كثيرون من مرضى داء السكري يستشيرون أطباءهم عن إمكانية صيام شهر رمضان المبارك بدون أي آثار صحية وجسمانية فالبعض منهم يصر على الصيام وبعض الأطباء وخاصة غير المسلمين منهم يعانون مع هؤلاء المرضى قبل وأثناء شهر رمضان وقد أجريت عدة دراسات وأبحاث بجامعات سواء محلية أو عالمية لمعرفة تأثير الصوم على مرضى السكري الهدف منها مساعدة الأطباء الذين يواجهون صعوبة في نصح المريض عن سلامة الجسم. الدراسات اثبتت وجود فروقات في التغيرات الفسيولوجية ولكن لا توجد أي تغيرات باثولوجية أو صعوبات سريرية في أي من المقاييس والمعايير لمرضى داء السكري الذين يصومون خلال شهر رمضان مثل وزن الجسم ومستوى الجلوكوز بالدم والبتاير والأنسولين والفركتوز سامين والكوليسترول والدهون والهيموجلوبين. إن معظم دول العالم متمتعون بصوم شهر رمضان لأن المداومة عليه تعلم المسلم والفرد التحكم بالنفس والتذكير بالفقراء والفقر، ويتطلب من الصائم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب بل ايضا عن استخدام الادوية سواء عن طريق الفم أو الوريد إلا عند الضرورة. ولاختلاف الموقع الجغرافي لكل دولة فإن عدد الايام وعدد ساعات الصوم تختلف وربما تصل لأكثر من 12 ساعة باليوم أيضا يختصر عدد الوجبات إلى وجبتين وهي الفطور والسحور لهذا يستثنون بعض الأفراد والمرضى إذا كانوا يعانون من أمراض تتأثر بالصوم ويسمح لهم الإفطار لمدة تتراوح من يوم إلى الشهر كله حسب شدة المرض ونوعه وأحد هذه الأمراض هو: داء السكري. إن الأطباء يواجهون صعوبات في عدم تطبيق المرضى لتوصيات استخدام الدواء والغذاء إذا قرروا الصوم مما يجعل الصوم لهم غير آمن. وللحكم بشكل صحيح لتبني العذر الطبي للصوم من عدمه لمرضى السكر نرى من الضروري أن يكون هناك قناعة عن مدى تأثير الصوم على التغيرات السيولوجيه والباثولوجية لمرضى داء السكري. فقد تمت مراجعة الأساسيات لعملية أيض الكربوهيدرات والتغيرات للكيمياء والحيوية لمرضى السكر خلال الصيام بعدما روجهت التوصيات الطبية الحالية التي تسمح لبعض المرضى بالصيام والمرضى الذين لا يجب عليهم الصيام ولكن يصرون على ذلك وخاصة الذين يعتمدون على علاج الأنسولين. الحالة الفسيولوجية لمريض السكري أ عملية الأيض للكربوهيدرات للأشخاص الاصحاء : درست التأثيرات المخبرية للصوم لفترة بسيطة على الكربوهيدرات ووجد أن هناك نقصاً بسيطاً في الجولوكوز بالدم يتراوح من 3,3 3,9 مليمول ( 60 70 مغم (دل) للأنسان البالغ العادي لعدة ساعات بعد بدء الصيام وبعدما يتوقف نتيجة عملية زيادة تكوين الجلولكوز بالكبد بسبب أن تركيز الإنسولين يقل وبالتالي يزيد في مادة الجوكاجون والنشاط السمبثاوي ولوحظ أن في الايام الأولى من الصيام ينقص معدل الجولكوز بالدم وبعدها يرجع إلى المعدل الطبيعي في اليوم العشرين ثم يعاود الارتفاع في اليوم التاسع والعشرين من رمضان. هذه التغيرات تعتمد على عادات الأكل ونوعه واختراق عملية الايض وتنظيم الطاقة. وزن الجسم خلال الصيام الأشخاص العاديون الدراسات أثبتت أن الجسم يفقد وزناً يتراوح من 1,7 3,8 كغم بعد شهر رمضان المبارك. والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يفقدون أكثر من المصابين . مرضى داء السكري الدراسات أثبتت تضاربا في تغيرات الوزن فبعضهم زاد وزنهم والآخر نقص أو لم يتأثر. فبالرغم من عدم وجود أي قيود باستخدام اي نوع من الطعام أو الشراب خلال الليل، أيضا فإن مرضى داء