تميّز بمواقفه الجريئة والثابتة واعتداله، يحظى بمحبة اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية، انه ابن عاصمة الشمال طرابلس التي تنزف دماً وتشكو ظلمة ومرارة استهدافها واهتزاز الأمن فيها، رئيس لقاء «الاعتدال المدني» النائب السابق مصباح الأحدب الذي لطالما طالب بسحب السلاح غير الشرعي من كل لبنان، واليوم يطالب «بتوحيد البندقية» تجاه ما يحاك لطرابلس وحمايتها من «سياسة وضع اليد الممنهجة ل»حزب الله» على لبنان»، مشدداً على «وجود فريق في الداخل اللبناني يعمل على تسيير عمل كل المؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة مثل وزارة الخارجية على إيقاع المخابرات السورية ومصالح النظام السوري». ويتطرق النائب السابق في حوار خاص الى «اليوم» الى ما يحدث في طرابلس، معلناً ان «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يموّل مقاتلين ويحميهم عبر مؤسسات الدولة يوحي وكأن طرابلس أصبحت امارة». وقال الأحدب: «لسنا تحت سقف الدولة التي تمارس الحكم بثلث معطل تحت مجلس الوزراء». وحول استعداد «حزب الله» لخوض معركة «القلمون» الى جانب النظام السوري، تساءل «هل سيقوم «حزب الله» بضرب مناطق لبنانية لأنها داعمة للثورة السورية في الدخل اللبناني؟ وماذا ستفعل الدولة اللبنانية في هذه الحال، هل الجيش اللبناني سيحمي كل من هو معتدٍ عليه لا سيما من جيش النظام السوري، ام انه سيقف الى جانب «حزب الله»؟. وكشف ان «هناك مخابرات سورية موجودة في طرابلس تحضر لضرب الجيش اللبناني لتحميل الطائفة السنية المسؤولية لانها في مواجهة معه». وهنا نص الحوار: طرابلس مخطوفة من يخطف طرابلس اليوم؟ انها مخطوفة منذ ثلاث سنوات او اربعين عاماً عملياً، لكن منذ ثلاث سنوات نرى جولات العنف تستمر الواحدة تلو الأخرى، حتى اصبحت 17 جولة حتى اللحظة، والحلول معروفة لكن لا أحد يريد أخذ القرار الموجود لدى النظام السوري بحماية طرابلس. والذي يستعمل هذه المدينة لتثبيت وجوده. هناك فريق في الداخل اللبناني يعمل على تسيير عمل كل المؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة السياسية مثل وزارة الخارجية على إيقاع المخابرات السورية ومصالح النظام السوري. تكثر الدعوات لسحب السلاح غير الشرعي من طرابلس، ماذا تنتظر الأجهزة المعنية لتنفيذ ذلك، وأين يكمن القرار؟ لطالما طالبت بسحب السلاح، اليوم أطالب المسلحين في طرابلس بتوحيد البندقية وليس لأنني أطالب بالتسلح، لا بل بالعكس تماماً، لكن الواقع اليوم واقع مسلح وهذا السلاح إذا كان موجود فيجب على الأقل استعماله سياسياً للتوصل الى حماية طرابلس ومناطق أخرى من سياسة وضع اليد الممنهجة ل»حزب الله» على لبنان، لذا انا مع توحيد البندقية واطالب الدولة اللبنانية التي اصبحت على المحك بفرض وجودها ولكن الضرب بيد من حديد يجب أن يكون حسب القوانيين اللبنانية، اي ان كل سلاح ليس رسميا غير مقبول وغير قانوني والا نجد انفسنا في حالة مثل احداث عبرا (صيدا) واذا بقي فريق من المسلحين في عبرا- سرايا المقاومة (حزب الله)- فإننا اذا ضربنا طرابلس سيبقى هناك مسلحون ولكن من لون واحد وهذا غير مقبول ولن يقبل به حتى من يسمونه بالوضع الغوغائي. العسكرة ما المطلوب حقيقة؟ لا بد ان يكون هناك طرح سياسي قائم على ان هناك ثوابت لا يستطيع احد ان يتنازل عنها وهي الثوابت التي تحمي الصيغة والتركيبة اللبنانية والطرف السني الذي أنتمي اليه. اطالب دائماً بمؤسسات الدولة وبحماية المواطن اللبناني مهما كان انتماؤه الطائفي، لكن هذا يعني ان حماية الدولة اللبنانية لاولادها تتم بطريقة انتقائية او استثنائية. *يبدو أن أحداث عاصمة الشمال هي مخطط سوري يبدأ من ملف سماحة مملوك، لكن أين سينتهي برأيك؟ هذا المخطط موجود وقائم وليس فقط على مستوى عسكري بل سياسي أيضاً. اذاً ما يجري عسكرياً مغطى سياسياً وكنت قد نوهت عن وزارة الخارجية اللبنانية التي تعمل لمصلحة النظام السوري ولا تعمل لمصلحة لبنان، أما رئيس الوزراء نجيب ميقاتي فقد حملته المسؤولية بأننا لن نستمر بسياسة «غض البصر» هناك 200 ضحية وأكثر من 2000 جريح في طرابلس، فلا يستطيع أحد موجود في موقع المسؤولية أن يتنصل منها، رئيس الحكومة الذي يموّل مقاتلين يحميهم عبر مؤسسات الدولة يذهب الى الخارج ويقوم بتصاريح توحي وكأن طرابلس أصبحت امارة وجميعنا يعلم أن من يموّل من هو متهم بالإمارة هو دولته، هذا أمر غير مقبول ولا نستطيع ان نقبل بأن تكون الممارسة بهذا الشكل لأن ذلك يعطي انطباعا خاطئا تماماً عن الواقع الموجود في طرابلس ويجب على الجميع أن يعودوا الى الوراء وينظروا الى ما حدث في بداية الثمانينات ونحن اولاد طرابلس نقول: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». مجموعات مسلحة ما مدى صحة الكلام عن ربط طرابلس بما يحكى في معركة القلمون، التي يحضر لها «حزب الله» والنظام السوري؟ هذا الربط موجود، لذا قلت ان الدولة اللبنانية على المحك ويجب ان تنأى بنفسها وتحمي المواطنيين مهما كان انتماؤهم الطائفي، أما اذا كان هناك مواجهة كما في «القلمون» فسنجد ان التحالف القائم بين «حزب الله» من ناحية وجيش النظام السوري من ناحية أخرى، سيدخل في معركة قد تطال مناطق لبنانية، لكن السؤال هل سيقوم «حزب الله» بضرب مناطق لبنانية لأنها داعمة للثورة السورية في الدخل اللبناني، وماذا ستفعل الدولة اللبنانية في هذه الحال، هل الجيش اللبناني سيحمي كل من هو معتدى عليه لا سيما من جيش النظام السوري، ام انه سيقف الى جانب «حزب الله»، هذا السؤال يجب ان تعلم الدولة اللبنانية والمؤسسات العسكرية أنه صحيح. ان القرار السياسي غائب ولكن الاستمرار والحفاظ على وحدة هذه المؤسسات يقتضي ألا تؤخذ مثل هذه القرارات باستخفاف لأن هنالك فريق موجود في لبنان هو جزء من هذه التركيبة ولا يقبل ان يكون التعاطي معه بهذا الشكل لا سيما اننا نسمع من يحاول فرض واقع جديد وهي حكومات مع «ثلث معطل» أي سحب الصلاحيات من ممثل الطائفة السنية ضمن التركيبة الميثاقية اللبنانية أي رئيس الحكومة. احداث طرابلس تدل على تورط «حزب الله» في إمداد أزلام الأسد في السلاح، ما رأيك؟ يعمل «حزب الله» في كل المناطق اللبنانية على اقامة مجوعات مسلحة رأيناها في عبرا تسمى «سرايا المقاومة» أي مجموعات مسلحة داعمة للحزب ويستطيع أن يستعملها كما يشاء، هذا النموذج مرفوض ولن نقبل به في طرابلس، عندما يكون الحزب مشاركا في القتال مع الجيش النظامي السوري ضد اللبنانيين هذا امر لا يجب ان يؤخذ بالخفة ومن غير المنطقي والمقبول ان تكون الدولة اللبنانية تعتبر ان المؤسسات العسكرية يجب ان تكون مساعدة ل»حزب الله» وحتى عندما يطلب ضرب مواطنيين لبنانيين هذا امر خطير جداً وهذا كما قال (النائب عن حزب «الكتائب») الشيخ سامي الجميل بالأمس «لا تضعونا في موقع طلاق مع الدولة، نحن اولاد الدولة» ونحن نقول كما قال. صحيح أن قادة المحاور يتلقون الأوامر من مرجعيات سياسية في طرابلس؟ عندما لا تأتي الذخيرة لا يستطيعون استعمال السلاح، هنالك تمويل وذخيرة تأتي وأنماط توضع، ونحن لا نستطيع غض النظر ولا يستطيع أحد أن يعوض المتضررين فالدولة اللبنانية لم تدفع لغاية اليوم عبر مؤسسة الهيئة العليا للإغاثة التعويضات من جراء الاحداث في الشمال للمتضررين. عندما لا يكون هناك امن ولا انماء ولا تكون هناك وظائف في الدولة ولا رحمة بالاحكام القضائية التي تصدر وبالوقت نفسه يطلب ان نأخذ بعين الاعتبار سقف الدولة، حتماً نحن تحت هذا السقف ولكنهم عن أي دولة يتكلمون نحن ننتمي الى الدولة التي ينص عليها الدستور اللبناني ولكننا لسنا تحت سقف الدولة التي تمارس الحكم بثلث معطل تحت مجلس الوزراء. لا خلاف مع ريفي.. *ما مدى صحة الخلاف بينك وبين اللواء أشرف ريفي، والتنافس السياسي على الساحة الطرابلسية؟ ليس هناك أي خلاف.. بل اني أؤيد كل ما يقوله اللواء ريفي ووافق عليه. لكن، لدي لوم على نواب طرابلس لأنني لا أفهم كيف قبلوا أن يوكلوا حل الوضع الامني في طرابلس الى نجيب ميقاتي، فنحن وأهل طرابلس لا نثقبه. أما اللواء ريفي فقد وضع الامور بنصابها وهو ابن طرابلس الذي تمت ازاحته، لأن التوازن الذي وضع في الدوحة لم اعتبره يوماً انه قابل للاستمرار، اليوم تم اغتيال الشهيد وسام الحسن وتمت ازاحة اللواء ريفي، وكأنهم عزلوا عن السلطة فريقا موجودا في لبنان. لم اكن اوافق على طريقة اقامة هذه التسوية لانه يجب ان تكون حقوقنا مصانة في الدستور اللبناني وليست عبر اشخاص، اعلم ان اللواء ريفي من المحبوبين في مدينته وهو من الاشخاص المحترمين على المستوى الوطني وقام بدوره على اكمل واجب في حماية وطنه. عمل مخابراتي ما رأيكم فيما يتردد عن ضلوع المخابرات السورية في ادارة المعركة في جبل محسن؟ هنالك مخابرات سورية موجودة في طرابلس، وهناك مجموعات تحضر من المخابرات السورية لتضرب الجيش اللبناني لتحميل الطائفة السنية المسؤولية لانها بمواجهة معه، باستعمال هذا الجيش لضرب مقدرات الطائفة السنية. هناك نوايا سيئة واجهزة معروفة ولاسيما المخابرات الجوية السورية تعمل على ضعضعة الوضع في طرابلس وعلى اقامة كل المنظومات العسكرية المطلوبة كي لا يكون هناك استقرار في هذه المدينة. قرار تسليم مفجيري المسجدين في طرابلس هو بيد الحزب «العربي الديموقراطي» والنظام السوري، هل هذا صحيح؟ اتساءل كمواطن لبناني، سنة 1993 حدث تفجير في كنيسة السيدةالعذراء واثبتت الايام انه مركب من قبل أجهزتهم وعلى اثر هذا التفجير تم القبض على رئيس الحزب الذي تم اتهامه واتخذ القرار بحل الحزب سياسياً، لا افهم لماذا حتى هذا اليوم لم يتخذ قرار بحل هذا الحزب؟