احتشد عشرات الالاف من المتظاهرين يوم السبت الماضي بمدن مختلفة في قارتي أمريكا ودول أوروبا وآسيا لمعارضة غزو أمريكي محتمل للعراق. واندلعت مظاهرات احتجاج عارمة ضد حرب الولاياتالمتحدة من أجل النفط في مدن منها أمسترداموبرلين وكوبنهاجن ومكسيكو سيتي وروما وواشنطن وسان فرانسيسكو وسيول وستوكهولم وطوكيو. وفي واشنطن، قام عدد يتراوح بين 50000 إلى 75000 شخص بمسيرتين سلميتين بين النصب التذكاري للمحاربين القدماء الذين شاركوا في حرب فيتنام والبيت الابيض، حسبما أشار قائد الشرطة تشارلز رامزي. ولوح المتظاهرون بلافتات كتب عليها الحرب هي الارهاب وتغيير النظام يبدأ من داخل الوطن في الوقت الذي مروا فيه أمام مقر إقامة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، الذي كان يشارك في قمة قادة دول أسيا والباسيفيك بالمكسيك. وألقى نشطاء الحقوق المدنية ومن بينهم جيسي جاكسون والممثلة الامريكية سوزان ساراندون كلمة أمام ما سيكون أكبر مظاهرة أمريكية من أجل السلام منذ حرب فيتنام، على حد وصف المنظمين. وحمل شخصان لافتات عليها عبارة (ملاك المنازل في الضواحي من الطبقة الوسطى يعارضون الحرب) (وأمهات لاعبي كرة القدم يعارضن الحرب). ويحث بوش، الذي يحظى بدعم بريطانيا، منظمة الاممالمتحدة على وضع قواعد صارمة لعمليات تفتيش جديدة على الاسلحة العراقية يدعمها تهديد بعواقب وخيمة في حالة عدم انصياع بغداد. وفي ألمانيا، احتشد نشطاء السلام في تسعين مدينة تقريبا في يوم شهد احتجاجات منسقة ضد سياسة الولاياتالمتحدة بشأن العراق. وذكرت الشرطة أن ثمانية آلاف شخص خرجوا إلى الشوارع في برلين فيما احتشد حوالي ألفي شخص في مدن هامبورج وميونيخ وفرانكفورت. وأشار المنظمون إلى مشاركة عدد أكبر بكثير من المتظاهرين في فرانكفورت. وقال هانز-كريستيان شتويبيلي، عضو حزب الخضر وأحد أنصار السلام البارزين في مجلس النواب بالبرلمان الاتحادي الالماني أمام حشد في برلين إن هجوم الولاياتالمتحدة على العراق سيمثل انتهاكا للقانون الدولي. وفي مدينة شتوتجارت، لوح المشاركون في مظاهرة تضم 900 شخص بلافتات تقول أوقفوا حملة بوش ولا للدماء مقابل النفط ولتخرج القوات المسلحة الالمانية من الخليج. كما انتقد المحتجون حكومة برلين، وطالب كثيرون بمنع حقوق طيران القوات الامريكية في الاجواء الالمانية واستدعاء وحدة الاستطلاع الالمانية من الكويت وتجنب استبدال الوحدات الامريكية في حلف شمال الاطلنطي (الناتو) التي ستكلف بخوض حرب في العراق بدلا من مهامها الاصلية بقوات ألمانية. ودعت حركة جمعيات التعاون من أجل السلام في بون إلى قيام المزيد من مظاهرات الاحتجاج في الولاياتالمتحدة والدول الحليفة لها لمنع وقوع حرب. وأعربت المجموعة عن رأيها بأن رفضا أوروبيا موحدا سيكون له تأثير كبير على سياسة الولاياتالمتحدة بشأن العراق.