القبض على شخصين في تبوك لترويجهما الحشيش و(9000) قرص "إمفيتامين"    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"خارطة الطريق": سلام.. أم كارثة؟! "2/2"
اليوم تناقش الخطة الامريكية وفرص نجاحها في تحقيق تسوية عادلة وشاملة
نشر في اليوم يوم 01 - 12 - 2002

المشاركون:مراوغة لتمكين اسرائيل.. وتهميش الحقوق العربية والفلسطينية
نشرنا امس الجزء الاول من ندوة خريطة الطريق التي قدمتها الولايات المتحدة لوضع حد للصراع العربي الفلسطيني دون أي اعتبار للقرارات الدولية السابقة المبادرات العربية وغير العربية ومع ذلك قبلها (جزئيا) العرب ورفض الاسرائيليون اعطاء رأي بشأنها وطلبوا تأجيل أي حديث بشأنها الى مطلع العام القادم.
وتزامن نشر الجزء الاول مع فوز الرئيس الاسرائيلي الحالي ارئيل شارون بزعامة حزب الليكود الارهابي المتعصب.فشارون والليكود لهما تاريخ طويل معروف من جرائم الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ورفض أي وجود للفلسطينيين في وطنهم فلسطين و باعادة انتخاب شارون زعيما لليكود يتكرس المد اليمينى فى الكيان الصهيونى وتتمدد اذرعه الاخطبوطية مما ينبىء عن المزيد من العدوانية والرفض للحلول التي تعطي الفلسطينيين حقهم في فلسطين.
شارون اغلق الباب بكامله امام أي تفاوض جاد وانحاز الى خيار الحسم العسكرى عبر ممارسة اسوأ اشكال العدوان ضد الفلسطينيين وهو مانرى نتائجه سافرة فى الميدان وضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية بدعم مباشر وغير مباشر من الولايات المتحدة الامريكية والادارة الحالية التي تقدمت بمبادرة خريطة الطريقة فالى الجزء الثاني من الندوة
@ اليوم: وقفنا مع السادة الضيوف حول تفاصيل هذه الخطة والمآخذ التي يمكن وضعها عليها.. ونحن نسأل ما فرص نجاح هذه الخطة؟
* الدكتور محمد عبد السلام الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الاهرام المصرية:
خريطة الطريق هي استنساخ من رؤية بوش التي اعلنها في يونية الماضي، وبالتالي فهي تحمل نفس المآخذ واوجه القصور وتحمل ايضاً الغموض والتناقض وعدم وجود آلية واضحة للتنفيذ، كما انها تحمل تدخلاً في الشئون الداخلية للفلسطينيين حينما تقضي بتغيير في الدستور وتعديل في نظام الحكم والانتخابات وغير ذلك.
والخريطة ايضاً تحمل الفلسطينيين وحدهم مسئولية الحفاظ على الامن وعدم اندلاع العنف وهو عبء ثقيل على الشرطة الفلسطينية في ظل الاحتلال كما انها ايضاً عندما تحدثت عن اقامة الدولة قالت ان ذلك يتم من خلال مؤتمر دولي يعقد بموافقة الطرفين دون تحديد القضايا والتفاصيل التي ستناقش كل ذلك اذا سارت الامور كما جاء في الخريطة.
كل هذه التناقضات اذا اضفنا اليها الظروف السياسية الحالية في اسرائيل تجعل من تغيير الخريطة امراً صعباً في التوقيت الحالي، فالحكومة الانتقالية الاسرائيلية بتطرفها لا تريد تنفيذ أي شيء بل تسعى إلى احداث المزيد من الخراب والدمار والقتل بهدف كسب اصوات الناخبين المتطرفين في اسرائيل وقد اعلنت الحكومة انها لا تستطيع تنفيذ أي شيء في الوقت الحالي كما انه اذا اضفنا الاعتراضات التي ابدتها حكومة شارون على الخريطة منذ اعلانها يؤكد انه من الصعب نجاح تنفيذها.
واعتقد انه في ظل هذا التطرف الاسرائيلي المتصاعد حكومة وشعباً تتضاءل فرص نجاح تنفيذ الخريطة، خاصة ان هذا التشدد يقابل تطرفاً اكبر متمثلاً في صقور الادارة الامريكية الذين يعملون لصالح اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، الا اننا لا يجب الا نفقد الامل في امكانية تحقيق السلام.
