حمل الوزير السابق ونائب «تيار المستقبل» اللبناني الدكتور أحمد فتفت «حزب الله» مسؤولية كل ما يجري على الساحة اللبنانية من اضطِّراب سياسيٍّ وأمنيٍّ، وتاليًا اقتصادي واجتماعي. فالحزب، برأيه، يتسلّط بسلاحه على قرارات الدولة، ويتدخل في الأزمة السورية مستدرجًا تداعياتها السلبية على لبنان. وخشي فتفت من أن الأمور ستفلت أكثر إذا تواصل تدخل الحزب في سوريا، لافتًا إلى أن الحزب لم يعد يهمه لبنان، بل هو يُنفّذ الأجندة الإيرانية بالكامل. ولاحظ فتفت تقاطع مصالح بين إسرائيل و»حزب الله» مما يُهدِّد الحياة السياسيَّة للبنان، ومجمل بنيته. من جانب آخر، نوّه فتفت بالدور السعودي تجاه لبنان، والدور الخليجي بعامة، مبررًا موقف دول الخليج بالتحفظ على السماح لرعاياها بالمجيء إلى لبنان بسبب التوترات الأمنيَّة المتكررة، محملاً «حزب الله» مخاطر انكفاء العرب عن المجيء إلى لبنان، مما يسبّب خسارة اقتصاديَّة واجتماعيَّة وسياحيَّة مهمة. ورأى فتفت أن الأحداث السورية لا تزال بعيدة عن الحل. وأبدي مخاوفه من أن يتَحوَّلَ طعن رئيس الجمهورية بقرار التمديد للمجلس النيابي إلى فراغ دستوري يضع البلاد في المجهول. أقوال فتفت جاءت في حوار خاص ل «بث برس» في منزله بطرابلس، وجاء فيه: حزب الله لم يعد يهمه لبنان، بل هو يُنفّذ الأجندة الإيرانية بالكامل - إلى أيّ مدى بلغ تأثير الأحداث السورية على لبنان؟ وهل تعتقد أن أحداث طرابلس مرتبطة بذلك؟ وماذا عن تدخل «حزب الله» عسكريًّا في سوريا؟ - إن حكومة تصريف الأعمال المستقيلة اللبنانية المسيطر عليها «حزب الله» عمليًا كان يسيطر عليها بالكامل توجه «حزب الله» السياسي، وكانت أعلنت أنَّها حكومة النأي بالنفس، وأنها تريد أن تبعد لبنان عمَّا يجري في سوريا من أحداث، وللأسف هذا لم يتم الالتزام به، وهذه الحكومة كانت سابقًا، عبر وزير الخارجيَّة تأخذ مواقف واضحة تأييدًا للرئيس السوري بشار الأسد على الأقل على الصعيد السياسي. وما برز مؤخرًا التدخل السافر ل»حزب الله» في سوريا، وهو تدخل وقح لجهة استعمال السِّلاح ضد الشعب السوري، وتأييد لنظام الأسد. بالتأكيد هذا أثّر كثيرًا على الساحة الداخليَّة اللبنانية بِشَكلٍّ عام، وشئنا أم أبينا، عرّض لبنان لردات فعل، وتأثير مباشر لما يجري من حرب على الأرض السورية في لبنان، ربَّما بقرار واضح من «حزب الله»، لأنَّه يعتقد أنَّه بهكذا تلبية لأوامر مراكز قيادته في طهران، يدعم المحور بين دمشقوطهران، وبنتيجة هذه المواقف ظهرت ردات الفعل لدى الرأي العام اللبناني الداخلي الذي تشنج بوجه «حزب الله». ومن ضمن ردات الفعل التي تسبب بها «حزب الله»، دعمه للتشنج الأمني في كافة المناطق اللبنانية بما فيها في مدينة طرابلس، فما جرى في طرابلس له ثلاثة وجوه مختلفة، منها جزءان مرتبطان بما يجري في سوريا، وتحديدًا في منطقة القصير. والجزء الأول كان محاولة لإرباك طرابلس أن تكون داعمة للثورة السورية، وداعمة إنسانيًّا وبشريًّا للنازحين السوريين، ومن جهة أخرى لمحاولة إفهام الجميع أن «حزب الله»، وأن تدخل في سوريا، فما زالت لديه إمكانات مباشرة في لبنان عبر حليفه المباشر في طرابلس «الحزب العربي الديمقراطي». وفي جزء ثالث من