السكري يقللون نشاطهم اليومي خلال شهر رمضان خوفاً من نقص السكر فلهذه الأسباب فإنهم لا ينقصون بالوزن بل يحصل زيادة لهؤلاء المرضى. ب تغيرات مستوى الجلوكوز بالدم : المؤشرات تدل أن معظم مرضى داء السكري لا توجد لديهم تغيرات في الجولكوز ولكن في بعض المرضى فإن هذا المستوى قابل للزيادة والنقصان وهذا بسبب كمية أو نوع إستهلاك الطعام والانتظام باستخدام الادوية والحركة بعد الإفطار أو تقليل النشاط الجسماني. ومعظم الحالات لا توجد بها أية مضاعفات للمرضى الذين تحت المراقبة الطبية ولكن وجد بعض الحالات القليلة لانخفاض مستوى السكر بدون خطورة سريرية. مقاييس أخرى لمرضى السكر @ مستوى الهيموجلوين لا يوجد أي تغير وحتى ان وجد فإنها ترجع بعد انقضاء شهر رمضان. @ كمية الفركتوزامين والأنسولين والبيتايد لا تتغير قبل أو بعد شهر رمضان. @ حمض اليوريك واليوريا والبروتين والألبومين لا تتأثر وإن حدثت ربما بسبب الجفاف ونقص السوائل ولكن لا تؤدي إلى تغيرات سريرية. ج: الطاقة ومستوى الدهون بالدم:- أن كمية السعرات الحرارية تقل خلال الصيام. أما عن مستوى الدهون فإنه يقل التركيز بشكل خفيف أو ربما لا يتغير والزيادة نادرة الحدوث مقارنة بالفرد السليم. إرشادات للصيام لمرضى داء السكري: بسبب فهم ومعرفة التغيرات الفسيولوجية والباتولوجية خلال شهر رمضان لمرضى السكري تم التوصل لإرشادات لكيفية نصح المرضى الراغبين بالصيام. فالأطباء يجب عليهم وضع شروط معينة لضمان صيام مريض داء السكري. مريض السكر الذي يمنع صيامه: 1- يجب منع الصيام في الحالات التالية:- @ كل مرضى داء السكري نوع (1) @ مرضى داء السكري لنوع 1، 2 والذين لا يمكن السيطرة عليه. @ مرضى السكري الذين لا يلتزمون بالنصائح الخاصة بالغذاء والدواء والنشاط اليومي. @ للمرضى الذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة مثل الذبحة الصدرية وارتفاع الضغط. @ المرضى الذين لديهم تاريخ مرضى بالغيبوبة السكرية. @ مرضى داء سكري الحوامل. @ مرضى داء السكري المصابون بالالتهابات والعدوى. @ كبار السن مع أي تغير بالوعي. @ المرضى الذين حدثت لهم نوبتان أو أكثر من انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر خلال شهر رمضان. 2- السماح بالصيام للحالات التالية:- @ المرضى الذين لا يوجد لديهم الحالات التي تم ذكرها. @ المرضى الذين يتبعون النصائح والمتابعة الطبية. المريض الذي يشجع صيامه:- @ كل المرضى الذين لديهم وزن زائد ولا يعتمدون على الأنسولين بالعلاج " ما عدا الحامل والمرضع" إذا كان حالة مستوى السكر بالدم مستقرة وزيادة الوزن حوالي 20% من الوزن الطبيعي. تثقيف صحي مرضى داء السكري الراغبون بالصيام يجب أعطاؤهم بعض الإرشادات عن الصوم ويجب أن يمتنعوا عن إهمال أخذ الوجبات والأدوية بانتظام أو الأكل بشراهه بعد الإفطار وفي هذه الحالات فالأساسيات والاعتبارات التي يجب عملها كالتالي:- @ تقيم الحالة الجسمانية. @ تقيم عملية الأيض. @ التحكيم في بروتوكول الغذاء في شهر رمضان. @ التحكيم في جرعات الدواء مثل تغير الأدوية من التأثير البعيد إلى القصير لمنع نقصان السكر. @ التشجيع على استمرار النشاط الجسماني المناسب. @ ومعرفة الأعراض الإنذارية والتحذيرية للجفاف ونقص السكر والمشاكل الطبية. إرشادات عامة: 1- التغذية: أن عدم التناسق خلال فترة الأيام العادية وعدم الصيام مع زيادة الأكل أو الأكل الاضطراري من أطعمة الكربوهيدرات والدهون يساعد على زيادة السكر والوزن. وجد أن فوائد الصيام للمرضى الذين يحافظون على مستويات مناسبة للغذاء وللسيطرة على ذلك فيجب عليهم أن يمتنعوا عن السعرات الحرارية العالية والأطعمة الدسمة خلال هذا الشهر. 