* الدكتور عبد الله غرباوي استاذ التاريخ بجامعة القاهرة: هذه الخريطة تحمل العديد من السلبيات ولا تتضمن الآليات التي تضمن نجاحها فهي لا تشتمل على جداول زمنية للتنفيد بالاضافة إلى ان ارجاء العديد من القضايا المهمة والرئيسية إلى المفاوضات النهائية في الوقت الذي تقدم فيه لاسرائيل حلولاً عاجلة لمشكلاتها الامنية المتفاقمة ولا تحمل اسرائيل اية التزامات في تحقيق الامن ومنع ما يثير العنف.
كيف يطلب من الفلسطينيين مسئولية وقف العنف في ظل الاحتلال الاسرائيلي وفي ظل الحصار والاستفزاز اليومي الذي يتعرض له المواطن الفلسطيني من قبل الجيش الاسرائيلي، ثم ان الخريطة تتضمن تدخلاً في الشئون الداخلية للفلسطينيين فهي تتحدث عن حكومة جديدة وشكل جديد لنظام الحكم يستبعد منه عرفات الذي اختاره الشعب بالانتخاب.
اما من ناحية الاجراءات التي وردت بالخريطة والتي يتعين اتخاذها في كل مرحلة من المراحل الثلاث فهي لا تتضمن ترتيباً واضحاً للتنفيذ كما ان الولايات المتحدة لم تقدم الضمانات اللازمة للتنفيذ ورغم ان هذه الخريطة مجرد مشروع يخضع حالياً للتعديل يعمل إلى الصياغة النهائية في اجتماع للجنة الرباعية الا ان كل المؤشرات تؤكد عدم توازن ما جاء في هذه الخطة وبالتالي فان فرص نجاحها بهذا الشكل يكون من الصعب توقعها.
* طاهر شاش خبير الشئون السياسية:
بالرغم من ان الخريطة تطالب اسرائيل بالتزامات معينة خاصة في مسألة تجميد المستوطنات والانسحاب إلى الوضع الذي كان عليه قبل الانتفاضة الا ان هذه الالتزامات لا تقاس بحجم الالتزامات المطلوبة من الفلسطينيين ورغم ذلك فقد بادرت الحكومة الاسرائيلية برفض هذه الالتزامات واعترضت على الجدول الزمني ورفض قيام اللجنة الرباعية بالاشراف على تنفيذها مطالبة بان تتولى الولايات المتحدة هذه المهمة كما اكدت الحكومة عدم استعدادها لتنفيذ الخريطة حالياً او الحديث عنها قبل اجراء الانتخابات وهذا في حد ذاته ينسف ما جاء بها قبل أي شيء.
والخريطة تحمل نفس المأخذ على خطة بوش الواردة في خطابه في يونية ويشوبها الغموض والتناقض وعدم التوازن في الالتزامات فرغم ما ثبت جلياً من ان الشعب الفلسطيني يلتف حول رئيسه المنتخب إلا ان الضغوط لابعاده او تهميشه قائمة وفي هذا الاطار فان الخطة تتبنى نفس افكار خطاب بوش عن اقامة حكومة فلسطينية جديدة، واختيار رئيس وزراء كل ذلك يتناقض مع الدعوة إلى الديمقراطية والانتخابات البرلمانية الحرة التي تطالب بها خريطة الطريق.
كما لا تضع الخطة في حسبانها ما الت اليه الاوضاع في الاراضي المحتلة نتيجة للحرب التي يشنها الجيش الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية فهي ترتب التزامات ثقيلة على الشرطة واجهزة الامن بعد أن قام الجيش الاسرائيلي بتدميرها، بحيث تتطلب اعادة بنائها وقيامها بالدور المطلوب منها وقتاً وجهداً طويلاً واموالاً طائلة كما يتضمن انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية حتى تتمكن من اداء مهامها.
كما يظل شرط وقف الانتفاضة دفعا تاما وتعليق كل الامور عليه من الشروط التعجيزية التي تخدم مصالح شارون وغيره ممن يعملون على عرقلة عملية السلام.