هذا التدخل، كان محاولة الضغط سياسيًّا على الداخل اللبناني، وتحديدًا على قوى 14 آذار الموجودة في المعارضة، بأن ترضخ لبعض المطالب السياسيَّة، ومنها مطلب التمديد للمجلس النيابي الذي حصل أخيرًا، وقد شاهدنا أنَّه بمجرَّد حصول الاتفاق على التمديد بدأ الهدوء يعمّ في طرابلس، وذلك بعد أن فهم الرئيس نبيه بري أن قوى 14 آذار ستسير بموضوع التمديد للمجلس النيابي، ويؤسفنا أن نقول: إن طرابلس كانت في السابق تستعمل كصندوق بريد من الأجهزة الأمنيَّة والسياسيَّة السورية، وأصبحت اليوم تستعمل أيضًا من قبل «حزب الله». «حزب الله» لم يحترم سياسة النأي بالنفس، وكان له تدخل مباشر في سوريا، وهذا تدخل مرفوض كليًّا من قبل الشعب اللبناني. وأعتقد أنَّه يؤجج الصراع الداخلي اللبناني، وقد يجعل لبنان عرضة لردات فعل عديدة على كافة المستويات السياسيَّة والشَّعبية وربما الأمنيَّة باتجاه «حزب الله». فانخراطه في سوريا لا يلبي أيّ مصلحة وطنيَّة لبنانية، ف»حزب الله» لم يعد حزبًا لبنانيًا، بل أصبح ميليشيا إيرانية في المنطقة تنفذ الأجندة الإيرانية وبالتالي المصلحة الوطنيَّة اللبنانية لم تعد تعنيه لا من قريب ولا من بعيد. وهو أسوأ ما كان يمكن أن يحدث للبنان في هذه الآونة، ونحن نرى ردات الفعل ليس فقط في طرابلس، ولكن في كلِّ الأراضي اللبنانية وعلى كافة المستويات. إضافة إلى أن الحرب السورية كانت وبالاً على لبنان على الصعيد الاقتصادي والآن هناك الوبال الأمني الذي جره «حزب الله» إلى الداخل اللبناني. هناك تلاقي مصالح بين إسرائيل و «حزب الله» - إطلاق صاروخين على الضاحية تزامن مع أحداث طرابلس والوضع المتأزم في صيدا والبقاع، هل هو مؤشر لانفجار الوضع في لبنان؟ كيف يمكن منع تدهور الوضع إلى الأسوأ؟ - إطلاق الصَّاروخين باتجاه الضاحية فيه شكّ كبير أنَّه من فعل «حزب الله» مباشرة، وجاء بعيد خطاب السيد حسن نصر الله وكأنّه محاولة للتأكيد أن إطلاق الصواريخ على الضاحية يعني أن هناك مناطق لبنانية شيعية مهدَّدة بخطر إرهابي، وهذا يُحفِّز على القتال ليبرر للسيد حسن نصر الله ما يقوم به، إنما بِشَكلٍّ عام نعم تدخل «حزب الله» في الداخل السوري لا بد في النهاية أن يستدرج النيران إلى الداخل اللبناني، وأشعر أننا أمام مرحلة سيقدم فيها «حزب الله» عروضًا لإسرائيل والولايات المتحدة بأنَّه هو الوحيد القادر على محاربة الماسوني الإرهابي الإسلامي، والقاعدة، تحت عناوين مختلفة، وهي أوراق اعتماد لكي يبقى مهيمنًا ومسيطرًا في هذه المنطقة تمامًا، كما فعل حافظ الأسد، وبعده بشار الأسد في نية السيطرة على المنطقة بمقابل أيضًا تقديم تنازلات سياسيَّة مهمة جدًا لإسرائيل، ونحن رأينا في الآونة الأخيرة لا النظام السوري، ولا «حزب الله» يقدمان على أية خطوات أمنيَّة أو حتَّى سياسيَّة باتجاه إسرائيل، بل العكس كل ما يفعلانه في سوريا ولبنان هو عمليًا لخدمة الأجندة الإسرائيليَّة، ويبرر لإسرائيل الكثير مما تفعله بدءًا من أن الطَّرح الطائفي والمذهبي والميليشيات المذهبية هي فعلاً ما بدأت إسرائيل بصنعه في المنطقة، ونحن نرى «حزب الله» اليوم يقتبس السياسة الإسرائيليَّة حتَّى الأمنيَّة منها، ويتحدث عن الحرب الاستباقية كما تحدَّثت إسرائيل في السابق، وهو يتحدث عن الشَّريط الحدودي كما تحدَّثت إسرائيل في السابق، وهو يمارس التدمير ويتهم الآخرين بالإرهاب كما تقوم به إسرائيل، والآن هناك تلاقي مصالح بين إسرائيل و»حزب الله» وهذا ما نخشاه كثيرًا وهو يُهدِّد الحياة السياسيَّة وحتى البنيوية في لبنان. -ما تداعيات تحذيرات بعض دول الخليج لرعاياها لمغادرة لبنان؟ وما مدى انعكاس ذلك على الاقتصاد والسياحة؟ - الجميع يدرك أن لبنان بلد خدمات واقتصاده قائم بِشَكلٍّ كبير على الخدمات المصرفية والسياحيَّة والقطاع السياحي في لبنان يعتمد بجزء كبير من ناحية دخله على الخليج العربي: المملكة العربيَّة السعوديَّة والكويت والإمارات وقطر، والقرارات التي اتخذتها هذه البلدان العربيَّة الشقيقة هي قرارات مفهومة، لما قد يَتَعرَّض له رعاياها، وعندما يكون هناك تهديدٌ أمنيٌّ على حياتهم فمن المؤكد أن يؤدى إلى ضرب كبير للاقتصاد اللبناني وآمل دائمًا ألا تضطر هذه الدول أن تأخذ هكذا إجراء نظرًا لما يعانيه الشعب اللبناني من مصاعب، ولكن السياسات غير الحكيمة ل»حزب الله»، وللحكومة اللبنانية دفعت بعض هذه الدول ومؤخرًا لتجديد هذه الدعوات لتحذير رعاياها من القدوم إلى لبنان. وبالرغم من ذلك أن أولوية حماية رعايا هذه الدول هو شيءٌ منطقيٌّ، وهذا نتفهمه جدًا، وإنما الذي لا نتفهمه أن البعْض في لبنان لا يدرك حتَّى الآن أهمية العلاقات اللبنانية العربيَّة وتحديدًا مع دول الخليج العربي، وخصوصًا مع المملكة العربيَّة السعوديَّة، ودورها البناء تجاه لبنان، ووقوفها إلى جانبه، وأهميته مع كل دول الخليج، وأن هذا الدور هو متكامل بالمعنى السياسي والحضاري والاقتصادي ولا يمكن أن نعد فقط أن الخليج مصدر درّ أموال على لبنان، ثمَّ نتصرف بِشَكلٍّ سلبيٍّ تحديدًا بعد أن قام «حزب الله» أيضًا بوجوده بِشَكلٍّ سلبيٍّ في بعض البلاد العربيَّة مثل الإمارات أخيرًا في البحرين وغيرهما. فأي ضرر يقع على الاقتصاد اللبناني من جرَّاء هذا الانكفاء السياحي الاقتصادي العربي هو مسؤولية «حزب الله» والحكومة القائمة. التمديد هو نوع من هزيمة للحياة الديمقراطية أمام التهديد الأمني من «حزب الله» - ما هو مغزى تمديد 17 شهرًا المدة الزمنية للتمديد، أليست مدة طويلة، ألم يكن بالإمكان تمديدها بفترة أقصر؟ ستة أشهر مثلاً؟ - درس هذا الموضوع، وكان مطلبًا لقوى 14 آذار أن يكون التمديد مقتصرًا على أشهر قليلة لا تتجاوز الأربعة أشهر أو الستة أشهر، لكن كان هناك إصرارٌ من الطرف الآخر على أن تكون على الأقل لمدة سنتين، أن (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) الأستاذ وليد جنبلاط يريد تمديدًا طويلاً تلبية لرغبة «حزب الله» وحلفائه، وفي النهاية دخلنا في مرحلة تفاوض وتبيّن أن التمديد لمدة سنة غير ممكن بسبب أن انتخابات رئاسة الجمهورية تقع في نهاية أيار مايو 2014، وبالتالي من الأفضل التمديد أكثر، وكان يجب أن تتجاوز المدة السنة ومن هنا تَمَّ الاتفاق على حلٍّ وسط أيّ السنة وخمسة أشهر، وهي تسمح بأن يكون لرئيس الجمهورية القادم عمليًا ستة أشهر لكي يتمكَّن من تأليف حكومته قبل إجراء الانتخابات، علمًا أنني أدرك تمامًا أن