، ربما لا يستطيعون لاسباب تقنية خشية ان ينالوا من رئيس الحزب، لكن لماذا لم يأخذوا قرارا سياسيا؟ وهذه من الامور التي أسأل عنها رئيس الحكومة الطرابلسي علناً؟ لماذا لغاية اليوم لم يتخذ القرار بحل حزب مسؤول عبر اناس ينتمون له حيث تمت الاثباتات بالصوت والصورة بأنهم متورطون بالتفجير الذي حصل في طرابلس؟ الضحية الأولى أثمان تورط «حزب الله» في سوريا، من يتحمل كلفتها، هل الطائفة الشيعية فقط؟ الطائفة الشيعية الضحية الاولى لما يجري وعندما كنت في اجتماع البريستول ووقعت على خروج القوات السورية من لبنان، كنت النائب السني الوحيد رغم كل التهم بأني مرتد عن ديني لأن الطائفة السنية لا تقبل بخروج المخابرات السنية من لبنان، لكن اثبتت الأيام بأنني على حق ومن ثم تم اتهامي بأنني سلفي واليوم اتهم بالعلمانية، هناك كثير من الطائفة الشيعية الذين نتشاطر معهم نفس الهواجس والرؤية المستقبلية بالنسبة الى لبنان ولكن مع الاسف تم عزلهم. «حزب الله» ليس الممثل الوحيد للطائفة إنما هو الاقوى لانه بنى مؤسسات قوية بدعم إيراني عندما فشلت مؤسسات الدولة لانه استطاع أن يقنع الفريق الآخر ان يدخل معه بالتقاسم بدلا من ان يبقى الطرف الاخر يدافع عن الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية. ماذا عن التمديد لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، في ظل ما يمر به لبنان والمنطقة؟ هنالك موقف مبدئي وليس شخصيا لم اقبل يوماً التمديد لا للجنرال اميل لحود ولا لأحد. فخامة الرئيس هو الصوت العاقل في هذه الايام واسمع بأنه لا يريد التمديد لنفسه. التمديد للرئيس سليمان في هذه المرحلة هو التمديد للواقع الحالي الذي يجب ان يبتّ فيه على ان يقدم الرئيس المكلف تمام سلام على تشكيل حكومة وعندئذ يجب ان يوقع الرئيس سليمان على هذه التشكلية لأننا لا نستطيع ان نبقى بهذه الحالة من التعطيل لأن هناك من يريد ان يفرض معادلة جديدة ليست في الدستور اللبناني، اما حكومة مع ثلث معطل او لا حكومة. اذاً التمديد لهذا الوضع هو تمديد للنزيف الذي نعيشه في لبنان وانا كواحد من ابناء طرابلس لن اساعد في استمرار هذا النزيف. سأترشح للانتخابات كيف يستطيع لقاء «الاعتدال المدني» الذي ترأسه ان يكون معتدلاً وسط غياب الاعتدال في لبنان؟ لست مرتدا ولا علمانيا ولا سلفيا، عندما كانت هناك قضايا تتطلب الوقوف الى جانب الحق وقفت الى جانب الحق، وعندما ارى شخصا يلاحق فقط لأنه ملتحٍ ارفض ذلك لان هذا الشخص لديه الحق أن يمارس ديانته كما يريد. هل انت مرشح للانتخابات النيابية المقبلة، عند حدوثها؟ حتماً انا مرشح دائم، حينما يكون هناك انتخابات سأترشح، لكن اخشى الا يكون هناك انتخابات.. وفي حالة لم يتم تشكيل حكومة من قبل الرئيس المكلف اخشى الا يكون هناك الدولة اللبنانية التي نعرفها اليوم. سأتحالف مع من يشاء اذا تبنى النضال الذي دفعت من اجله اثماناً كبيرة، واذا كان التحالف شخصيا فلست في هذا الاتجاه والصدد، اما اذا كان التحالف باتجاه وضع أسس لحماية ابناء البلد فطبعاً أقبل التحالف.