ويضاف إلى المآخذ على الخريطة انها تورد الخطوات والاجراءات المقترح اتخاذها في كل مرحلة دون ان تضع لها ترتيباً واضحاً وان تجعل منها التزامات تبادلية يقترن بتنفيذ كل طرف بأحدها او ببعضها تنفيذ الطرف الآخر وفقاً لتوقيتات محددة بل انها حملت الفلسطينيين كل شيء رغم انهم الطرف المعتدى عليه.
ويمكن القول ايضاً ان الخطة تعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر حيث تضيف مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات اخرى ومشروطة بالتزامات فلسطينية تعجيزية في الوقت الذي انتهت فيه مرحلة انتقالية اخرى في اتفاقيات اوسلو ومدتها 5 سنوات في عام 99 وبالتالي تتجاهل خريطة الطريق مفاوضات الوضع النهائي التي جرت قبل ذلك واحرزت تقدماً.
ورغم تضاؤل فرص نجاحها خاصة اذا نظرنا إلى هذه الخريطة من منظور الاوضاع السياسية في اسرائيل وتزايد تيار التطرف وما يقابله من تشدد امريكي ايضاً الا انه ليس امام الفلسطينيين والدول العربية الا التعامل مع هذه الخريطة، ويمكن من خلال القنوات الدبلوماسية تعديل بعض العناصر التي وردت بالخريطة والتي عليها تحفظات معينة.
واعتقد ان الدول العربية ايدت هذه التحفظات للمبعوثين الامريكيين الذين جاءوا إلى المنطقة مؤخراً لشرح وجهة النظر الامريكية للتسوية في ضوء هذه الخريطة ويمكن ايضاً تكثيف الاتصالات مع دول الاتحاد الاوروبي للتوصل إلى صيغة مناسبة للتسوية.
@ اليوم: كيف ترون - حضراتكم - الفرق بين هذه الخطة وبين المبادرات العربية التي سبق طرحها؟
* د. عبد الله الاشعل استاذ القانون الدولي:
علينا ان نعترف بأن هناك اختلافات كبيرة بين الخطة الامريكية وما طرح من مبادرات عربية.. فقد كانت هذه المبادرات العربية مبادرات جادة لتحقيق السلام اما خطة الطريق الامريكية فأنا على يقين بأن الادارة الامريكية طرحتها دون نية التنفيذ، وما يؤكد هذا التصور توقيت طرحها في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة الامريكية للحصول على تأييد دولي واقليمي لتحركاتها ضد العراق ثم يعقبه تمويت للقضية الفلسطينية ومن يمعن النظر في فقرة ايجاد دولة فلسطينية في غضون خمس سنوات هدفه اتاحة الفرصة الكافية امام القوات الاسرائيلية لانجاز مهمة تصفية الشعب الفلسطيني وعندها يصبح لا معنى للحديث عن الدولة الفلسطينية فالشعب الاسرائيلي مع الاسف حتى يومنا هذا يرفض بشدة فكرة التعايش السلمي، بدليل ان الانتخابات الاسرائيلية تفرز من متشدد لاكثر تشدداً والامثلة على ذلك كثيرة فمثلاً عندما انتخب نتنياهو كانت الامور هادئة رغم ما قام به شيمون بيريز في لبنان، ومع ذلك جاءت الانتخابات بنتنياهو المتشدد لان شعاراته كانت في الحملة الانتخابية لا لدولة فلسطينية ولا للسلام ثم اسقطته امريكا ليأتي الشعب الاسرائيلي بشارون هذا هو المفهوم الاسرائيلي الذي اتاح الساحة امام الليكود للحكم المعروف بتشدده.
* د. عبد الله الغرباوي استاذ التاريخ بجامعة القاهرة:
اعتقد ان الاخذ بالمبادرة العربية التي طرحت هو الاجدى لانها واضحة ومحددة في المبادئ وآليات التنفيذ وتحقق الهدف المنشود الذي يحقق الاستقرار والامن، فاذا كانت اسرائيل تبحث عن الامن فان المبادرة العربية توفر لها ذلك، واذا كانت تبحث عن العلاقات الطيبة مع جيرانها فان المبادرة العربية توفر لها ايضاً ذلك، والفرق بين المبادرة العربية وخريطة الطريق واضح، فالاولى لاقت اجماعاً عربياً بما فيه الفلسطينيون والمجتمع الدولي اما خريطة الطريق فلم تلق حتى الآن هذا الاجماع، وابدى العرب عليها تحفظات كثيرة لانها لا تأتي بالتزامات متوازنة تضمن لها النجاح.
