السعودية تدين حادثة الدهس التي وقعت بأحد أسواق مدينة ماغديبورغ الألمانية    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    رابطة العالم الإسلامي ترحّب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين    حضور ثقافي كبير في أول أيام ملتقى القراءة الدولي بالرياض    وزير الطاقة يرعى الحفل الختامي لجائزة كابسارك للغة العربية    تاليسكا يؤكد اقتراب رحيله عن النصر    اليوم ليلة الحسم في المملكة أرينا: ومواجهة أوسيك وفيوري لتوحيد ألقاب الوزن الثقيل    230 فارساً وفارسة يتنافسون على كأس التحدّي للقدرة والتحمل في الرياض    القوات الخاصة للأمن البيئي تواصل استقبال زوار معرض (واحة الأمن)    «الجوهرة».. أيقونة رياضية بمعايير عالمية تحت الأضواء في «كتاب جدة»    "الهجّانة" والمركبات الكهربائية.. التاريخ والمستقبل    البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة    سينما الخيال العلمي في العالم العربي.. فرص وتحديات في معرض الكتاب    بايرن ينهي عام 2024 بفوز كاسح على لايبزيغ بخماسية قاسية    الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية في السودان «غير مسبوقة»    شولتس يعرب عن مواساته وتعاطفه مع ضحايا الهجوم في ماغديبورغ    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    ضبط يمنيين في عسير لترويجهما (64) كجم "حشيش"    ضيوف الملك من "الجبل الأسود" يشيدون بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين    أمريكا تلغي جائزة ال 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن أحمد الشرع    الأخضر السعودي يختتم معسكر الرياض ويغادر إلى الكويت للمشاركة في خليجي 26    السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن التزامات إسرائيل الأممية تجاه الفلسطينيين    المملكة توزع 724 سلة غذائية و724 حقيبة صحية في مدينة سرمدا بمحافظة إدلب    توقيع مذكرة تعاون بين النيابة العامة السعودية والأردنية لتعزيز مكافحة الجريمة والإرهاب    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    نائب رئيس نيجيريا يغادر جدة    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    الشؤون الإسلامية بجازان تنفذ ورشة عمل بمحافظة صبيا    ولي العهد يجري اتصالاً هاتفياً بملك المغرب للاطمئنان على صحته    %20 من المستثمرين شاركوا في الاكتتابات العامة بالمملكة    مدير عام الشؤون الإسلامية في جازان يتفقد مسجد العباسة الأثري بمحافظة أبي عريش    وزارة التعليم تنظم ورشة عمل "المواءمة مع التغيير والتحول في قطاع الخدمات المشتركة" في جازان    تعرف على قائمة المتوجين بلقب كأس الخليج    إمام الحرم المكي: الرسل بعثوا دعاة إلى الخير وهداة للبشر    آل بنونة وآل قاضي يتلقون التعازي في حورية    خطيب المسجد النبوي: أعظم وسام يناله المسلم أن يكون أحبّ الناس إلى الله    البدء بأعمال صيانة جسر تقاطع طريق الأمير نايف مع شارع الملك خالد بالدمام ... غدا السبت    الدفاع المدني السوري: «تماس كهربائي» أشعل نيران «ملعب حلب»    تراجع أسعار الذهب 2596.89 دولارًا للأوقية    لسرعة الفصل في النزاعات الطبية.. وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية    جدة تقرأ    5 إستراتيجيات لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا    دروس قيادية من الرجل الذي سقى الكلب    الحصبة.. فايروس الصغار والكبار    مدربون يصيبون اللاعبين    تقطير البول .. حقيقة أم وهم !    الإخلاء الطبي يشترط التأمين التعاوني للممارسين الصحيين    «سكن».. خيرٌ مستدام    السعوديون في هيثرو!    25 ألف سعودية يثرين الأسواق الناشئة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء ينقذ مراجعاً عانى من انسداد الشرايين التاجية    أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة لكن مخاطرها لا تزال قائمة    انفراد العربيّة عن غيرها من لغاتٍ حيّة    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    التجارة تضبط 6 أطنان مواد غذائية منتهية الصلاحية بمستودع في جدة    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي    د. هلا التويجري خلال الحوار السعودي- الأوروبي: المملكة عززت حقوق الإنسان تجسيداً لرؤيتها 2030    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب.. ماذا هم فاعلون؟!