2- النشاط الجسماني: أن ممارسة الرياضة الخفيفة والمتوسطة خلال رمضان لا تضر بالمرضى الذين لا يستخدمون الأنسولين وأن الصيام لا يتعارض مع الرياضة. لذا يجب أن يستمروا بنشاطهم خاصة في أوقات غير الصيام " بعد الإفطار". 3- استخدام الدواء لمرضى الأنسولين: بعض الأطباء استخلصوا بأن الصيام لمرضى داء السكري الذين يستخدمون الأنسولين مع مراقبة شخصية ومتابعة هي آمنة.ومن الأساس التحكم بجرعة الأنسولين للسيطرة عليه خلال الصيام وهناك طريقتان للعلاج بالأنسولين تم استعمالها بنجاح. أ- ثلاث جرعات من الأنسولين: @ جرعتان جرعة قبل الوجبات " الفطور والسحور" ويستخدم الأنسولين قليل التأثير. @ عدد (1) جرعة وتؤخذ في وقت متأخر من الليل ويستخدم فيه الأنسولين متوسط التأثير. ب- جرعتان من الأنسولين: @ واحدة بالمساء وهو خليط من قصير ومتوسط التأثير من الأنسولين وهو يوازي جرعة الصباح. الأخرى قبل السحور ويحتوي على الجرعة العادية. بحيث ان يعمل مراقبة مستوى السكر بالمنزل قبل الإفطار مباشرة وثلاث ساعات بعدها. وايضا يعمل قبل وجبة السحور للتحكم بجرعة الانسولين ومنع انخفاض او ارتفاع مستوى السكر بعد الأكل. استخدام الدواء للمرضى الذين لا يستخدمون الأنسولين: التقارير المتوفرة تشير انه لا يوجد مشاكل مع هؤلاء المرضى ومع تغير مناسب في جرعات الأدوية سوف يقلل من مخاطر انخفاض او ارتفاع مستوى السكر بالدم. نصائح صحية لتقليل الصعوبات الطبية: تطبيق التحكم بالدواء والغذاء والنشالط الجسماني اليومي فهي القاعدة الاساسية لنجاح الصيام في رمضان. علاج مرضى السكري بالمنزل يحتوي على الآتي: مراقبة مستوى السكر بالدم حاصلة لمرضى الأنسولين كما شرح سابقا. فحص البول للأسيتون لمرضى الأنسولين. قياس الوزن بشكل يومي واخبار الطبيب عن اي نقص أو زيادة أكثر من اثنين كلغم. التسجيل اليومي للغذاء الذي يؤكل لمنع زيادة او نقص السعرات الحرارية. @ تثفيف المرضى عن الأعراض التحذيرية للجفاف وارتفاع مستوى السكر. @ تثقيف المرضى عن الاخطار عند حدوث أية صعوبات طبية او اية حالات جديدة مؤذية. @ مساعدة طبية فورية لمرضى داء السكري وعدم الانتظار لليوم التالي. @ اكثر رقابة إذا كان الصوم في فصل الصيف او المناطق التي يكون فيها عدد الساعات طويلة. 6 مرضى داء السكري للأطفال الذين يستخدمون الأنسولين: لا ينصح لهم بالصيام اما في حالة الرغبة فيجب ان يكون مستوى الجلوكوز جيدا والمراقبة مستمرة وتحليل الدم بالمنزل. مراقبة مرضى داء السكري بعد انقضاء شهر رمضان: يستخدم العلاج كما في السابق. الخلاصة: يوصى مرضى داء السكري الاستمرار في نشاطهم اليومي والحمية بالإضافة الى ضبط الأدوية وخاصة الذين يعتمدون على الأنسولين وقد اطلق على هؤلاء الثلاثة (مثلث رمضان الثلاثي) ومعناة الاهتمام والتثقيف والتعليم المناسب وعلاج مرضى السكري. وان الصيام لهم آمن إذا كان هناك متابعة طبية ومراقبة شخصية وباشراف الأطباء ليراقبوا بعناية وان لا يصروا على الصيام الابعد موافقة الطبيب، ايضا يوصى بزيادة اجراء الدراسات والأبحاث في هذا المجال لمعرفة العلاقة والاختلافات بين مختلف الشعوب والاجناس وعادات الأكل وغيرها. مؤشر السكري لا يكفي للاعتماد عليه