أعلنت اليمن أن الخسائر التي تتكبدها شهريا جراء الهجوم على ناقلة نفط فرنسية في السادس من أكتوبر الماضي تصل إلى سبعة ملايين و690 ألف دولار. وكانت الناقلة ليمبرج تستعد لدخول مرسى محطة الضبة لتصدير النفط بميناء الشحر المطل على البحر العربي عندما تعرضت لهجوم بقارب مفخخ موجه عن بعد نشب على إثره حريق على متنها. وقال وزير النقل والشئون البحرية سعيد يافعي الذي يرأس لجنة حكومية تحقق في ملابسات الهجوم إن الخسائر تتركز في رسوم التأمين الاضافية التي فرضت على سفن الشحن القادمة إلى اليمن بواقع 298 دولارا عن كل حاوية شحن سعة 20 قدما. وتفرض شركات التأمين الدولية منذ منتصف أكتوبر على السفن التي تسير رحلات إلى موانئ يمنية رسوما مضاعفة تحت بند (مخاطر الحرب). وأوضح المسئول اليمني إن محطة مناولة الحاويات بعدن فقدت عائدات شهرية تقدر بحوالي 3.3 مليون دولار شهريا. فيما يخسر ميناء عدن نحو360 ألف دولار شهريا نتيجة عزوف سفن الشحن عن استخدام الميناء. وتستقبل محطة الحاويات بميناء عدن على البحر العربي قرابة 000ر7 حاوية شهريا كما يجري مناولة نحو500ر3 حاوية صادرات شهريا عبر الميناء في الاحوال الاعتيادية. وقد دفع ارتفاع تكاليف التأمين على السفن التجارية بعد الهجوم كثيرا من شركات النقل البحري إلى العزوف عن إرسال سفنها إلى موانئ اليمن. وقال يافعي أيضا إن تجنب سفن الشحن الموانئ اليمنية أوقع خسائر شهرية تقدر بنحو 250 ألف دولار، هي عائدات رسوم تزويد السفن بالوقود، بالاضافة إلى قرابة 800 ألف دولار كانت سلطات الموانئ تجمعها من الضرائب على الواردات. وكشف المسئول اليمني النقاب عن أن شركات التأمين تفرض رسم تأمين على الناقلات التي تنقل نفطا من موانئ تصدير يمنية تصل إلى 400 ألف دولار عن كل رحلة. وقالت سبأ إن يافعي يجري مفاوضات مع شركات تأمين وملاحة دولية (لاقناعها بإلغاء الزيادة في رسوم التأمين التي فرضت على السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية أو تخفيضها في ضوء ما اتخذته اليمن من احتياطات أمنية مشددة لتأمين سلامة الملاحة الدولية في الموانئ اليمنية). وحسب بيان لمكتب مكافحة الارهاب بالخارجية الامريكية، فإنه منذ الهجوم، ارتفعت أسعار بوالص التأمين بنسبة 300 بالمئة، مما يعني أن السفينة التي تسعى إلى الرسو في ميناء يمني عليها أن تدفع ما معدله مبلغ 150 ألف دولار رسوم تأمين إضافية. وقال البيان، الذي وزعته السفارة الامريكيةبصنعاء إن الهجوم قد (سدد ضربة خطيرة لصناعة الملاحة اليمنية). وكانت مصادر تجارية يمنية قد أعلنت مطلع الاسبوع الجاري أن شركات دولية للنقل البحري حولت خطوطها لشحن البضائع إلى ميناء صلالة العماني بدلا من ميناء عدن اليمني بعد فرض شركات التأمين رسوما مضاعفة على الرسو في موانئ اليمن. وذكر مسئول في اتحاد الغرف التجارية اليمنية إن نشاط شحن الحاويات ومناولتها في الموانئ اليمنية قد انخفض إلى ما يقارب40 في المئة من النشاط المعتاد. وطبقت اليمن إجراءات صارمة لحماية خطها الساحلي البالغ طوله نحو400ر2 كيلومتر على البحرين الاحمر والعربي في أعقاب الهجوم على الناقلة الفرنسية. وقد ألقت السلطات باللوم في التخطيط للهجوم على عضو بارز في تنظيم القاعدة، وهو علي قائد سنيان الحارثي الذي لقي مصرعه مع خمسة من رفاقه في هجوم صاروخي من طائرة أمريكية بلاطيار على سيارة كانت تقلهم شرق البلاد في الثالث من نوفمبر الجاري.