في مواجهة بيان "بوش"
نشر في اليوم يوم 07 - 07 - 2002

مازالت اصداء خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش حول التسوية الاسرائيلية الفلسطينية تتزايد في شتى ارجاء العالم وسط اجماع عربي ودولي واسع على رفض اقصاء الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات كشرط لاقامة دولة فلسطينية "مؤقتة" مع التأكيد على ان الشعب الفلسطيني هو وحده صاحب القرار في هذا الشأن، وان املاء الولايات المتحدة على هذا الشعب باختيار قيادة بديلة يعد مخالفاً لكافة الاعراف والمواثيق الدولية ويمس حرية الشعوب في اختيار قادتها. ووسط تصاعد الرفض العربي لما اعتبر انحيازا لاسرائيل في خطاب بوش اجمع المحللون على ضرورة تحرك عربي مشترك لتحديد رؤية واضحة من هذا الخطاب الذي احدث "صدمة" واسعة ليس في الشارع العربي فحسب بل في جميع الاوساط، في مختلف دول العالم، وابدت جميع الدوائر تحفظات كبيرة على ما جاء في الخطاب والذي بدا فيه الانحياز الكامل لاسرائيل التي لم يلزمها بشيء ولم يضع خريطة واضحة للتسوية في الشرق الاوسط. وطالب المحللون بضرورة وجود تنسيق عربي ورؤية عربية محددة يتم ابلاغها للولايات المتحدة الامريكية حول الجوانب السلبية في رؤية بوش والتأكيد على ان هذه الرؤية تضمنت اعلاناً صريحاً بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما تم تجاهل هذا الحق بالنسبة للفلسطينيين الذين هم الاحق بمساندة حقهم في الدفاع عن أنفسهم.
رؤية مشتركة
في هذا السياق يقول الدكتور وجيه عفيفي سلامة مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ان الدول العربية مطالبة بوضع رؤية مشتركة للتعامل مع هذا التوجه الامريكي - الاسرائيلي الذي كشف عنه خطاب بوش كما ان القيادة الفلسطينية مطالبة بالسعي الى ضم النسيج الوطني بكافة منظماته وفئاته لمواجهة هذه التحديات الجديدة والمواقف الصهيونية التي تريد ان تتحكم في مصائر الشعب الفلسطيني وتقوض ارادته وتحيله الى جثة هامدة تنازع سكرات الموت والهوان.
خيبة امل
ويضيف ان البيان الامريكي الشكل الاسرائيلي المضمون اصاب الشارع العربي بخيبة امل كبرى لما يحمله من توجهات صهيونية ومخططات شارونية ومنحازاً لصقور اسرائيل الذين نهشوا الجسد العربي طوال نصف قرن من الزمان وما زالوا يجثمون بأقدامهم القذرة على ارض فلسطين الطاهرة ويدنسون المقدسات الاسلامية والمسيحية ويمارسون اعمال القتل وسفك الدماء بالاراضي الفلسطينية المحتلة.
وحشية اسرائيل
وتساءل الدكتور وجيه عفيفي سلامة ماذا فعلت اسرائيل بعد بيان بوش؟ انها زادت من اساليبها الوحشية ضد الفلسطينيين فدمرت المباني واعتقلت الالاف واعلنت عزل القدس بسور طوله 50 كيلو متراً، واعادت احتلال الاراضي الفلسطينية مرة اخرى؟ أليست هذه الاساليب ارهاباً؟!! وهل هذه الاساليب الارهابية هي الرد على خطاب بوش؟!!
مؤيداً للعدوان
وأشار الى ان هناك بعض الملاحظات التي يجب تجاهلها وفي مقدمتها ان البيان الامريكي جاء مؤيداً تماماً لكافة التوجهات الاسرائيلية وسياستها الاستيطانية والعدوانية خاصة ان ارييل شارون اعلن في كل مناسبة ان اسرائيل لا تعترف مطلقاً بقيام دولة فلسطينية وانها لا يمكن ان توافق على العودة الى حدود الرابع من يونيه 67 واصبح الشاهد اليوم ان هناك سبقاً اجرامياً يقوم به شارون ضد المناطق المحتلة، كما ان هذا البيان وبكل وضوح اعطى مكافأة ومميزات فريدة للمحتل الاسرائيلي القادر في تنفيذ مخططاته وقتل الفلسطينيين بدعوى الدفاع عن النفس والتنصل من المقررات الشرعية بدعوى عدم وجود قيادة فلسطينية، يضاف الى ذلك ان الدولة المؤقتة التي ا شار اليها بوش واعتبرها منحة منه للشعب الفلسطيني لا يوجد لها شبيه مطلقاً على طول التاريخ ولم نسمع عنها مطلقاً، فالدولة بمفهومها التقليدي انسان ومكان وسلطان. اما ان تكون مؤقتة فهذا عبث وغير موجود في تاريخ الشعوب.
