يعتقد مرضى السكر ان الامتناع عن الاكل يساعد على تنظيم السكر و ان صيام رمضان مفيد لمريض السكر مما يجعل العديد من مرضى السكر يصومون رمضان . وهذا يخالف الاراء الطبية يعتبر لما قد يحمل من مخاطرة في طياتها مجموعة من المضاعفات.وبشكل عام، يعرض مرضى السكري النوع الأول، حياتهم لخطر كبير بسبب المضاعفات المترتبة على الصيام. فالمرضى الذين لديهم تاريخ متكرر مع انخفاض السكر في الدم او الدخول في غيبوبة انخفاض السكر في الدم، او الذين لا يتم التحكم جيدا بنسبة السكر لديهم، معرضون بشكل كبير لانخفاض حاد في السكري. ومن ناحية أخرى، عندما يأخذ هؤلاء المرضى جرعة مخفضة جدا من الأنسولين (لتجنب انخفاض السكر في الدم) فان ذلك قد يعرضهم لخطر ارتفاع السكر في الدم ولما يعرف بالحماض الكيتوني. و صيام مريض السكر فى رمضان راجع الى قراره الشخصي ويتحمل تبعاته مع استشارته طبيبه الخاص , اما الاطباء فيعتبرون صيام مريض السكر في رمضان احد التحديات التي يواجهونها إلى أن يتم المريض صيامه بدون اى مضاعفات.ورغم المخاطر الصحية التي تنطوي على صيام مرضى السكري، إلا أن الأبحاث الطبية أظهرت أن 50 مليون مريض بالسكري يواصلون صيامهم خلال رمضان، وهو ما يتعارض مع النصائح الطبية التي يقدمها الأطباء لهم.ولهذا السبب أجرت MSD الاردنية دراسة لتقييم أثر الصيام على مرضى السكري، في إطار مبادرتها لفهم أفضل أساليب الدعم والمساعدة لمرضى السكري الراغبين في الصيام، قامت MSD بإجراء دراسة موسعة ضمت 1066 مريضا في 43 مركزا إكلينيكيا بمنطقة الشرق الأوسط. أظهرت الدراسة أن هناك ضعفا في مستوى الوعي بين مرضى السكري بالمخاطر التي ينطوي عليها صيامهم خلال رمضان. كما أظهرت الدراسة الحاجة الماسة لتوخي الدقة في قياس مستويات السكر في الدم أثناء الصيام مع المحافظة عليها. بالإضافة لذلك، اكتشفت الدراسة أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتناولون عقار جانوفيا JANUVIA® (sitagliptin) خلال صيامهم في رمضان يكونون أقل عرضة لحدوث انخفاض مستوى السكر في الدم، وذلك عند مقارنتهم بالمرضى الذين يتناولون عقاقير مجموعة سيلفونيل يوريا SU. كما اكتشفت الدراسة أيضا أن التغير في نمط تناول الأطعمة خلال رمضان، يمكنه أن يسبب مخاطر ومضاعفات صحية لمرضى السكري من النوع الثاني، بما فيها انخفاض مستوى السكر في الدم، وهو ما يعد اكتشافا مهما لدعم مرضى السكري الصائمين. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة الدولية للممارسات الإكلينيكية العام 2011. يجب على مصاب السكر استشارة طبيبه الخاص قبل الصيام ، فهنالك حالات من مرضى السكري يمكنهم الصيام بأمان عند اتباع ارشادات معينة وهناك حالات يجب عليهم عدم الصيام وذلك خوفا من حدوث مضاعفات صحية خطيرة . توصيات لمرضى السكر في شهر رمضان الكريم: _مرض السكر من الأمراض المزمنة التي يمكن السيطرة علية بالعلاج والحمية كما يمكن تحمل صيام شهر رمضان المبارك عند أغلب مرضى السكر بدون حدوث تغيرات مهمة في مستوى السكر. _لا يحدث في معظم المرضى المتابعين طبيا والملتزمين بالعلاج أي مضاعفات حادة سواء نقص أو زيادة في مستوى السكر في الدم أو غيبوبة. _يعتمد مصاب السكر في شهر رمضان على تعديل جرعات الأدوية والانتباه الى كمية الطعام في الوجبات وانتظامها، كذلك تقليل الجهد البدني أثناء النهار وخاصة فترة ما بعد الظهيرة. _بشكل عام يسمح بالصيام بل ونشجع مصاب السكرعلى الصيام ولكن للمرضى الملتزمين بالعلاج والحمية والتعليمات الطبية ومصابي السكر من النوع المستقر. _المرضى يمكنهم الصيام بأمان ، بل قد يفيدهم خاصة إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها لهم مع مراعاة تقسيم الفترة بين الإفطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات على فترات متساوية. أما مصاب السكر من النوع الأول: وهذا يعتمد فيه المريض على تناول حقن الأنسولين ويحتاج الى تناول الغذاء بعد أخذ الجرعة مباشرة فإذا لم يأخذها المريض ينقص السكر بالدم وربما يؤدي الى غيبوبة نقص السكر ومن اعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب وفي هذا النوع من السكر لا ننصح بالصيام ولكن إذا أصر المريض من النوع الأول والمعتمد على الأنسولين بالصيام يجب أن يكون مستوى السكر بالدم منتظما ولا يعاني نقصا في معدل مستوى السكر على الأقل شهرين قبل رمضان وهناك حالات لا يسمح فيها بالصيام مطلقا للخطر الشديد على حياة مصاب السكري وهي أن يكون مستوى السكر بالدم متأرجحا وغير منتظم وكذلك المرضى المعالجون بمضخة الأنسولين وأيضا مصاب السكر الذي يعاني من مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى. أما مصاب السكر النوع الثاني: يجب الأعتماد على أخذ أقراص السكري عن طريق الفم ومعظم هؤلاء يفيدهم الصيام ولكن يتوجب عليهم تنظيم الوجبات في الإفطار والسحور. أما النوع الثالث وهو سكر الحمل: وهو نوع من السكر يظهر أثناء الحمل وفي 95% من الحالات فإن المرض يختفي عقب ولادة الطفل. بينما في حوالي 5% من النساء المرض يبقى معهن بعد ولادة الطفل .إذا كانت المرأة الحامل والمصابة بالسكر في المراحل الأولى من الحمل أي الأشهر الثلاثة الأولى ربما تجد الصيام صعبا.. ففي هذة الفترة يكون الغثيان في أسوأ حالاتة ويفقد الجسم السوائل وبعض المعادن مثل الصوديوم .وفي حال شعور المرأة المصابة بالسكر وأصرت على الصيام بأي دوار أو هبوط أو خفقان بالقلب يجب عليها أن تفطر وتقوم بمراجعة الطبيب الأخصائي. وينصح أي امرأة حامل أو مريضة أن تستشير طبيبها الخاص قبل بداية شهر رمضان حتى لو كانت لا تعاني من مرض سكر الحمل فهو ينصحها حسب حالتها الصحية اذا كان بإمكانها الصوم دون وجود مخاطر. المرضى المصرح لهم بالصيام ,و الإرشادات الخاصة التي يجب اتباعها: أولاً : إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء: هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان بل قد يفيدهم خاصة إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد، ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها في الأيام العادية مع مراعاة تأخير وجبة السحور وجعلها متكاملة غذائياً. ثانياً : إذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم: عدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بإتباع النظام الغذائي السابق على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية: - إذا كان يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار . - إذا كان يتناول الأقراص مرتين يومياً يجب أن يتناولها في رمضان مع الإفطار والسحور ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار فعليه تقليل أو منع جرعة السحور . -إذا كان يتناول الأقراص ثلاث مرات يومياً عليه تناول جرعة الصباح والظهر مع الإفطار أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام الدواء. ثالثاً : إذا كان العلاج يعتمد على الأنسولين : -المريض الذي يحتاج لحقنة واحدة يمكنه الصيام بحيث يأخذها قبل الإفطار مع مراعاة فحص السكر المستمر لتفادي انخفاض نسبة السكر . -المريض الذي يأخذ حقنتين صباحاً ومساء يستحسن أن لا يصوم إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي قد ينصح بها الطبيب الأخطار التي يتعرض لها مريض السكري