هؤلاء فيقولون إن بوبكر يعلم أن هناك اتفاقا ضمنيا قد تم مع السلطات الفرنسية يقضي بأن يعفى من مهامه كرئيس لمجلس الديانة الإسلامية بعد انتخابات يونيو المقبل وأن الرابطة الوطنية لمسلمي فرنسا والمقربة من المغرب هي التي ستتولى مبدئيا رئاسة المجلس بعد هذه الانتخابات. وكانت هذه الرابطة قد تفوقت على رابطة مسجد باريس في الانتخابات الماضية التي جرت عام ألفين وخمسة. بيد أن السلطات الفرنسية سعت إلى الضغط على مختلف المنظمات الإسلامية لجعلها تقبل بمنح بوبكر مدة ثانية يترأس خلالها المجلس تنتهي في يونيو المقبل. وتعتبر الحكومة الفرنسية أن مواقف بوبكر معتدلة ومع ذلك فإنه مضطر إلى القبول بالتنحي عن منصبه للسماح بالتدوال على هرم السلطة في المجلس. ويخلص المراقبون إلى القول بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أطلق المجلس عام 2003عندما كان وزيرا للداخلية سيجد نفسه مضطرا إلى التحرك في الأسابيع المقبلة لإيجاد مخرج لأزمة المجلس لاسيما وأنه يعرف مسؤوليه الحاليين كلهم . وكان ساركوزي قد زار مسجد باريس خلال شهر رمضان الماضي لمشاركة المسلمين الإفطار . وهي المرة الأولى التي يقوم خلاله رئيس فرنسي بمثل هذه الحركة تجاه مسلمي فرنسا منذ تأسيس مسجد باريس في عشرينات القرن الماضي.