اقصاء عرفات.. لماذا؟
والاكثر غرابة من ذلك ان بوش ربط بين قيام هذه الدولة المؤقتة بمفهومها الهزيل وبين اقصاء القيادة الفلسطينية الحالية وتفعيل قيادة اخرى ترضى عنها امريكا دون النظر الى رغبة الشعب الفلسطيني، بل والاخطر من ذلك ما صرح به بوش منذ ايام بقوله انه على استعداد لاستخدام القوة العسكرية في حالة اعادة انتخاب القيادة الفلسطينية الحالية!!.. اين حقوق الشعوب في اختيار قادتها، واي سلام يتحدثون عنه؟
مطلوب موقف واضح
وفي رؤية تحليلية اخرى يرى السفير صلاح بسيوني خبير الشئون السياسية المصري ضرورة ايجاد موقف عربي فلسطيني حازم وواضح للاخطاء والملاحظات بشأن بعض ما جاء في الخطاب الامريكي وبالتالي فان الدول العربية لا بد ان تتحرك فوراً وتكثف اتصالاتها مع الادارة الامريكية التي اصبحت تمتلك مفتاح الحل وذلك لاقناع الرئيس الامريكي وادارته بان يصحح الاخطاء والتناقضات التي وردت في هذا البيان والتي ابدت الدول العربية جميعها تحفظات بشأنها، كما يجب ان تبقى رسالة السلام العربية هي المحور الاساسي في أي تحرك حتى لا تتاح الفرصة لاسرائيل اكثر من ذلك في النيل من القضية الفلسطينية تحت اية دعاوى وان تكون المبادرة العربية هي اساس أي تحرك في هذا الشأن. اما فيما يتعلق بالبيان وما حمله من مغالطات فان السفير صلاح بسيوني يقول ان النتائج التي يمكن التوصل اليها من قراءة البيان الامريكي تؤكد ان قضية تغيير القيادة الفلسطينية غير قابلة للتطبيق طبقاً لتصور بوش بل ان الواقع يحتم خلال مرحلة الاصلاح وحتى اجراء الانتخابات التعامل مع السلطة الفلسطينية وقيادتها، وانه قد يؤدي التعديل الدستوري للدولة الفلسطينية ان يصبح الرئيس عرفات رئيساً للدولة في نظام برلماني يقوم على فصل السلطات وهذا اقصى ما يمكن التوصل اليه، كما انه من الصعب ان يتم اصلاح او اجراء انتخابات ما لم تنسحب اسرائيل فوراً من الاراضي الفلسطينية كما انه من الصعب قبول تعليق قيام الدولة الفلسطينية على وقف العمليات الفدائية والتي لا يمكن ضمان عدم حدوثها امام الشروط العديدة التي يتوقف عليها قيام هذه الدولة.
استجلاء الغموض
ومن جانبه يرى السفير احمد الغمراوي خبير الشئون السياسية المصري ان الدول العربية مطالبة بموقف موحد وصريح لاستجلاء الغموض الذي شاب خطاب الرئيس الفلسطيني وابداء رأي واضح تجاه ما ورد بالخطاب من تحفظات بشأن تغيير القيادة الفلسطينية والتدخل في شئون الشعب الفلسطيني علاوة على عدم الزام اسرائيل بخطوات متوازنة من شأنها تحقق السلام المنشود.
حكومة لا تريد السلام
واكد انه اصبح من المؤكد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية لا تريد السلام مع الفلسطينيين وكل ما تفعله هو اختلاق العراقيل والمشكلات لعدم المضي قدماً في المقررات التي تم التوقيع عليها، وان ما حدث من اسرائيل بعد بيان بوش يكشف ذلك جيداً فما كان من اسرائيل الا التصعيد والتدمير واعتقال المواطنين واحتلال الارض. ان الحكومة الاسرائيلية لن يفيد معها أي شيء وتسعى الى تدمير السلطة الفلسطينية وفرض قيادة اخرى لا تعارضها بل وتقوم بضرب حركات المقاومة حتى تموت القضية برمتها.