@ اليوم: واضح انكم جميعاً تتفقون على الخروج بمفهوم واحد وهو عدم وضوح الرؤية لهذه الخطة الامريكية وانها غير واضحة المعالم بعكس الخط الواضح للمبادرات العربية.. ومن هذا المنطلق دعونا نسأل في ظل الوضع الراهن ما التحفظات العربية المطلوبة بشأن هذه الخطة حتى يمكن ان تنجح؟
* اللواء فؤاد علام:
مبدئياً لنكن اكثر وضوحاً ونقر بأن رفض الخطة لن يفيد، وبناء عليه فعلينا ان نقدم اهم ملاحظاتنا عليها، لاجراء تعديلات عليها واستكمال جوانب النقص التي بها بحيث يكون هذا التعديل امام اللجنة الرباعية عند اعادة طرحها عليه ومن ثم فعندما يتم التصديق ستصبح مشروعاً جماعياً وليس بانفراد امريكي باعتبار ان هذا تعبير عن رأي المجتمع الدولي.
واهم هذه التحفظات التي يجب ان يعلنها العرب هي:
ان الخطة بعيدة المدى الزمني.
الخطة تتحدث عن دولة فلسطينية مؤقتة.
الفروض المطلوبة من جانب الفلسطينيين لا يمكن ان يتم تحديدها بدقة مثل فرض ضرورة اصلاح السلطة.. وان تكون هذه السلطة قادرة على ضبط الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وتهدئة الاوضاع الداخلية وعدم الهجوم على الاسرائيليين، وبهذا تهدف اسرائيل لاحداث صراع فلسطيني فلسطيني سيتولد نتيجة للاحباط المتولد من طول مدة الخطة.
ورغم كل ذلك نؤكد على انه رغم ما في هذه الخطة من تصور شديد ايضاً مثل عدم وجود مراقبين دوليين للفصل بين الطرفين الا انه من الممكن احراز نجاح عربي في تهذيب هذه الخطة بحيث عندما تطرح على اللجنة الرباعية تكون متضمنة مقترحات عربية.. وعلينا ان نتخلى عن السلبية لان ذلك يترك الساحة امام اسرائيل لتظهر بمظهر الاكثر مصداقية.
* الدكتور عبد الله الاشعل:
اتفق مع سيادة اللواء فؤاد علام في مفهوم تهذيب الخطة الامريكية ووضع التحفظات العربية عليها، ولكن هذا الكلام يكون عملياً في حالة وجود موقف عربي واضح اما ونحن في مثل حالة التشرذم الراهنة فاننا سنستمر محلك سر.. واننا كعرب لم يعد لدينا من اوراق اللعبة سوى التوحد فاي تفريط في الحقوق الفلسطينية لن نتمكن من استرداده.. وفي تصوري ان الاوضاع الراهنة تقود العرب نحو الوحدة في ظل استيقاظ الدول العربية على حقيقة النوايا الامريكية بالمنطقة العربية وزيادة الوعي لدى الشارع العربي بمسئوليته تجاه التوسع الاسرائيلي واسلوب التصدي له.
* الباحثة احلام شاكر خليل:
بمناسبة الحديث عن الدور الذي يمكن ان تلعبه الشعوب فهو له تأثير فعال، فمن خلال تبني الشعوب العربية فكرة مقاطعة البضائع والسلع الامريكية والاسرائيلية وحلفائهما نستطيع ان نجبر هذه الدول على اعادة النظر في توجهاتها الخارجية تجاه قضايانا العربية ولا ارى مانعاً من خروج مظاهرات سلمية ومن خلال تشكيل الجمعيات الاهلية الشعبية العربية يتم الاتصال بالجمعيات العربية في امريكا ومساندتها في التحرك لجمع تأييد الشارع الغربي لصف الحقوق العربية وبالتالي وجود جبهات تقف في وجه التكتلات اليهودية في امريكا.. ومن يقرأ التاريخ يكتشف انه منذ خمسين عاماً كان اليهود مضطهدين في امريكا للدرجة التي وصلت ببعض المطاعم الامريكية لان تكتب على لافتاتها الخارجية "ممنوع دخول اليهود والكلاب".. وبالتالي تصوراتهم لم تتغير الا من خلال الجمعيات والمؤسسات الصهيونية.
