سوف يظل مسلسل العنف والعنف المضاد على اشده بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي طالما بقي شارون ملتزما بتعنته وصلفه وركوب رأسه ومحاولته السباحة ضد التيار ضاربا عرض الحائط بمستلزمات السلام ومعطياته الواضحة سواء صدرت من الأممالمتحدة او من كثير من الدول المحبة للعدل والحرية والسلام، وعملية مستوطنة (أرييل) في الضفة الغربية هي واحدة من سلسلة عمليات لن تتوقف الا بتوقف عنجهية شارون وغروره، ولاشك ان المعتدلين في اسرائيل يشعرون وفقا للعديد من الاستفتاءات المطروحة على ساحة العمل السياسي في اسرائيل وانخفاض شعبية شارون بأن الحكومة الحالية في تل أبيب معرضة للانفراط والتآكل وربما السقوط في ضوء ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من عنف هو ثمرة طبيعية لسياسة اسرائيلية موغلة في ارتكاب اخطائها دون اعتبار لصوت عقل أو منطق، فقد تأكد للعالم بأسره وليس للشعب الفلسطيني والشعوب العربية مجتمعة فحسب أن شارون أعلن افلاسه السياسي، وصمم على استخدام العنف كوسيلة يرى انها مجدية لقمع الشعب الفلسطيني وتصفيته والقفز على حقوقه ومصادرة آماله في اقامة دولته المستقلة، وهي وسيلة ثبت بالتجربة الحية فشلها الذريع،وليس ادل على ذلك من سقوط آلاف القتلى والجرحى من الطرفين في صراع دموي طويل رغم ان الحلول واضحة امام اسرائيل لوقف نزيف الدماء من الطرفين وفقا لمعطيات مبادرات السلام التي طرحت من عدة جهات أبرزها المملكة والولايات المتحدة،ووفقا لمعطيات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، ويبدو واضحا للعيان ان شارون لن يتخلى عن ارتكاب هوايته القديمة بممارسة المذابح والمجازر والحصار كطرق لا يملك غيرها للحفاظ على كرسيه الرئاسي المهزوز من جانب، ولكونه من جانب آخر يجهل أبسط أبجديات السياسة التي لم يمارس شيئا منها طوال حياته الملطخة بدماء الأبرياء من الفلسطينيين داخل أراضيهم المحتلة وخارجها.