انحياز واضح
ويضيف ان البيان الامريكي جاء منحازاً تماماً لاسرائيل ووضع الشروط المجحفة امام الفلسطينيين وبالتالي فان الدول العربية عليها أولاً ان تسعى الى الضغط على الادارة الامريكية لتصحيح موقفها تجاه القضية، والعمل في نفس الوقت على تأكيد الايجابيات الواردة في البيان وان كانت هذه الايجبيات من الصعب تحقيقها في ظل الحكومة الاسرائيلية. ومن جهته يرى السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في تل ابيب ان الحكومة الاسرائيلية الحالية لا تريد تحقيق السلام مع الفلسطينيين وبالتالي فان أية محاولات لتحقيق ذلك ستقوم بافشالها، ومن هنا فان الخطة الامريكية رغم ما بها من تحفظات وانحياز كامل لاسرائيل لن تأتي بأية نتائج في ظل حكومة اسرائيل.
مطلوب ايضاحات
ويضيف ان الرؤية الامريكية تفتقر الى الكثير من الايضاحات فهي لا تحمل جدولاً زمنياً ولا تضع التزامات محددة مع اسرائيل، كما انها تضع شروطاً قاسية على الفلسطينيين تمس السيادة وحق الشعب في اختيار قيادته كما ان الرؤية الامريكية ينقصها الوضوح والتوازن في التنفيذ كما لا توجد آلية واضحة لتنفيذها على الطرفين، لقد قامت اسرائيل في اعقاب اعلان هذه الرؤية بتصعيد عدوانها على الفلسطينيين بدلاً من ان تنسحب من الاراضي لتمنحهم فرصة البدء في الاصلاحات واعادة بناء المؤسسات.
موقف اكثر توازناً
ويؤكد السفير محمد بسيوني ان الولايات المتحدة الامريكية مطالبة باتخاذ موقف اكثر توازناً في القضية الفلسطينية وذلك بالضغط على اسرائيل للاستجابة لمقررات الشرعية الدولية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
مأزق بوش
واصفاً الوضع بعد خطاب بوش بانه "مأزق" قال الدكتور محمد عبد السلام الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام المصرية ان الرؤية الامريكية للتسوية في الشرق الاوسط جاءت مخيبة للآمال ويمكن القول انها زادت الوضع في المنطقة تعقيداً، فلقد كان الاجدر بالادارة الامريكية ان تطالب اسرائيل بسحب قواتها فوراً من اراضي السلطة الفلسطينية ووقف الحملة العسكرية لتهيئة الاجواء لاجراء الاصلاحات الفلسطينية المطلوبة وتمهيد الطريق لاستئناف مفاوضات التسوية النهائية للقضية متسائلاً كيف يتم اجراء انتخابات حرة تحت نيران الدبابات والطائرات الاسرائيلية ومن يضمن الا يؤدي التنكيل الاسرائيلي المتواصل بالفلسطينيين الى انتخاب قادة اكثر تشدداً!! لقد كان من الاجدر بالادارة الامريكية مساندة القيادة الفلسطينية الحالية في المضي قدماً في الاصلاحات بدلاً من السماح لاسرائيل بتدميرها ثم المطالبة بتغييرها.
لم يحدد خريطة
ويضيف الدكتور محمد عبد السلام ان بيان بوش لم يحدد خريطة واضحة ولم يأت برؤية واضحة للاوضاع فهناك العديد من التساؤلات المطروحة في ضوء ما جاء في الخطاب ولم تجد الاجابة سواء بالنسبة للدولة الفلسطينية المقترحة وحدودها وموقف القدس وحق العودة للاجئين والجدول الزمني لحل هذه القضايا!
أما بالنسبة للموقف العربي فيجب ان تتواصل الجهود الدبلوماسية مع الادارة الامريكية لتوضيح ما جاء بالخطاب، والتأكيد على الثوابت العربية بالنسبة للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني وحده في اختيار قادته. اما المستشار طارق البشري المفكر القومي المعروف فقد وصف البنود التي وردت في خطاب بوش بأنها "هذيان" لا تصلح لان تكون اساساً لاي حل للقضية الفلسطينية او اساس لوجود سلام في المنطقة العربية، فهو بيان من طرف واحد هو الطرف الاسرائيلي، وقد ارادت الحكومة الامريكية بهذا البيان بالاضافة الى سلوكها السابق من القضية، ان تصر على اتباع وجهة النظر الاسرائيلية دون اعتبار لرد الفعل العربي الفلسطيني او في الاقطار العربية الاخرى بالمنطقة.
وبذلك فالبيان يصر على اتخاذ وجهة النظر الاسرائيلية ويؤكد على مساندة التطرف الاسرائيلي ضد الحقوق العربية.
