دأب التلفزيون خلال ليالي رمضان من كل عام على عرض برنامج ممتع وشيق ومفيد ايضا بعنوان (الكاميرا الخفية) وكنت من شغفي به استعجل الايام لأشاهد كل حلقاته ولو شاهدتها كلها في ان واحد لما مللت منها فقد يتعامل البعض مع هذا البرنامج من زاوية واحدة وهي زاوية الفكاهة والطرفة فيه, ولكنني كنت اتعامل معه من زاوية اخرى الى جانب هذه الزاوية الا وهي رصد ردود افعال رجال الشارع وتسجيل انفعالاتهم الصعبية وتحليلها نفسيا وربطها بشخصياتهم باعتبار ان سلوك الفرد يعبر تعبيرا اكيدا عن شخصيته.فعندما كنت ارصد ردود فعل بعض الاشخاص اثناء استفزازهم العصبي من قبل الممثلين في البرنامجح اكبرت فيهم خصلة حميدة يحث عليها ديننا الحنيف ويعدها سيدة الخصال الاخلاقية وهي الحلم او الاتزان الانفعالي والهدوء العصبي, فعلى الرغم من شدة الاستفزاز الذي يتعرضون اليه من قبل الممثلين مع جهلهم طبعا بصفتهم ممثلين اذا يتعاملون معهم كرجال شارع الا انهم في هذه المواقف كانوا يضبطون اعصابهم ويتحكمون في انفعالاتهم فيبدون في غاية الهدوء والرزانة والاتزان ويعالجون الموقف او المشكلة بحكمة وروية وتعقل وذوق يوحي بمستوى من الرقي الخلقي والأدبي.اما البعض الاخر فقد كانوا على النقيض من اولئك حيث ينفعلون بالغضب الشديد على اقل استفزاز او استشارة ولا يتورع احدهم عن استخدام يده للضرب او اللكز او الأخذ بخناق الممثل بعنف ولولا تدخل زملاء الممثل في اللحظة الاخيرة لتطور الامر الى حد الحاق الاصابات الخطيرة به.وخلاصة القول ان اهمية هذا البرنامج تكمن في تعاملنا معه من هذه الزاوية, واعتقد اننا سنخرج بفوائد عظيمة لها انعكاس على سلوكنا في التعامل مع الناس واقصد لو تصورنا انفسنا حينما نتعرض لموقف استفزازي اننا امام (كاميرا خفية) ستصور ملامح وجوهنا وتعبيراتها عند الغضب وحركاتنا السلوكية وما يعترينا من اضطراب عصبي لتحكمنا في توازن انفعالاتنا وضبطنا سلوكنا عن الاضطراب المخل بوقرنا ولكان تعاملنا مع الناس تعاملا تسوده الحكمة والرزانة واللباقة والتصرف المطلوب منا كمسلمين وفقا لوصايا ديننا الحنيف الذي يحثنا على الحلم وينهانا عن الغضب. وهذا البرنامج الذي اراه يجمع بين الفكاهة والتربية يجب ان نستفيد من فكرته ومواقفه ومشاهده في التحلي بالاتزان والهدوء والحلم وحسن التصرف في التعامل مع المواقف اليومية. عبداللطيف الوحيمد