دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تصريح له أمس إلى «السير قدماً في الإنماء والأعمال بدلا من انتظار الأحداث الإقليمية والدولية»، مؤكداً على أن «أهمية دعم لبنان لم يكن فقط لتأمين الدعم للنازحين السوريين، بل لاعتراف المجموعة الدولية بحق لبنان في التعويض عليه جراء الخسائر التي تسببت بها الأزمة السورية»، قائلا: «إن الفائدة من اجتماع نيويورك ستنسحب على الوطن ككل»، مشيراً إلى أن «التنمية المستدامة التي وضعها لبنان لنفسه موجودة في مقدمة الدستور، واللامركزية الإدارية تشكل الإطار الصالح لتطوير الإدارة المحلية، بعيداً عن تعقيدات السلطة المركزية». وأضاف: «علينا أن نكون أوفياء لديمقراطيتنا، ويجب احترام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي القادم». بالمقابل، كشفت مصادر لبنانية مطلعة ل «عكاظ» أمس (الثلاثاء) أن «دخول حزب الله معركة القلمون إلى جانب النظام السوري ستكون بمثابة الكارثة بالنسبة للوضع اللبناني الداخلي أمنيا وسياسيا». وأضافت المصادر ل «عكاظ»: «أن الدخول في معركة القلمون يعني بشكل أو بآخر الدخول بمعركة ضد مدينة عرسال اللبنانية وهو أمر إن حصل لن يتم السكوت عنه لا بل سيضع معادلات جديدة أولها أن جبل محسن في طرابلس مقابل عرسال في البقاع». وختمت المصادر ل «عكاظ»: «إن معركة القلمون ستكون الفخ الكبير بالنسبة لحزب الله بخاصة أن حسم هكذا معركة ليس سهلا وأقله ليس سريعاً والزمن سيكون صعبا في تداعياته اللبنانية الداخلية على الحزب». عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم لفت إلى أنه «عندما يقترب «حزب الله» من المشاركة في الحرب السورية أكثر وأكثر سيكون الانعكاس السلبي على الوضع اللبناني كبيرا». ميدانيا، تواصلت المناوشات المسلحة بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس مع غياب للمعالجات السياسية، أحد زعماء المحاور في باب التبانة فواز حروق وفي اتصال مع «عكاظ» أمس (الثلاثاء) أكد أن الأمور مرشحة للتصعيد مع غياب الرغبة لدى القيادات السياسية بوقف المعارك محذراً من انفجار الوضع في طرابلس في حال تورط حزب الله بمعركة القلمون ومهاجمته لعرسال. من جهته، الوزير فيصل كرامي رأى أن على أصحاب الخطة الأمنية في طرابلس التي تترنح أن ينطلقوا إلى التنفيذ العملي والجدي لها، وأن على الدولة أن تمسك بالأمن في كل طرابلس، وألا تبقى منطقة في المدينة تحت نفوذ جهة سياسية أو حزبية. بالمقابل، سياسيا ووفقاً لما كشفته «عكاظ» أمس (الثلاثاء) فقد أعاد البرلمان انتخاب لجانه دون أي تغيير ترجمة للتوافق بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة فيما تبدو الجلسة التشريعية التي ستنعقد اليوم (الأربعاء) مرشحة للتأجيل لفقدان النصاب. حيث أكد الرئيس فؤاد السنيورة أننا لن نحضر جلسة مجلس النواب غداً (الأربعاء) لأسباب دستورية.