ويرفض المستشار البشري مقولة ان البيان جاء متفقاً مع المبادرات العربية التي تم طرحها مؤخراً لان ذلك مغالطة كبيرة فالبيان يتناقض مثلاً مع المبادرة السعودية التي طرحها الامير عبد الله وتبنتها قمة بيروت المنعقدة في مارس الماضي وهو ما ادى الى رفض البيان من الرأي العام الانجليزي والامريكي بالاضافة الى تحفظ الرأي العام الاوروبي وكذلك دوائر الحكم والسياسة والصحافة الامريكية.
ويفسر المستشار البشري قبول السلطة الفلسطينية بالبيان في بداية الامر بانه كان خطوة مطلوبة لانها تريد كما يقال قطع شعرة معاوية، حتى لا يستغل الصهاينة الرفض الفلسطيني للبيان ويبدأوا في الصراخ بانهم يسعون للسلام ويرفضه الفلسطينيون.
ويؤكد د. جمال زهران استاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان البيان في حد ذاته يمثل انحيازا سافرا لاسرائيل التي تمثل الوجه الشرس الان في عهد شارون.
وقد تجاوز البيان المبادرات العربية التي طرحت فيما سبق وقامت على اساس من التوازن الذي يقضي بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة في مقابل التطبيع الكامل مع اسرائيل واقامة علاقات معها، وقد تجاوز البيان الذي طرحه بوش هذه المبادرات ولم ينص على اية التزامات على الجانب الاسرائيلي او قيود في ممارساتها ضد الفلسطينيين ويعكس في الوقت نفسه التدخل في الشئون الفلسطينية وهو امر مرفوض يتعارض مع حق الدولة الفلسطينية في الحفاظ على استقلاليتها.
يضيف د. جمال زهران ان البيان لا يعبر عن اية بادرة خير في المنطقة بل يؤكد ان اسرائيل هي صنيعة الاستعمار الغربي وانها ستظل الابن المدلل لامريكا الذي تستخدمه لتأديب الشعوب العربية وذلك بالاصرار على احتلال الاراضي الفلسطينية وعدم احترام قواعد القانون الدولي واستخدام هذا الكيان لارهاب الدول العربية مثل العراق وسوريا وكذلك اصرار امريكي على تفوق اسرائيل على ما عداها من الدول العربية.
وبتحليل اكثر يرى د. السيد عليوة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ورئيس مركز القرار للاستشارات السياسية ان الخطاب الذي القاه بوش جاء مخيباً لامال الفلسطينيين والعرب فقد انحاز كلية الى حزب الليكود الاسرائيلي واراء شارون بل ترك له الوقت والفرصة وكذلك المبررات لكي يستطيع القضاء على الانتفاضة الفلسطينية وتدمير السلطة وتشريد الشعب واتمام خطة تهويد الضفة والقطاع.
ويضيف د. السيد عليوة بأن اغلب المراقبين للسياسة الدولية انتقدوا مطالبة بوش بتغيير السلطة الوطنية وخاصة الرئيس ياسر عرفات لانه امر مخالف لكل قواعد الديمقراطية وحق الشعوب في اختيار حكوماتها ورئيسها بل ان الحلفاء الغربيين انفسهم لم يوافقوا بوش على هذه الرؤية، او على عدم وضعه برنامجا زمنيا محددا به واجبات والتزامات على الجانب الاسرائيلي سوى اشارة غامضة الى الانسحاب والمستوطنات في حين القى بالعبء كله على الفلسطينيين الذين طالبهم باقامة "يوتوبيا" أي "دولة مثالية" قبل ان يحصلوا على دولتهم فطالبهم مثلاً بمكافحة الفساد والديمقراطية والشفافية وهي شروط يصعب وجودها في ارقى الدول المتقدمة فما بالنا بمن يسعون لفرض وجودهم مما يجعل الشروط التي وضعها بوش تكاد تكون مستحيلة التحقيق.
ويشير د. السيد عليوة الى ان البعض يرى في الخطاب بعض الايجابيات ومنها الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وضرورة الانسحاب وايقاف المستوطنات الا اننا نتحفظ على هذه الايجابيات وهي عدم وجود ضمانات للتنفيذ في مواجهة الاسرائيليين الذين لا يحترمون اية التزامات قانونية، وليس بعيداً عنا تصريحات الرئيس بوش بضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية ومع ذلك لم تستطع امريكا تنفيذ ذلك نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني.
