ان تكون سطورك في مكان تحتله كاتبة بحجم الدكتورة امل الطعيمي فان مسؤوليتك ستكون أكبر إذ ان الدكتورة الطعيمي لها مساحة كبيرة من القراء والقارئات الى جانب تجربتها الاكاديمية التي يعتز بها الوطن. وعندما يسمح لي الاستاذ محمد الصويغ بان تنشر سطوري هذه في هذه المساحة فانه قدمني الى ساحة الاختبار الصعب. والصويغ (عمدة الكتاب) في جريدة اليوم دائما يسطو باسلوبه وتميز تعامله على اقتحام كل الجدر المغلقة لكي يؤدي عمله كما ينبغي, والكتابة اليومية او حتى المتقطعة كما قال عنها نزار قباني عملية انتحارية اذا كان الكاتب يكتب باخلاص وصدق فان العملية بالفعل انتحارية. واذا كانت سطوري هذه فيها شيء من التلقائية والوضوح فلأني فوجئت بمهاتفة عميدنا الصويغ لكتابة هذه الزاوية بدلا عن صاحبة القلم الساحر الدكتورة امل الطعيمي التي سنرى مقالها واعتذارها واعترافها بعبثي الاسبوع القادم. ولعلها مناسبة ان الامس تلك القلوب التي غفلت عن حياتها طوال العام الماضي لتحاسب نفسها في هذا الشهر الفضيل الذي اطل علينا امس بروحانيته العظيمة التي تنسدل على المسلمين ليتوجهوا الى بارئهم بالعبادة الخاصة له وحده في هذه المناسبة الايمانية الكبرى التي يعتز بها كل مسلم. ان رمضان فرصة سانحة وذهبية للعودة الى الله بالدعاء والتقرب منه بصالح الأعمال فهو غفار الذنوب جميعها وحري بالمسلم وهو انسان خطاء كغيره من الخطائين ان يرفع يديه في هذا الشهر الكريم بالدعاء الى رب العزة والجلال بأن ينصره على نفسه أولا فالله لا يغير الانسان حتى يغير مابنفسه ورمضان مناسبة عزيزة ليعود المرء الى محاسبة نفسه عن كل اخطائها. إن الأمة الاسلامية تمر بمحنة عصيبة فقد تكالبت عليها قوى الشر من كل جانب ولا بد من يقظة المسلمين ورجوعهم الى الله فما خاب من اتخذ من عقيدته الاسلامية السمحة نبراسا يهديه الى كل طريق ورمضان مناسبة يعود المسلمون فيها الى خالقهم بافضل الاعمال حتى ينصرهم الله ويؤيدهم بجنود من عنده وينتشلهم مما هم فيه من ذل وهوان وخيبة وانتكاس.