أحدث "تجمع مسلمي فرنسا" المفاجأة يوم الأحد الماضي في أعقاب الانتخابات التي نظمت في فرنسا لتجديد المشرفين على هياكل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. فقد حصل هذا التنظيم على قرابة ثلاثة وأربعين بالمائة من أصوات الناخبين وحصل بذلك على المرتبة الأولى. أما "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" فإنه أحرز ثلاثين بالمائة من الأصوات "بينما حاز تنظيم" لجنة تنسيق شؤون المسلمين الأتراك في فرنسا على المرتبة الثالثة بحصوله على زهاء ثلاثة عشر بالمائة من الأصوات. وبات واضحا أن "تجمع مسلمي فرنسا" الذي يشرف عليه أساساً مغاربة أصبح في منزلة تؤهله فعلا لرئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي كان قد تأسس عام ألفين وثلاثة والذي يرئسه منذ إنشائه دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير الذي قاطع انتخابات الأحد الماضي. ويقول خصوم هذا الأخير إنه فعل ذلك لأنه كان على يقين بأن صفحة جديدة في تاريخ المجلس قد فتحت وأنها ستفتح المجال في المستقبل أمام شخصيات غير معروفة حتى الآن لاسيما وأن مسلمي فرنسا يحملون صورة سيئة عن المشرفين على المجلس منذ إنشائه بسبب الصراعات القائمة بينهم على الزعامة ومن المنتظر أن تتم عملية انتخاب رئيس المجلس يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وقد علمت "الرياض" من مصادر مطلعة داخل "تجمع مسلمي فرنسا" أن هناك شبه إجماع لدى قياديي هذا التنظيم الذي تأسس قبل عامين فقط على مبدأ ترشيح محمد موساوي أحد أعضائه القياديين لرئاسة المجلس. وثمة اليوم أيضا إجماع لدى الذين يعرفون هذا المرشح بأنه قادر فعلا على إعطاء الإسلام والمسلمين في فرنسا صورة أخرى إيجابية غير الصورة الحالية المحمولة عنهما لأنه مثقف جيد ومطلع على أوضاع الجالية الإسلامية وهمومها المتصلة بالشعائر الدينية التي أنشئ من أجلها المجلس. زد على ذلك أن موساوي محاور جيد ومعتدل. وتجدر الملاحظة إلى أن محمد موساوي دكتور في الرياضيات وحاصل أيضا على شهادة التبريز في هذه المادة.