ويضيف د. عبد الحميد الغزالي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بيان بوش بانه بيان عبري مترجم للانجليزية ويصور بوش بأنه عضو شرف في الكنيست الاسرائيلي الذي يمثل وجهة نظر شارون وينفذ مخططاته ورغباته في كل ما يريده، فقد تحدث بوش عن الدولة الفلسطينية "المؤقتة" التي لا حدود لها وعن الدولة التي تعالج قضية القدس واللاجئين والمستوطنات والمياه الا انه لم يحدد اليات التنفيذ التي تمكن العرب من الوصول الى هذه الدولة، واستمر في تحيزه ذلك عندما تكلم عن ضرورة تجميد المستوطنات لم يحدد كيف ومتى يحدث ذلك وهل ينتظر بوش حتى تكمل اسرائيل بناء كل ما تريده من مستوطنات محل الاراضي العربية ثم يتم تجميدها عند ذلك الحد.
ويرفض د. الغزالي ما جاء في بيان بوش عن الدولة التي يمكن ان تقوم في اراضي ما قبل 4 يونيو 1967 لانه استخدم الاسم النكرة ليضع السلطة الفلسطينية في متاهات كذلك تحدث بوش عن قراري مجلس الامن رقمي 242 و 338 ولكنه لم يحدد كيف يمكن تنفيذ هذه القرارات.
ويخلص د. الغزالي الى اعتبار خطاب بوش بمثابة حقل الغام تم وضعه امام العرب جميعاً تماماً كما يفعل الكيان الصهيوني كذلك تجاهل بوش المبادرة العربية في بيروت او مقررات القمة الثلاثية التي عقدت بشرم الشيخ بين السعودية وسوريا ومصر، والتي طرحت وجهات نظر عادلة لحل ازمة الصراع العربي الاسرائيلي.
يضيف د. الغزالي ان الجانب الفلسطيني سارع بطرح موافقته على البيان الا انها بعد ذلك اكتشفت الخدعة ووصف نبيل شعث وزير التعاون الدولي الفلسطيني البيان بانه يجسد حالة الفشل التام وهو ما يتطلب من الفلسطينيين دراسة الامر جيداً قبل ابداء اية موفقة تختص بحقهم الكامل في الاراضي الفلسطينية وذلك كما تفعل حماس التي تقول انها ليست ضد دولة مرحلية يتم اعلانها بشرط الاعتراف بحق الفلسطينيين في كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر.
رسالة عربية
وعلى جانب اخر اجمع الكتاب والمحللين بالصحف المصرية على ضرورة اتخاذ موقف عربي واضح، وابلاغ الادارة الامريكية برسالة عربية محددة حول التحفظات التي اجمع عليها الشارع العربي في خطاب بوش.
وأكد الكتاب في تحليلاتهم وارائهم حول ما ورد في خطاب الرئيس بوش ان الدول العربية مطالبة بتكثيف اتصالاتها مع المجتمع الدولي خاصة دول الاتحاد الاوروبي التي تتفق مع الدول العربية في تقييمها لما ورد بالخطاب الامريكي وذلك من اجل دفع الادارة الامريكية لاتخاذ موقف عادل ومتوازن من القضية الفلسطينية ووقف الانحياز السافر من الادارة الامريكية لاسرائيل مع التأكيد على ان الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار في اختيار قادته في ظل انتخابات حرة وشريفة.
ابلاغ الجوانب السلبية
ففي مقال له تحت عنوان "تحفظات لا بد من اعلانها" اوضح الاستاذ مرسي عطا الله رئيس تحرير الاهرام المسائي انه من بين اسباب وعناصر التحفظ التي ينبغي ان يقوم العرب والفلسطينيون تحديداً، بابلاغها للولايات المتحدة حول الجوانب السلبية في رؤية الرئيس بوش ان هذه الرؤية تضمنت اعلاناً صريحاً بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما تم تجاهل هذا الحق بالنسبة للفلسطينيين الذين هم الاحق بمساندة حقهم في الدفاع عن انفسهم.
الارهاب الاسرائيلي من يوقفه؟
ويستطرد الكاتب قائلاً لا بد وان تسمع واشنطن من العالم العربي ككل ومن الفلسطينيين على وجه الخصوص موقفاً صريحاً وواضحاً حول اجواء عدم الارتياح التي تسود العواصم العربية من جراء الصمت الامريكي المريب تجاه هذا الارهاب الاسرائيلي المنظم ضد الشعب الفلسطيني الذي يستهدف شارون من ورائه دفع الفلسطينيين نحو مواصلة العمليات الاستشهادية ما دام استمر الاحتلال واستمر معه غياب الامل في حل سياسي عادل ومشرف.