* المفكر الاسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين:
أود ان اعبر عن رأيي فيما يتعلق بنقطة التحفظات العربية على خطة الطريق الامريكية بانه علينا ان نأخذ في تعاملنا مع امريكا بمبدأ ان سوء الظن عصمة وهكذا فلنسيء الظن بامريكا ومخططاتها والا نتصور ان لديها ذرة واحدة من حسن النية وان كل ما تقوله امريكا اليوم تلحسه غداً، وطبيعة السياسات الامريكية تتغير بتغير الحزب الحاكم والتأثير الصهيوني وان امريكا واسرائيل لا تريدان الخير للمنطقة العربية انهما تراهنان على الزمن فاذا تمكنتا من تثبيت الاوضاع الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة لمدة ثلاث سنوات قادمة فان ما يجري بعد ذلك سيرهن بالمتغيرات والظروف المعاصرة حينذاك ويمكن عندئذ ارجاء القضية الفلسطينية عشرات الاعوام مرة اخرى.
* الدكتور عصمت عبد المجيد:
يجب ان يكون واضحاً في الاذهان انه ربما لا يكون هناك خلاف في وجهات نظرنا حول التشكيك في النوايا الاسرائيلية التي تسعى للحصول على الارض والسلام والامن دون مقابل وانا معكم في ان هذا غير منطقي وانعكاس للمواقف الاسرائيلية المتناقضة مع ثوابت الشرعية الدولية وتأثيره في غياب الامن والاستقرار عن المنطقة ولكن رغم كل ذلك فلست مع أي رأي يتصور ان الدخول في مفاوضات من شأنه وقوع الطرف العربي تحت أي نوع من الضغوط وانا شخصياً كان لي اكثر من تجربة في المفاوضات مع الطرف الاسرائيلي ولم نستسلم رغم كل المراوغات الاسرائيلية ونجحنا في قيادة دفة المفاوضات لصالحنا دون التفريض في أي حق من حقوقنا ولا حتى ذرة تراب واحدة من ارض مصر، وهذه التجربة الذاتية يمكن للاشقاء العرب ان يستعينوا بها، بشرط واحد هو ان ينطلقوا في مفاوضاتهم مع الطرف الاخر من ثوابت راسخة.
@ اليوم: دعونا نتساءل: إلى أي مدى تنظرون لجدية الموقف الاوروبي تجاه الخطة وتجاه عملية السلام في المنطقة؟.
* الدكتور احمد يوسف:
في رأيي ان اوروبا قد تكون قريبة لنا ولكنها تتحاشى الدخول في ازمات مع امريكا.
* السفير الصومالي عبد الله محمود:
اردت ان اؤكد كلام الدكتور احمد يوسف بشأن الموقف الاوروبي الذي هو من وجهة نظري اكثر وضوحاً من نظيره الامريكي بشأن اقامة دولة فلسطينية واحلال السلام في الشرق الاوسط ولكن هناك من الاعتبارات ما يجعل الموقف الاوروبي متراخياً وصوتها غير مسموع مما يتطلب اعادة النظر للدول العربية في عمليات التبادل التجاري الخارجي بحيث يتم توجيه النصيب الاكبر منها للاتحاد الاوروبي ودول اخرى مأمول ان يكون لها دور على الساحة العالمية مثل الصين.
* السفير محمد ابراهيم شاكر:
من وجهة نظري ان اوروبا بدأت بمحاولات جادة للدخول في حل قضية الشرق الاوسط.. ومن ثم فلا مجال لاي تشكيك مسبق في دورها لا سيما انها اصبحت طرفاً رئيسياً في اللجنة الرباعية وعلنيا الصبر حتى تتاح الفرصة امام اوروبا لتلعب الدور المطلوب منها في المنطقة، لان اوروبا حتى اللحظة الراهنة ما زالت تحكمها اعتبارات كثيرة في تفعيل دورها ازاء قضية الصراع العربي الاسرائيلي ومنها ان الجانب الاسرائيلي مازال غير مقتنع باتاحة الفرصة امام اوروبا للقيام بدورها في القضية خوفاً منه لتحيزها للجانب العربيِ.
