انتشرت زاوية المشتري خلال السنتين الماضيتين وتهدف للتسوق الإلكتروني و الشراء عبر شبكة الإنترنت في كل بلدان العالم المتقدم وبلغت مبيعات بعض المواقع الأمريكية و اليابانية أرقاما فلكية أدت الى تغيير جذري في هيكل التجارة وسوق الوظائف في تلك البلدان ، و كانت هذه المبيعات نتيجة مباشرة لقوة الاعلانات ورخص الأسعار و خلوها من الضرائب و لكن السبب الأقوى والخفي وراء هذه الظاهرة هو اعتماد تلك المواقع على تكنولوجيا متطورة لتأمين سلامة وسرية المعلومات المطلوبة لاتمام عملية الشراء مما زاد من الثقة بأمن وسرية التعاملات الخاصة بالشراء من على الشبكة. وكان لهذا النجاح الباهر و لاستمرارية نمو المبيعات بشكل متواصل مع توقعات بزيادة هذا النمو على مستوى العالم تأثير كبير وعلى أثر ذلك ظهرت مئات من المواقع الجديدة في كل قطاع من قطاعات الأعمال و أدى تهافت الناس على أسهم هذه المواقع بشكل جنوني الى جعل هذه المواقع نجوم الموسم في سوق الأسهم لاقبال كبار المستثمرين العالميين عليها. ولقد أجبرت هذه الثورة الكثير من الشركات العالمية الكبيرة منها والصغيرة على الدخول في هذه الصناعة الجديدة وبذلك تمكنت الشبكة من فرض نفسها كأساس قوي و بمثابة القلب النابض للنظام الجديد للتجارة العالمية تأثيرات التجارة الإلكترونية مع تزايد هذه المواقع كل يوم و تزايد أعداد المستخدمين لشبكة الإنترنت كل يوم في كل بقاع الأرض يخرج من السوق كثير من صناع و تجار الزمن والعهد القديم ممن تقاعس عن تطوير منظومته التجارية ويواكب عصر المعلوماتية لينتهي بهم الحال إلى انخفاض مبيعاتهم والانعزال عن السوق مع مرور الزمن نتيجة عدم قدرتهم على التنافس و فهم الواقع الجديد، ففي الولاياتالمتحدة بدأ يظهر للناس من هم أول الخاسرين و الخارجين من السوق فعلى سبيل المثال أغلقت أكثر من 360 وكالة للسياحة والسفر أبوابها نتيجة عدم تغطية المبيعات في العام الماضي لقيمة ايجار المحلات بعد أن توجه الناس للشراء من المواقع المتخصصة لبيع التذاكر و برامج السياحة والسفر كما أغلقت المئات من محلات بيع الكتب لنفس السبب و كذلك الحال في مجال بيع التسجيلات الصوتية و الإسطوانات المدمجة بعد انتشار تقنية الإم بي ثري و حصول المستمعين على التسجيلات من شبكة الإنترنت بجودة عالية و بالمجان ! و على نفس المنوال واجهت أجهزة الإعلام المقروءة منها و المسموعة و المنظورة البعيدة عن مواكبة ركب التقنية الحديثة والانترنت الكثير من المشاكل المالية المتعلقة بالدخل و الأرباح. و بدأت قنوات التلفزيون خاصة المدفوع منها بتسريح العمال و الموظفين وبدأت مجموعة منها التفكير في الاندماج وخفض التكاليف، وهناك مجموعة أخرى بدأت تتفهم الوضع و اتخذت الخطوات الجادة للتأقلم مع هذا النظام الجديد و الأخذ بأسلوب و أدوات عصر الإنترنت وقامت بتأسيس مواقع لها على الشبكة حتى تستطيع مواكبة العصر. مستقبل التجارة الإلكترونية لقد قسم بعض المتخصصين قطاع التجارة بواسطة الإنترنت الى قسمين الأول هو Business to Custome البيع من المواقع إلى الجمهور و هو الذي يتوقع له بعض المتشائمين بالخسارة و الإفلاس خلال السنوات القادمة و هذا فيه الكثير من الظلم حيث أننا نتوقع العكس تماما لأن المواقع الأن تخسر الكثير و في المقابل لا تكسب الكثير لأنها مازالت في طور البناء و أي مشروع يحتاج الى