يطرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية، خلال مشاركته اليوم في جلسات المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات في دبي، ورقة عمل عن الابتكار في صناعة البتروكيماويات, ويشارك الأمير عبدالعزيز بن سلمان ضمن قائمة المتحدثين بالمنتدى والتي تحتوي على 15 رئيساً تنفيذياً لكبريات الشركات العالمية في قطاع النفط وصناعة البتروكيماويات، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه القطاع وأهمية الابتكار وطرق دعمه. وشدد الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات، على أهمية الإنفاق على الابتكار في صناعة البتروكيماويات لدعم قدرات صناعة البتروكيماويات في الخليج العربي، محذرا من استمرار اعتماد الشركات المصنعة على انخفاض أسعار الغاز واللقيم الصناعي. وأوضح أن أسعار الغاز في تراجع مستمر مع زيادة إنتاج الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة ومناطق أخرى في العالم، ما يعني فقد الشركات الخليجية لهذه الميزة وظهور منافسين جدد. إن الابتكار لا يقتصر فقط على الجوانب التقنية والصناعية بل يجب أن يغطي جميع العمليات، بداية من إنتاج اللقيم الأساسي وإيصاله، وعمليات تصنيع المواد الأساسية والتحويليةوأكد السعدون على هامش فعاليات المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات أن الابتكار أصبح عنصرا أساسيا في صناعة البتروكيماويات لإيجاد ميزة تنافسية، في ظل تزايد حدة المنافسة ونشاط صناعة البتروكيماويات في الولاياتالمتحدة الذي سيشهد فائضا سيوجه إلى أسواق أوروربا والصين. وبين أنه بالإضافة إلى ثورة الغاز الصخري وانخفاض أسعار اللقيم، هناك تقنيات يتم تطويرها في هذا القطاع مثل تحويل الفحم إلى أوليفينات، وأضاف إن المستجدات في صناعة البتروكيماويات تشكل تحديا جديدا يجب أن ينتبه له أصحاب العلاقة بهذه الصناعة، كالشركات والمراكز والبحثية والجهات المنظمة لإمدادات الغاز، وان تكون هذه الجهات على تواصل وتنسيق واطلاع على مختلف المتغيرات، وأكد على دور الحكومات في هذا المجال كونها تملك نسبا كبيرة من الشركات المصنعة للبتروكيماويات. وقال السعدون إن الإنفاق على البحث والتطوير يجب أن يفرق بين المنتجات السلعية وبين الإنفاق على البحوث المهتمة بالصناعة وتنويع القاعدة الاقتصادية، وأوضح أن المملكة تنفق 380 مليون دولار على البحث والتطوير بنسبة تبلغ 0.7 من حجم الناتج المحلي، بينما نحتاج إلى أن يصل الإنفاق إلى نسبة تترواح من 1 إلى 2 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، ولكن الإنفاق على البحث والتطوير في الصناعة وتنويع المصادر يجب أن يكون أكثر من ذلك. وأضاف ان الشركات تحتاج الى تخصيص ميزانيات أكثر تنفق على البحث والتطوير والابتكار، ويجب أن يكون هناك خطة وطنية ذات استراتيجيات محددة لنشر ثقافة الابتكار في جميع القطاعات، وزاد يجب أن تهتم جميع القطاعات بالابتكار، فقطاع البتروكيماويات مرتبط بقطاعات خدمية أخرى، مثل الموانئ والجمارك والبنية التحتية، وتعزيز التنافسية يحتاج إلى تحسين خدمات هذه القطاعات بأساليب مبتكرة. وأوضح السعدون أن الابتكار لا يقتصر فقط على الجوانب التقنية والصناعية بل يجب أن يغطي جميع العمليات، بداية من إنتاج اللقيم الأساسي وإيصاله، وعمليات تصنيع المواد الأساسية والتحويلية، وصولا إلى العمليات الإدارية والمالية والتسويقية وتدريب الكوادر البشرية وخدمة العملاء، وأضاف أن ذلك يصنع منظومة متكاملة من الفعاليات التي تمكن الشركات من احتلال موقع ريادي يعزز قدراتها التنافسية ووجودها في الأسواق العالمية. وأشار إلى أن هناك فرقا بين الابتكار والاختراع، فالاختراع إيجاد منتج جديد بينما الابتكار هو تحسين الأداء في جميع القطاعات المتعلقة بالبتروكيماويات، بما يزيد من الجدوى الاقتصادية للعمليات، ولا يختص الابتكار بالابحاث والتطوير بل يشمل الجوانب التنظيمية والتسويقية والإدارية والكوادر البشرية والتشريعية. وحول غياب الجامعات المحلية عن المنتدى ذكر السعدون أن الجامعات لم تستطع الخروج من الدور الاكاديمي وما زال دورها البحثي غائبا، ولفت إلى دعوة مراكز الأبحاث ذات العلاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله. وقال إن المنتدى أصبح تجمعا عالميا، وزاد عدد المسجلين للمشاركة في أعماله الى 1850 مشاركا، 45 في المائة منهم من خارج منطقة الشرق الأوسط، واعتبر السعدون ذلك مؤشرا على أن أهمية صناعة البتروكيماويات، وقال ان دول الخليج تحتل مكانة عالمية مرموقة في هذا القطاع.