ونحن عندما ننظر إلى الرأي العام الاوروبي نجد انه هائج وثائر على اسرائيل ويطالب الاتحاد الاوروبي بمقاطعة اسرائيل ولكن رغم كل ذلك فالموقف الحكومي الاوروبي لم يرتق بعد إلى مستوى الحدث في الشارع الاوروبي لان الحكومات الاوروبية للاسف تعمل حسابا كبيراً لاسرائيل وتتجنب بقدر الامكان الدخول معها في مواجهات بسبب الشعور الاوروبي الحكومي بالذنب تجاه اسرائيل وفي نفس الوقت تريد ان تظهر بمظهر المحايد الذي يقف في منتصف الطريق بين العرب واسرائيل.
والشيء الذي اود ان الفت نظر الاخوة اليه هو الحديث عن الاهتمام بلغة المصالح الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي ففي رأيي ان هذا كلام قديم، لانه لا يعقل ان نأتي الآن ونتحدث ماذا نعمل مع اوروبا خصوصاً ان هناك علاقات مستمرة مع الجانب الاوروبي منذ سنوات.. ولكن القضية الاساسية كما شرحناها من قبل هي قضية الارادة السياسية في اوروبا التي ربما تكون مفقودة الآن.
ورغم كل ذلك فمصر والسعودية وعدد كبير من الدول العربية تقوم بدورها تجاه اوروبا على اكمل وجه.. وعندما طرحت المبادرة السعودية والتي اصبحت عربية في قمة بيروت تم التحرك لشرحها للجانب الاوروبي والسعي للحصول على تأييده.
@ اليوم: يبقى السؤال المهم..ماذا لو ضربت امريكا العراق.. وما مدى تأثير ذلك على خريطة الطريق؟
* الدكتور صفوت العالم:
لولا قدر الله تم ضرب العراق فكل شيء سيتغير وربما تتوه القضية الفلسطينية وتتحول الاتجاهات لمسارات اخرى.
* الدكتور صوفي ابو طالب:
في اعتقادي الشخصي واتمنى ان يخطئ فامريكا سوف تتحرش بالعراق لضربها من اجل ان يتم تنفيذ مخطط تغيير ملامح خريطة منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية بأسرها
* الدكتور احمد يوسف:
في تصوري انه لو وجهت امريكا ضربة عسكرية للعراق فان اسرائيل ستتحين الفرصة وتنقض على المقاومة الفلسطينية وتقضي عليها نهائياً علاوة على ما ذكره الاخوة من ترسيم امريكي جديد لمنطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية.
* الدكتور عصمت عبد المجيد:
على الولايات المتحدة ان تسحب حساباتها جيداً ماذا بعد ضرب العراق لان العواقب لن تكون بالشيء اليسير وان توجيه أي ضربة عسكرية في ظل الواضع الراهن غير مأمونة العواقب.
* الباحثة احلام شاكر خليل:
في اعتقادي ان أي عمل عسكري من امريكا ضد العراق من شأنه اتاحة الفرصة امام اسرائيل لاغلاق ملف القضية الفلسطينية برمتها وتصبح اسرائيل هي المهيمنة على المنطقة والشرطي الامريكي في الشرق الاوسط والمنفذ لمخططاتها في المنطقة، نظراً لان تطلعات امريكا ابعد بكثير من الحدود العراقية.
* السفير عبد الله محمود:
لو وجهت امريكا ضربة للعراق فلن تكون النهاية للعراق وحده بل ستنتهي معه القضية الفلسطينية بعد ان تلتهمها الافاعي الاسرائيلية وعندئذ لن تكون القضية الفلسطينية فقط مجرد تساؤل عن وجودها بل سيصبح الوجود العربي باكمله محل تساؤل عن وجوده.
* السفير محمد شاكر:
اعتقد ان ضرب العراق سيضع القضية الفلسطينية على الرف وسينتهي الحديث عن أي خطة ومن هنا فمطلوب من العراق تفويت هذه الفرصة على المخططات التي تحاك للامة العربية.
مواكب الشهداء طريق الى التحرير
التأكيد على دور الشعوب العربية في دعم الحق الفلسطيني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.