عدم الرفض لا يعني القبول
لا بد وان يقال لامريكا ان عدم رفض العرب للرؤية الامريكية لا يعني قبولها قبولاً كاملاً، وانما استهدف العرب من تجنيب المجاهرة بالرفض ان يمنحوا الولايات المتحدة فرصة جديدة لكي تأخذ في الاعتبار هواجس الفلسطينيين واحتياجهم للامن والسلام والشعور بالكرامة يمثل ما حرص الرئيس بوش على ابرازه في رؤيته بالنسبة لهواجس الاسرائيليين وحقهم في الدفاع عن انفسهم.
غير معقول
ويتساءل انه من غير المعقول ان تتجاهل الولايات المتحدة كل ما يحدث على الارض من فظائع وانتهاكات وان تصر على مواصلة رؤية الامور بمنظور الرؤية الاسرائيلية التي ما زالت بعيدة جداً عن روح الرغبة في السلام والامن والاستقرار، ثم انه من غير المعقول ان تتغير وتتبدل استراتيجية قوة عظمى بشظايا قنبلة يفجرها استشهادي بائس ومحبط مثلما ليس مقبولاً ولا معقولاً ان يقال ان الرؤية الامريكية جرى تعديلها في اللحظة الاخيرة، اعتماداً على وشاية غير مؤكدة ابلغ بها شارون الرئيس بوش تليفونياً بان لديه وثائق دامغة تؤكد تورط الرئيس عرفات في دفع مبلغ 20 الف دولار لكتائب شهداء الاقصى المسئولة عن تنفيذ عدد من العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل!
تساؤلات بريئة
وتحت عنوان تساؤلات بريئة على هامش خطاب بوش" قال الدكتور جمال سلامة علي خبير في الشئون السياسية للشرق الاوسط في مقال له بجريدة الاهرام المصرية، بالرغم مما اثاره خطاب بوش من جدل نظراً لضبابيته وفضفاضيته وعدم تضمنه أي ضمانات او التزامات او اليات محددة لتنفيذ ما تفوه به بوش الا اننا سنتجاوز ذلك وننظر الى عدة تساؤلات قد تبدو للبعض على انها من قبيل تسطيح الامور وبما اننا بصدد خطاب يحتوي على كم من اللا معقول بدءاً بما اسماه بوش الدولة المؤقتة مروراً بنعته للمقاومة بالارهاب وانتهاء بمطالبته للعرب جميعاً بالتطبيع الفوري مع الكيان الصهيوني لذا فان هذه التساؤلات هي تساؤلات تناسب الحدث تماماً وقد باتت تفرض نفسها بوضوح وهي: ما هي مفهوم بوش للدولة المؤقتة؟ وهل هي دولة مؤقتة ام هي دولة افتراضية؟ وما هي حدودها؟ وما هي مظاهر السيادة فيها؟ وما هي عاصمتها؟ وما هو مصير اللاجئين؟ .. واسئلة حائرة؟
وما هي الضمانات التي يمكن التعويل عليها؟ واذا كان هناك ما يسمى الدولة المؤقتة فما هي ضرورات التأجيل لفترة 18 شهراً، ولماذا الانتظار لثلاث سنوات حتى يتم الدخول في مفاوضات انشاء الدولة بشكل نهائي؟ فمن المعروف ان فترة رئاسة بوش سوف تنتهي بعد مضي السنوات الثلاث المذكورة فهل تحديد هذه الفترة يأتي من قبيل سوء نيات الادارة الامريكية لاطالة الامد ثم العودة الى الدائرة المفرغة من جديد؟ وكيف يطالب بوش العرب بالتطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني الذي يحتل أراضى عربية ويمارس جرائمه الهمجية ضد ابنائها.
