حققت الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا القريبة من المغرب وجامع باريس الكبير القريب من الجزائر تقدماً ملحوظاً في الانتخابات التي جرت الأحد لاختيار 43 عضواً للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي، فيما تراجعت نسبة التأييد لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا القريب من الأخوان المسلمين والأصوليين. وأسفرت الانتخابات التي جرت للمرة الثانية منذ نيسان - أبريل 2003م لاختيار أعضاء المجلس الفرنسي للدين الإسلامي عن مشاركة نحو 85 في المئة من المقترعين. يذكر أن 5232 مندوباً يمثلون 1221 جامعاً في فرنسا. وتبين من الاحصاءات شبه الرسمية أن الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا حصدت 19 مقعداً من أصل 43 في المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، وذلك بزيادة 3 مقاعد عن الانتخابات الماضية التي جرت في عام 2003 والتي كانت الأولى منذ إنشاء هذا المجلس في فرنسا. وحقق جامع باريس تقدماً بفوزه ب10 مقاعد بدلاً من ستة، وهو تعادل مع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. أما لجنة المسلمين الأتراك وجامع الإصلاح في مرسيليا فنالا مقعداً لكل منهما، ولائحة اتحاد جوامع ريونيون فنالت مقعدين. وبحسب القانون الداخلي للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي الذي يمثل نحو 5 ملايين مسلم في فرنسا، وهو أكبر تجمع مسلم في أوروبا، فإن الأعضاء المنتخبين ال43 سوف ينتخبون الأحد المقبل المكتب التنفيذي ورئيساً للمجلس ورؤساء ل25 لجنة في المناطق بعد أسبوعين. وأعلن وزير الداخلية وشؤون العبادة والأديان نيكولا سركوزي في ختام الانتخابات عن ارتياحه الكبير لارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث بلغت نحو 85 في المئة، أي بزيادة 10 في المئة عن انتخابات 2003م. وقال سركوزي: «إن حسن سير الانتخابات يشهد على الثقة التي يشعر بها المسلمون في بلدنا منذ إنشاء المجلس الفرنسي للدين الإسلامي عام 2003». يذكر أن سركوزي هو الذي وضع بالتعاون مع الشخصيات الإسلامية النظام الداخلي للمجلس المشار إليه، وذلك بهدف تشكيل هيئة اعتبارية وتمثيلية للمسلمين الفرنسيين على غرار الأديان الأخرى لحل عدد من المشاكل والاستجابة للطلبات الخاصة في ما يتعلق بالعبادة ودور الصلاة وتأهيل الأئمة وتسمية المشايخ لمتابعة شؤون المسلمين سواء في المستشفيات أو الجيش أو السجون وغيرها. وأشاد رئيس المجلس السابق الدكتور دليل بوبكر «بسلوك كل مسلمي فرنسا الذين انتخبوا وكان هاجسهم الكبير هو المشاركة، وخلو العملية الانتخابية من الحوادث الكبيرة، مبدياً ارتياحه لتقدم مندوبي جامع باريس الكبير في سبع مناطق فيما تبين أن الفيدراليات تغلبت على المستقلين في عدد كبير من المراكز، الأمر الذي يؤدي إلى تحملها مسؤوليات إضافية».