الكويتية - الكويت استوقفني شاب يسأل عن كيفية التعامل مع سرعة عصبيته وكثرة انفعالاته، فقلت له دعنا نعرض سؤالك للمتابعين في «الفيسبوك» و«التويت»، لنستفيد من تجاربهم العملية في إدارة الغضب، بشرط أن يكون العلاج قد جربوه، ونجح معهم في إعانتهم على الصبر وإدارة الغضب، وقد وردتني 30 فكرة عملية، سأعرضها عليكم بشكل مختصر، وهي على النحو التالي: النوم كما يقول المثل «نام نار تصحى رماد»، كثرة الاستغفار، التزام الصمت وكظم الغيظ، قيام الليل يزيل العصبية، ترك ما لا يعنيني، ترديد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقت الغضب، الوضوء، قول لا حول ولا قوة إلا بالله، غسل الوجه، تغيير المكان، تغيير وضعية الجسم.. فإذا كان واقفا يجلس وإذا كان جالسا يستلقي، سماع القرآن، صلاة ركعتين، إحضار ورقة وقلم وكتابة المشاعر والانفعالات وقت الغضب، وضع اليد على الصدر والدعاء اللهم أذهب غيظي، عمل تمارين التنفس، العد من الواحد للعشرة، اتخاذ قرار بالتوقف عن العصبية، تغيير نوعية الغذاء.. ففي بعض الأنواع تثير العصبية، الابتعاد عن كل ما يثير العصبية، الذهاب سريعا لأخذ «دوش» ماء بارد، الابتعاد عن الصديق العصبي، التوقف عن تكرار كلمة أنا عصبي واستبدالها بأني هادئ وحليم، أن تكتب لمدة 21 يوما كلمة أنا لن أغضب وتعلق الورقة بالغرفة، الدعاء كل فجر بأن يبعد الله عنك كثرة العصبية، أن تشرب سفن آب، المعالجة بالطاقة، وقالت إحدى المشاركات إنها عندما تغضب تأخذ المكواة وتكوي الملابس فتفرغ طاقتها، وأضافت أخرى أنه بعد وفاة أغلى إنسان في حياتها صارت لا تغضب كثيرا وشعرت بأن الدنيا لا تساوي شيئا، وقال آخر إنه أوصى شخصا بتصويره وقت الغضب، فلما رأى نفسه توقف عن العصبية. فهذه 30 فكرة عملية نجح أصحابها في تجاوز مشكلة العصبية، وبعض المقترحات، وخاصة الصحية، مثل تناول الغذاء أو شرب السفن آب، تحتاج لبحث، وبعض الأفكار الواردة مقتبسة من الهدي النبوي، وبعضها من علماء النفس، وبعضها من ابتكار أصحابها، وقد حرصت على كتابة هذا المقال، لتدريب أنفسنا على حسن إدارة الانفعال، فالعصبية ليست كما يظن الكثير، بأنها وراثية، أو لا نستطيع التخلص منها، وإنما الصبر وعدم الغضب اختيار شخصي، لهذا اقترح النبي الكريم سلوك الصبر على المرأة المريضة، فعن عطاء بن أبي رباح قال: «قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها»، فاختارت الصبر. فضبط النفس والصبر يحدثان بإرادة الإنسان، وهو رزق من الله، ولهذا حكى ابن أبي الدنيا عن شريح أنه قال: «إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات وأشكره، إذ لم تكن أعظم مما هي، وإن رزقني الصبر عليها، وإذ وفقني الاسترجاع لما أرجوه من الثواب، وإذ لم يجعلها في ديني»، فالصبر رزق من الله، ونستطيع أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا الصبر، كما دعا جيش طالوت عندما برزوا لجالوت وجنوده (قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا). ثم إنه ليس كل غضب سيئا، فالغضب انفعال، وقد يكون إيجابيا، لو كان في الوقت الصحيح كأن يغضب الإنسان عندما تنتهك محارم الله، ولكن العصبية التي نناقشها هنا هي العصبية السلبية، وهي أن يكون الإنسان عصبيا دائما في كل موقف أو ردة فعل، وقد نجحت مع رجل عصبي في التخلي عن عصبيته، من خلال عمل جدول يسجل فيه كم مرة يغضب باليوم، ثم وضعت له هدفا أسبوعيا، بأن يقلل العصبية بنسبة 20 بالمئة، وكانت النتيجة أنه سيطر على انفعاله بعد شهرين، وصار يتحكم في انفعالاته، وكان سعيدا بهذه النتيجة. إن الإنسان يتكون من أفكار ومشاعر وسلوك، فإذا تحكم في أفكاره، استطاع أن يسيطر على مشاعره وسلوكه، ووقتها سيعيش سعيدا، بعيدا عن العصبية. -- T: @drjasem