أكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) على اكتمال كافة الأعمال والبرامج لإقامة المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، الذي يفتتح الثلاثاء ويستمر 3 ايام خلال الفترة 19-21 نوفمبر الجاري في مدينة جميرا بدبي، وبمشاركة سعودية فاعلة، وقال السعدون: سوف تناقش الدورة الثامنة من المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات استراتجيات توظيف الابتكار في الصناعة، لتعظيم القيمة المضافة وتعزيز تنافسيتها، ويشارك في هذا الملتقى السنوي الذي يعد الأهم أقليمياً في قطاع البتروكيماويات أكثر من 1700 تنفيذي من 52 دولة. وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): إن الدورة الثامنة للمنتدى ستقدم 16 من قادة الأعمال الذين سيشاركون في 6 جلسات عمل يتقدمهم الأمير عبدالعزيز بن سلمان، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، وتضم 15 رئيساً تنفيذياً لكبريات الشركات العالمية في مقدمتها: «إكسون موبيل»، و»ليونديل باسل»، و»داو كيميكال»، و»كلارينت»، و»بوريالس»، وجنرال إلكتريك» العالمية، و»هانوا كيميكال» الكورية، و»تيجين» اليابانية، ولانكسس الألمانية وسابك. ووفقاً للدكتور السعدون، فإن صناعة البتروكيماويات من الصناعات ذات المحتوى التقني العالي، ومن خلال الابتكار والتطوير التقني المستمر تضيف الصناعة منتجات جديدة تساهم في رفع مستوى المعيشة لمجتمعاتنا وتساهم أيضاً في تقديم حلول للعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع في المجالات البيئية على سبيل المثال لا الحصر. ويعد الإنفاق على البحث والتطوير بين الشركات العاملة في قطاع الكيماويات وعدد براءات الاختراع المسجلة باسمها مؤشرات تدل على مكانتها في هرم الابتكار. وفي هذا الصدد أشار الدكتور السعدون إلى أن حجم الإنفاق العالمي على البحث والتطوير من قبل الشركات الكيماوية بلغ في عام 2012 نحو 49 مليار دولار أمريكي بزيادة مقدارها 10 بالمائة عن مستويات عام 2011، واستحوذت الشركات الأوروبية والأمريكية على ما يقارب نصف الإنفاق على البحث والتطوير في العالم عام 2012 أي 22.9 مليار دولار أمريكي. في المقابل بلغ حجم الإنفاق في عام 2012 على البحث والتطوير من قبل شركات البتروكيماويات الخليجية 380 مليون دولار، تمثل أقل من 1 بالمائة من إجمالي الإنفاق العالمي، وعلى الصعيد العالمي، تسجل لصناعة الكيماويات في المتوسط ما بين 150 و200 ألف براءة اختراع سنوياً، مع معدل نمو سنوي يعادل 7.4 بالمائة، وفي المقابل ترواح عدد براءات الاختراع المسجلة باسم الشركات الخليجية المنتجة للكيماويات بالكيماويات من قبل شركات البتوركيماويات الخليجية خلال السنوات الثلاث الماضية ما بين 550 و750 براءة اختراع. وعند المقارنة مع العدد الكلي لبراءات الاختراع التي منحت عالميا خلال نفس الفترة، سنجد أن براءات الاختراع المسجلة لشركات الكيمياويات الخليجية تشكل 0.4 بالمائة من الإجمالي العالمي، ووفقاً للدكتور السعدون فإن هذا الرقم المتواضع يؤكد الحاجة الماسة ليس فقط إلى رفع مستوى الإنفاق على البحث والتطوير، بل الأهم من ذلك بلورة استراتيجيات للابتكار في بيئة العمل وإيجاد البنية التحتية للابتكار في هذه الصناعة لتعزيز تنافسيتها عالمياً. واختتم الدكتور السعدون تصريحه بالقول: إن الاستثمار في تعزيز القدرات الابتكارية المحلية لم يعد ترفاً بل ضرورة قصوى لتعزيز الريادة في صناعة البتروكيماويات، مثلما هو الحال بالنسبة للقطاعات الاقتصادية الأخرى، وهذا ما سيتم تسليط الضوء عليه الأسبوع المقبل من قبل قادة هذا القطاع في منتدى جيبكا الثامن، وسيتضمن برنامج المنتدى هذا العام تنظيم ورشتي عمل تديرها شركات استشارية عالمية تركز أجندتها على أثر إمدادات الغاز الصخري على صناعة البتروكيماويات العالمية مع التركيز على الصناعة في منطقة الخليج العربي. جدير بالذكر أن صناعة البتروكيماويات في دول الخليج العربي تواجه تحديات عدة في الأسواق العالمية ويتمثل أحدها- والذي ستركز عليها الجلسة الأولى للمنتدى- ما أصبح يعرف بظاهرة «الغاز الصخري» في الولاياتالمتحدة التي تجسد مثالاً حياً على دور التقدم التقني في الوصول إلى احتياطيات كانت سابقاً غير مجدية اقتصادياً، وأثر ذلك في تعزيز تنافسية شركات البتروكيماويات الأمريكية، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة حدة المنافسة في الأسواق العالمية. وعلى الرغم من أن الغاز الصخري ظاهرة أمريكية في الوقت الحاضر إلا أن احتمالات تطوير احتياطياته القابلة للاستخراج في الصين وأوروبا وأمريكا اللاتينية تبقى قائمة وإن كان في المدى البعيد نسبياً. ووفقا لتقديرات حديثة من شركة «بي بي»، فإن تطوير تقنيات إنتاج الغاز والنفط الصخري سيجعل الولايات تنتج 99 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030 وسيشكل حينها إنتاجها من النفط والغاز الصخري حوالي 72 بالمائة من إنتاجهما العالمي، وتشمل جلسات عمل المنتدى الست تقديم عروض لاستراتيجيات تلك الشركات في مجال الابتكار في عمليات الإنتاج والتسويق والإمداد والبحث والتطوير التقني. ويأتي اختيار الابتكار كموضوع رئيسي لدورة المنتدى الثامنة لبيان أنه شريان حياة ليس فقط لصناعة البتروكيماويات بل ولكل القطاعات الاقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي.