قرر المشاركون ال 300 في ختام الاجتماع السياسي الذي نظمه الحاكم الأمريكي المؤقت للعراق جاي جارنر امس الاثنين في بغداد انعقاد مؤتمر وطني عام خلال شهر لتحديد قواعد تشكيل حكومة انتقالية واعتمدوا قرارا آخر يؤكد ان قوات التحالف الأمريكية البريطانية هي المسؤولة عن حفظ الامن في العراق وتزامن الاجتماع مع الذكرى السادسة والستين لميلاد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي كان يحرص على اقامة احتفالات باذخة في ذكرى ميلاده. وفي بيان تلي في ختام الاجتماع الذي استمر عشر ساعات في مركز المؤتمرات وسط بغداد في ظل تواجد عسكري مكثف، اوضح موفق رباعي رئيس الاجتماع تحت اشراف جاي غارنر (رئيس الادارة المدنية الامريكية) ان المندوبين قرروا (برفع الأيدي في جلسة علنية) عقد مؤتمر وطني عام في بغداد على الارجح خلال اربعة اسابيع لتحديد قواعد تشكيل حكومة انتقالية. ومن المفترض أن يقود الجنرال جارنر الذي يرأس مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية ادارة انتقالية حتى تتولى حكومة عراقية مؤقتة تمهد السبيل الى انتخابات عامة. وكان بعض المندوبين يريد ان تقتصر المهلة على اسبوعين فقط لكن اغلبية ساحقة ايدت برفع ايديها ان تكون اربعة اسابيع. وقال صدر شاكر أحد المشاركين: اننا بحاجة الى هيئة تمثيلية او مجلس للاتفاق على حكومة عراقية لانه من المبكر جدا تنظيم انتخابات، علينا اذا البت في بعض الامور لنصل الى تمثيل جيد للشعب العراقي. واضاف: لقد اتفقنا على جدول زمني لمؤتمر عراقي موسع يهدف الى اقامة حكومة عراقية انتقالية وهذا الجدول من اربعة اسابيع. واجتماع الامس هو اللقاء السياسي الثاني الذي ينظم في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. وخلال الاجتماع الاول الذي عقد في 15 ابريل في اور بالقرب من الناصرية جنوبالعراق اتفق المشاركون الذين كانوا حوالي 80 مندوبا على مبدأ اقامة حكومة ديموقراطية وفدرالية. وقد بدأ الاجتماع قبيل الساعة 11 صباحا بتلاوة آيات من القرآن الكريم، متأخرا عن موعده المقرر نحو ساعتين. وفي كلمة غارنر خلال الاجتماع وعدت الولاياتالمتحدة باقامة الديموقراطية في العراق وقال غارنر متوجها الى الحضور وبينهم زعماء عشائر ورجال دين شيعة وسنة وقادة اكراد إن من مسؤوليتنا ان نطلق هنا اليوم عملية ميلاد الديموقراطية في العراق. وقال غارنر انه يقف بإجلال امام تاريخ العراق الذي انتج اول قوانين الانسانية وبدايات تنظيم الحياة السياسية البشرية. وتابع: ان من واجبنا ان نمنحكم الآليات والوسائل التي تحتاجونها لاعادة اعمار العراق. وقال: قبل البدء في عملية اعادة الاعمار يجب ان يعم الامن وهذا ما نسعى للقيام به في كامل العراق، إنه أمر في غاية الصعوبة ولكننا سننجزه، داعيا العراقيين مجددا الى العودة الى العمل بعد ثلاثة اسابيع من سقوط نظام صدام حسين. واضاف غارنر: اليوم (يقصد أمس تحديدا) في يوم ميلاد صدام حسين نطلق عملية ديموقراطية من اجل اطفال العراق (صدام كان يبتهج بحضور الأطفال لاحتفالات ذكرى ميلاده). واعتبر أن اجتماع بغداد يجب ان يبنى على نتائج الاجتماع الذي عقد في الناصرية قبل اسبوعين بعد ايام معدودة من الاطاحة بنظام صدام. وأفاد مندوبون في الاجتماع الذي كان من المتوقع أن يحضره حوالي 400 شخص أن الانقسامات دبت بين عراقيين واولئك العائدين من المنفى. وقال سهيل السهيل وهو محام من بغداد: نشبت خلافات بشأن دور الامريكيين، نحبذ نحن هنا ان يحكمنا الامريكيون خلال فترة مؤقتة، لسنا على استعداد لمباشرة هذا الامر بعد. وكان من بين الحضور ممثلو المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه احمد جلبي الذي ينظر اليه البعض على انه من المفضلين لدى الولاياتالمتحدة وايضا ممثلون عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتخذ من ايران مقرا له. ولم يحضر جلبي الاجتماع. وكانت باربرة بوداين منسقة قطاع وسط العراق في ادارة جارنر قد صرحت امس الأول بأن جلبي دعي لحضور الاجتماع وكذلك المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اكبر جماعة معارضة في البلاد. وكان جلبي موجودا في الناصرية وقت عقد الاجتماع الأول ولم يحضر أيضا. وقاطع اجتماع اور كذلك المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. ولم يحضر اجتماع الامس الزعيمان الكرديان الابرزان رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني إلا ان حزبيهما كانا ممثلين فيه. واعلن المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية حامد البياتي من لندن ان محسوبين على المجلس من المهندسين والتكنوقراط شاركوا في اجتماع بغداد الا انهم غير مخولين بالبحث في الامور السياسية التي اكد ان المجلس يرفض بحثها في اجتماعات برئاسة امريكية. وقال السياسي العائد من المنفى سعدون الدليمي ان الامن السائب يهدد ديموقراطيتنا الناشئة، لا بد من استتباب الامن لكي تعيش هذه التجربة الديموقراطية. وكان من بين الحضور ايضا الموفد الامريكي الخاص لافغانستان والعراق زلماي خليل زاد ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك اوبراين. وقال اوبراين في هذه المناسبة: ان هذا الاجتماع يندرج في اطار عملية تشاور وهو يأتي في اطار اجتماعات ستؤدي في النهاية لعقد مؤتمر وطني يشكل سلطة عراقية انتقالية. وقال الشيخ علي عبد العزيز رئيس الحركة الاسلامية في كردستان العراق المشارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس: نريد دولة عادلة ومن الافضل ان تكون اسلامية لان الاسلام افضل من الديموقراطية. وبموازاة الاجتماع تظاهر عدة آلاف من الشيعة وسط بغداد للمطالبة بمؤتمر جديد لتقرير مصير العراق وبدور كبير لمراجعهم الدينية في تسيير شؤون البلاد خصوصا الحوزة العلمية. وهتف المتظاهرون الذين ساروا في نظام لافت يتقدمهم عشرات من علماء الدين الذين يمثلون الحوزة العلمية في النجف (160 كلم جنوبيبغداد): نريد مؤتمرا وطنيا جديدا، شعبا واحدا والحوزة قائد، نريد حكومة وطنية ممثلة لكل العراقيين، اسلام سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه. وتجمع المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة الاندلس امام مصفحتين امريكيتين في ساحة الفردوس التي تمت فيها عملية ازالة تمثال صدام حسين في التاسع من ابريل مع سقوط بغداد. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة في العاصمة الأردنية عمان نجيب فريجي أن الاممالمتحدة رفضت دعوة لحضور الاجتماع. واضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: الاممالمتحدة تلقت دعوة لحضور الاجتماع كما الاجتماع السابق (في اور قرب الناصرية) لكنها رفضت الدعوة في المرتين لأن اي دور سياسي للامم المتحدة في مستقبل العراق يجب ان يتقرر في مجلس الامن. وكان عقد اجتماع مماثل في 15 ابريل في بلدة اور قرب الناصرية في جنوبالعراق وتبنى بيانا من 13 نقطة من اجل النهوض بالديموقراطية واقامة دولة القانون في العراق. واضاف فريجي ان الاممالمتحدة لا يمكنها ان تتحرك الا بتفويض من مجلس الامن الذي يسعى الان الى التوصل الى وحدة موقف وايجاد قاعدة مشتركة للعمل في العراق ما بعد الحرب. نعم للإسلام