أعيد أمس الأحد انتخاب دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير رئيساً لمجلس الديانة الإسلامية الفرنسي. وكان بوبكر يرأس هذا المجلس منذ إنشائه عام ألفين وثلاثة، وتأتي هذه العملية في أعقاب الانتخابات التي جرت يوم التاسع عشر من شهر يونيو الجاري لاختيار أعضاء المجلس الجدد وأعضاء فروعه الإقليمية. وقد توزعت أهم مقاعد المجلس الوطني الفرنسي للديانة الإسلامية على التنظيمات الأساسية الثلاثة التي تمثل الجالية الإسلامية وهي «الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا» التي حصلت على تسعة عشر مقعداً، ومسجد باريس الذي فاز بعشرة مقاعد واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي أحرز 10 مقاعد. وقد نجح نيكولا سركوزي وزير الداخلية الفرنسي يوم السبت الماضي في اقناع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا بضرورة المشاركة أمس الأحد في تعيين الهيئة القيادية الجديدة في مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي. والحقيقة أن «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا كان قد هدد في الأيام الأخيرة بمقاطعة انتخاب أعضاء الهيئة القيادية في مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي لأنه كان يعتبر أن عمليات تزوير حصلت خلال الانتخابات التي جرت يوم التاسع عشر من الشهر الجاري. بيد أن وزير الداخلية الفرنسي حرص يوم السبت الماضي على دعوة المسؤولين في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا لمحاولة تجاوز الخلافات القائمة بين التنظيمات الأساسية الممثلة في المجلس الوطني للديانة الفرنسية»، للسماح له بالقيام بمهامه في ظروف حسنة. وقد استجاب المسؤولون لهذه الدعوة وشاركوا أمس في اختيار الهيئة الجديدة المشرفة على المجلس والتي تشكل من سبعة عشر عضواً. وعين أمس عبدالله بوسوف وفؤاد العلوني نائبين لدليل بوبكر رئيس المجلس. وينتمي الأول للفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا أما الثاني فإنه ينتمي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. وأمام المجلس ملفات ساخنة في مقدمتها ملفات اللحم الحلال وتوفير الظروف الحسنة التي تسمح لأئمة المساجد بالقيام بمهام وملف ندرة الأماكن التي تسمح لمسلمي فرنسا بدفن موتاهم حسب التقاليد الإسلامية.