أثناء الصيام: - النقص الشديد في نسبة السكر: يتعرض المريض لهذا إذا أهمل في تناول وجبة السحور مع تناوله الأدوية الخافضة للسكر أو إذا قام بمجهود عنيف أثناء فترة الصوم وأعراض ذلك شدة الجوع والشعور بالتعب والإرهاق , الدوار والصداع , زغللة العين , رعشة باليدين , زيادة إفراز العرق وزيادة ضربات القلب , فإذا أهمل المريض ذلك قد يتعرض لغيبوبة نقص السكر لذلك على المريض الالتزام بقياس نسبة السكر في الدم على مدار اليوم خلال الشهر الكريم وعند شعوره بهذه الأعراض يجب عليه الإفطار فوراً بتناول عصير سكري والتوجه إلى الطبيب . 2- الزيادة الشديدة في نسبة السكر بالدم : يتعرض لها المرضى الذين يهملون في أخذ الجرعة مع الإفراط في تناول الطعام. مرض السكر الممنوعون نهائياً عن الصيام من هم ؟ - إذا تكرر للمريض حدوث غيبوبة سكرية وحتى يتم ضبط السكر بالدم لفترة طويلة. - المرضى الذين يعانون من سكر غير مستقر ويوجد تفاوت كبير بين نسبة السكر أثناء الصيام وبعد تناول الإفطار . - الحوامل والأطفال . - الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى مع السكر مثل الفشل الكلوي , قصور الشريان التاجي , هبوط القلب والالتهابات الشديدة. نصائح سريعة لمريض السكري أثناء الصيام: - أكثر من تناول السوائل بين الإفطار والسحور . - أحذر الإفراط في تناول الحلويات والدهون . - التزم بالفحص المستمر لنسبة السكر بالدم أثناء الصيام وبعد الإفطار . الالتزام بأخذ العلاج بالمواعيد المحددة من قبل الطبيب ومراقبة مستوى السكر بالدم أثناء الصيام خلال شهر رمضان لمعرفة حالات نقص السكر قبل السحور بساعتين وساعة قبل الأفطار. وإذا كان سكر الدم منخفضا أي أقل من 60 مجم يجب إيقاف الصيام وأخذ كوب محلى من العصير لزيادة مستوى السكر في الدم وشرب أكبر كمية ممكنة من الماء أو المشروبات الخالية من السكر بين الإفطار والسحور. وفي هذا السياق ينصح الدكتور بسام صالح بن عباس , اخصائي أمراض الغدد الصماء والسكري في السعودية بزيادة عدد مرات تحليل السكر في رمضان وليس اختصارها ونقصها خاصة أثناء فترة الصيام وخاصة في الأيام الأولى من صيام شهر رمضان حتى يستطيع مريض السكري أن يتعرف على احتياجه الفعلي من الدواء سواء حبوب خفض السكر أو الأنسولين وينصح بتحليل السكر قبل الإفطار وقبل السحور وقبل الذهاب للعمل أي حوالي الساعة التاسعة صباحاً وبعد العودة منه أي حوالي الساعة الثانية ظهراً وينصح بتحليل السكر في أي وقت يشعر به الشخص بالارتفاع أو الانخفاض ويجب العلم أن تحليل السكر قبل الإفطار وقبل السحور يساعد في تحديد جرعة الدواء المعطاة خاصة الأنسولين، وأما تحليل السكر قبل الذهاب للعمل وفي بداية يوم الصيام وبعد العودة من العمل وفي نهاية يوم الصيام فتعطي مريض السكري فكرة عن قدرته على إكمال الصيام ويجب الحذر من إتمام الصيام إلى المغرب إذا كان مستوى السكر عند الساعة التاسعة صباحاً أقل من 80 ملج/ دسل أو إذا كان مستواه أقل من 40 ملج. دسل عند الساعة الثانية ظهراً لأنه قد ينخفض إلى أكثر من ذلك قبل إتمام الصيام للمغرب.وتحمل التقنيات الدوائية الحديثة في طياتها احتمالات أقل لحدوث انخفاض في سكر الدم، بل قد تكون لها مزايا معينة خلال شهر رمضان. وبالمثل، قد توفر حقن الانسولين أمانا أكبر لمريض السكري خلال الأجواء الرمضانية. فقد خرجت بضعة دراسات حول استخدام تلك التقنيات الحديثة خلال رمضان، بنتائج مشجعة، ولكن لم يتم، بشكل عام، تناول هذه الظروف العلاجية الجريئة في التجارب السريرية، بالشكل الملائم . اخيرا , أستشر طبيبك قبل الصيام , وعند الإحساس بأي أعراض للمضاعفات و صوما مقبولا 5