ماذا لو؟
واخيراً ماذا لو اجتمعت ارادة الشعب الفلسطيني متمثلة في ناخبيه على انتخاب شخص ينتمي الى حماس او الجهاد؟ وماذا لو اجتمعت ارادة الناخبين على اعادة انتخاب عرفات مرة اخرى؟ فهل يعني ذلك ان الطرف الفلسطيني قد قام بما هو مطلوب منه؟ وهل تقتنع الادارة الامريكية بذلك ام المطلوب اختيار قيادة بمواصفات يحددها شارون مسبقاً؟
امريكا لم تعد الشريك
ويرى الاستاذ رجب البنا رئيس مجلس ادارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة اكتوبر المصرية في مقال له ان الدور الامريكي الجديد في ازمة الشرق الاوسط لم يعد دور الشريك ولا دور الوسيط ولكنه اصبح طرفاً في النزاع، وخطة الرئيس الامريكي تتلخص في فرض "التعبير" بالقوة، بالتهديد ثم باستعمال القوة اذا لزم .. و"التعبير" ليس تعبيرا شخصيا او بضعة اشخاص ولكن ابعاده اوسع واعمق، كما تتضح في بيان بوش. فهو تغيير في بنية وفكر وقيم المجتمع الفلسطيني وان كان موضوع ازاحة عرفات هو الذي يأخذ مساحة اكبر من الاهتمام ويدور حوله الشد والجذب وتظهر الخلافات.
هذا هو المغزى؟
حوله في اوروبا والعالم العربي وداخل الشعب الفلسطيني وهذا هو المقصود كي يتم اختزال مشروع بوش في هذه النقطة، وينتفي الجدل عن بقية النقاط وهي لا تقل خطورة عن موضوع ازاحة عرفات او بقائه، ويبدو ان هذا التكتيك الامريكي سوف ينجح لان الحديث يدور بتركيز شديد حول حق امريكا في اختيار القيادة الفلسطينية دون بقية القضايا، مثل كيف يقبل الفلسطينيون اقامة دولتهم على 42% من الضفة ولا يغير من ذلك انها ستكون دولة مؤقتة لان كل ما هو مؤقت تجعله اسرائيل دائماً بالدعم الامريكي، وقائمة المطالب الامريكية من الفلسطينيين تحتاج الى عشرات السنين لاعداد دستور، وانتخاب مجلس تشريعي له سلطات كاملة، واختيار قيادات جديدة، وتنفيذ برنامج للاصلاح الاقتصادي وتكوين احزاب، الى غير ذلك من المطالب التي اعتبرها بوش شرطاً لبدء المباحثات حول الدولة الفلسطينية وتساءل الكاتب حول الهدف وهو وقف المقاومة الفلسطينية للاحتلال باعتبارها ارهاباً، ثم تترك القضية معلقة بعد ذلك لتزداد فرصة اسرائيل في السيطرة والتوسع، ام المقصود تأجيل حل القضية لعدة سنوات الى ان تنهي امريكا محاربة دول محور الشر وتفرغ لازمة الشرق الاوسط؟
على اي اساس؟
كما انتقد الاستاذ مسعود الحناوي رئيس قسم الشئون العربية بالاهرام في مقال له خطاب بوش لعدم تضمنه لالية تنفيذ ما جاء في الخطاب وعدم وجود جدول زمني لهذا التنفيذ الا ان نقطة الضعف الرئيسية والكبيرة في البيان هو ما يتعلق بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتساءل على اي اساس اشترط بوش رحيل عرفات من اجل ان تحظى الدولة الفلسطينية المزمع قيامها على دعم وتأييد الولايات المتحدة وماذا سيفعل الرئيس الامريكي لو اصر الشعب الفلسطيني على اعادة اختيار عرفات مرة اخرى في انتخابات حرة؟ ثم لماذا لم يطلب السيد بوش من الشعب الاسرائيلي تغيير رئيس وزرائها شارون؟ باعتباره الذي اشعل العنف في المنطقة والهب الانتفاضة باصراره على عدم تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتدنيسة لساحة المسجد الاقصى.
لا احد يؤيد بوش!
ويؤكد الكاتب انه لا توجد دولة في العالم يمكنها ان تؤيد بضمير مرتاح الرئيس الامريكي في اصراره على ترحيل عرفات الا اسرائيل ورئيس وزرائها شارون فقط! .. وفي النهاية لم تتوقف الاصوات الرافضة لمنطق الادارة الامريكية المنحاز لاسرائيل عند هذا الحد فلا تزال الاراء المعارضة لهذا التوجه السافر تتوالى الاصوات الرافضة وتتعالى حتى في قلب الولايات المتحدة الامريكية والعواصم الغربية وفي روسيا واسيا لتكشف عن عدم نزاهة الراعي الامريكي لعملية السلام في منطقة الشرق الاوسط بعد ان خرج بوش يتحدث بمنطق شارون غير عابئ بالمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن ارضه المحتلة، وعرضه الذي يداس على ايدي الاحتلال الاسرائيلي الجائر..
.. ويبقى الملف مفتوحاً!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.