هذا التمديد هو نوع من هزيمة للحياة الديمقراطية السياسيَّة اللبنانية أمام السِّلاح والتهديد الأمني الذي يمارسه «حزب الله»، ونحن لم نجد أيّ طريقة أخرى غير القبول بالتمديد لتفادي احتدام الصراعات الأمنيَّة في كلِّ المنطقة، ومن هنا تصورنا أنَّه يجب أن نعترف أنَّه لا يمكن أن يكون لنا حياة سياسيَّة وديمقراطية وحريات طالما هناك سلاح متفلت خارج إطار الدولة، وخصوصًا بوجود ميليشيا مثل ميليشيا «حزب الله» تسعى للضغط بالسِّلاح للحصول على مكتسباتها السياسيَّة في كلِّ البلاد، وهذا مؤشرٌ سلبيٌّ، وبدأت أشكّ أن «حزب الله» غير معني بالانتخابات ولا بالديمقراطية اللبنانية بل معني بالهيمنة والسيطرة. الدول الغربية سمحت بذبح الشعب السوري الكل ينتظر التطورات على الساحة السورية عسى أن يتمكَّن اللبنانيون من أن يستعيدوا حريتهم وديمقراطيتهم، وأنا أحمل بِكلِّ وضوح الدول الغربيَّة مسؤولية كبيرة لأنّها سمحت بذبح الشعب السوري، وسمحت ل»حزب الله» أن يتدخل في سوريا من دون ردات فعل حتَّى هذه اللحظة، ولم تلب النداء حتَّى الإنساني للشعب السوري، وهذا يجعلنا نعتقد أننا في مرحلة خطيرة جدًا، وأن مستقبل لبنان السياسي فعلاً رهينة بيد سلاح «حزب الله» وإيران. - إلى أين تسير الأمور في سوريا برأيك؟ - أنا أعتقد أن ما يحدث في سوريا طويل جدًا، وما يجري في سوريا يشبه حرب فيتنام وكأننا دخلنا في حرب لا نرى في الأفق نهاية لها، وأخشى أن هناك مصلحة كبيرة وهي مصلحة تلاقي مصالح عدة: مصلحة إيران مع مصلحة إسرائيل، مع مصلحة العالم الغربي، وما يجري هو تدمير البنية التحتية السورية بالكامل، والسياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكريَّة، وللأسف «حزب الله» انجر إلى هذا الكمين العالمي الذي قد يكون في النهاية ضحيته الأولى هو الشعب السوري، وربما في وقت غير بعيد تمتدّ النَّار إلى لبنان، ونصبح أيضًا ضحية لهذا الانكفاء العالمي المتناقض بين أقواله وأفعاله والمتحدث عن الحريات والديمقراطيات. - ما هي احتمالات طعن رئيس الجمهورية بقرار التمديد للمجلس النيابي؟ هل يمكن خلط الأوراق، وتغيير التحالفات في ضوء الاتفاق على التمديد الذي تَمَّ بين الفرقاء المتصارعين؟ - أعتقد إذا جرى الطعن فسندخل في الفراغ الكامل، وهذا شيءٌ خطيرٌ جدًا ولا أتصور أن المجلس الدستوري سيأخذ على عاتقه مسؤولية وضع لبنان في فراغ سياسي كامل، وهذا ما يتمناه ربَّما «حزب الله»، ولا اعتقد أن رئيس الجمهورية يسعى على الالتفاف على ما يجري، فرئيس الجمهورية مدرك تمامًا لما يجري على الساحة، والمخاطر وإمكانات الفراغ، ولكن لدى رئيس الجمهورية مسؤولية دستورية يحاول أن يلتزم بها حتَّى النهاية، وهو الشَّخص الوحيد الذي التزم بالكامل بالأطر الدستورية والقانونية في لبنان، وساير الأطراف، وتحديدًا «التيار الوطني الحر»، ولكنَّه يتحمل مسؤولية لأن «التيار الوطني» والجنرال عون شكلا الغطاء السياسي المتكامل من الجانب المسيحي ل»حزب الله» مما سمح للسلاح أن يكون أكثر فعالية في الداخل اللبناني، وأن يوصلنا إلى حيث وصلنا. اعتقد أن التمديد لم يتم باتفاق، بل تَمَّ كما قال الرئيس فؤاد السنيورة: «أن يقضوا على المرء في أيام محنته كي يَرَى حسنًا من ليس في الحسن»، وعادة الاتفاق يكون شيئًا جيدًا، إنما هذا الاتفاق ليس بشيء جيد، ولكنَّه كان أفضل الممكن، وهو أقل سوءًا من التقاتل المباشر. وهذا الاتفاق أرجأ الموضوع الأمني في لبنان أشهرًا أو أسابيع، ونأمل أن تكون طويلة. - ما المعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام؟ هل تعتقد أن التطوُّرات يمكن أن تُؤدِّي إلى تعذر التشكيل الحكومي؟ وما الذي سيحل في ضوء ذلك؟ - هي المعوقات السياسيَّة والشروط التي وضعها «حزب الله» الذي يصرّ على أن يكون شريكًا في هذه الحكومة بطريقة مباشرة، ويصرّ على أن يملك حق إقالة الحكومة، بمعنى أنَّه يريد أن يملك الثلث المعطل، وهذا ما يظهر لنا الجانب السلبي لسياسة «حزب الله» في لبنان، فيما قوى 14 آذار ترفض المشاركة في حكومة يشارك فيها «حزب الله»، وهي غير مستعدة أن تغطي «حزب الله» في حربه في سوريا، وهي ترفض سياسة الثلث المعطل، الذي سيكرِّس ل»حزب الله» الهيمنة الدائمة على الحكومات اللبنانية، وسيكرِّس سابقة خطيرة جدًا وهي أنَّه من يملك السِّلاح يستطيع أن يسيطر على البلد كليًّا. نحن أمام مرحلة صعبة جدًا في تأليف الحكومة في لبنان، وقبل التمديد طالبنا بانتفاضة من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلف بوجه حزب الله، وتأليف حكومة أمر واقع لا يكون فيها حزبيون لا من جهتنا ولا من جهات أخرى، ولكن الاعتراض الأساسي جاء من الأستاذ وليد جنبلاط الذي كان مصرًا على أنَّه يجب إرضاء «حزب الله» بأيِّ ثمن، وإرضاء «حزب الله» هذه المرة فعلاً سيكون على حساب مستقبل كل لبنان. الحل الوحيد أن يكون هناك حكومة حيادية أو سياسيَّة ولكن من غير الحزبيين مباشرة - انعكست الأزمة السورية على طرابلس توترات عالية أدَّت إلى تراجع أوضاعها الاقتصاديَّة والاجتماعية، كيف تنظر إلى واقع حال المدينة؟ وما الذي يجب عمله لاستعادة حياتها الطبيعيَّة وازدهارها السابق؟ - هذه المدينة المقهورة والمدمرة تعيش أزمة أمنيَّة خطيرة جدًا منذ خمس سنوات إلى اليوم، حيث دمرت البنية الاقتصاديَّة للمدينة، وهي تواجه أزمة سياسيَّة حقيقية وأزمة اجتماعيَّة فعلية، والسُّؤال الأهمّ: ماذا يمكن أن نفعل لمساعدة طرابلس؟ بِكلِّ صراحة هذا التأزم في طرابلس لا يمكن أن ينتهي حاليًا لأن «حزب الله» يرفض رفضًا باتًا هذا الشيء، ولا يمكن إنهاء ما يجري في طرابلس أمنيًّا بإمكانات أمنيَّة، والحل الوحيد في طرابلس أن نجعلها خالية من السلاح، وأن نفوض الجيش اللبناني أن يدخل إلى كافة مناطق طرابلس، وأن يسحب السِّلاح من أيدي المسلحين، وكل السِّلاح الموجود، وهذا يَتطلَّب موافقة جميع الأطراف، والموافقة الأولى يجب أن تأتي من «الحزب العربي الديمقراطي» المسيطر على جبل محسن في المدينة، الذي رفض سابقًا المبادرة التي قدمها «تيار المستقبل» وقال: إنه يرفض تسليم سلاحه للجيش، وهذا يعني أن «حزب الله» يرفض ذلك، ولذلك يجب الضغط بِكلِّ الوسائل حتَّى يتم قبول أن تكون مدينة طرابلس خالية من السلاح، وإلا فمدينة طرابلس في الوقت الحالي غير قابلة للعودة إلى الحياة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الفاعلة. - «بث» أجرت اللقاء - رولا حميد