وقت وجهد لتحقيق النجاح فكيف يكون الحال في بناء مفهوم جديد بالكامل و لكن علينا الإعتراف بأن هناك الكثير من العقبات التي مازالت تبحث عن حلول لها و لكن كل شئ سيتم تطويره لأن التكنولوجيا تتقدم بشكل مذهل كل يوم كما أن هنالك ثورة قادمة في نظام التوزيع والبيع بالتجزئة حيث سيتلاشى نظام الوكيل أو الموزع الإقليمي وهذا جرس انذار نطلقه لكل رجال الأعمال والتجار العرب الذين يعتمدون كليا على نظام الوكالات التجارية و تمثيل الشركات و المصانع العالمية في بلدانهم. أما القسم الثاني فهو ما يعرف BUSINESS TO BUSINES وهي العمليات التجارية بين التجار و المصنعين انفسهم وهذا النوع من التجارة الإلكترونية ناجح جدا ولا يجادل ولا يختلف فيه أحد من الخبراء ملامح و أرقام هناك الكثير من المناقشات وسط كثير من الخبراء حول التجارة الإلكترونية قسمت الى قسمين يرى المستقبل كله في التجارة الإلكترونية و القسم الاخر يرى أنها فقاعة صابون ما تلبث أن تتلاشى و نحن بدورنا نقف في المنتصف بين الجانبين و نقول أن هناك تغييرا جذريا للتجارة العالمية قادم بقوة وسوف يقلب الكثير من الموازين ولكن يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت حتى يصل إلى مرحلة النضوج و التطبيق العملي السليم والكل قد علم بالهزة العنيفة في أسواق البورصة لأسهم التجارة الإلكترونية و شركات تقنية المعلومات في شهر ابريل الماضي حتى وصل الانخفاض في مؤشر ناسداك إلى أكثر من 20بالمائة خلال أيام معدودة وذلك نتيجة طبيعية للهجمة الشرسة ضد المواقع التي تقود التجارة الإلكترونية مستغلة بعض الحالات و التجارب الفاشلة، و في الحقيقة أنه من الطبيعي خروج بعض المواقع من حلبة المنافسة خاصة و أننا نعيش فترة انتقالية و فترة حضانة لما هو قادم بقوة و كذلك لا يعني سقوط بعض هذه المواقع بداية النهاية للتجارة الإلكترونية بل على العكس هذا مؤشر إيجابي يدعم الخبرة و التعلم من الأخطاء أرقام المبيعات على شبكة الإنترنت سنة 1997 بلغت المبيعات 10 بلايين دولار سنة 1998 بلغت المبيعات 49 بليون دولار سنة 1999 بلغت المبيعات 105 بلايين دولار سنة 2000 بلغت المبيعات 233 بليون دولار سنة 2001 بلغت المبيعات 443 بليون دولار سنة 2002 يتوقع ان تتجاوز المبيعات 520 بليون دولار قصة للمشككين Harry Potter and The Goblet of Fire كتاب خاص بالأطفال طرحت منه 500 الف نسخة في السوق في شهر واحد سجل بعدها هذا الكتاب كأسرع كتاب يباع في التاريخ حيث باع موقع على الانترنت يدعى بارنز أند نوبل 100 ألف نسخة من خلال الموقع خلال يومين وتعتبر هذه اكبر حركة مبيعات في تاريخ هذه الشركة العريقة و بالمقابل باعت شركة أمازون دوت كوم 350 نسخة محجوزة مسبقا، مما جعل هذا الكتاب أسرع الكتب مبيعا في التاريخ البشري و لم يكن نصيب المكتبات الأخرى في الأسواق حول العالم سوى 100 الف نسخة فقط واحتاجت شركة فيديكس للتوصيل إلى تشغيل 100 طائرة لنقل هذه النسخ و 90 الف موظف وتشغيل كامل الأسطول من السيارات في 700 محطة توزيع في ذلك اليوم ، تخيل عملية بيع و توزيع هذا الكتاب بالطرق التقليدية لو تم طرحه قبل عدة سنوات أي قبل ظهور الإنترنت وهذا المثال أحد الأمثلة على تأثير هذه الثورة في مجال البيع والشراء و السؤال الان هل مازلت تشك في قدرة التجارة الإلكترونية على التأثير على مستقبل الاعمال.