شهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثالث من العام الجاري اكتتاباً وحيدا، ما يشير الى ركود سوق الأسهم الخليجية خلال فصل الصيف. وذلك بسبب استقبال الربع الثالث من السنة (يوليو - شهر رمضان المبارك متبوعاً بعيد الفطر في شهر أغسطس)، ولم يبدأ نشاط سوق الاكتتابات إلا بحلول شهر سبتمبر من خلال شركة سيمبكورب صلالة للمياه والكهرباء التي طرحت 35 بالمائة من رأس مالها المُصدّر بقيمة بلغت 138 مليون دولار (بما يعادل 53 مليون ريال عماني) في سوق مسقط للأوراق المالية. وحظي هذا الاكتتاب الوحيد الذي شهدته المنطقة بعددٍ من طلبات الاكتتاب التي تجاوزت قيمة الطرح، مما أظهر الطلب القوي من جانب المستثمرين على المستويين الإقليمي والدولي. ويعد هذا الربع من السنة أول ربع منذ عام 2011م لم يشهد أي عمليات إدراج في السوق المالية السعودية (تداول). وكان أداء سوق الاكتتابات في نفس الربع من عام 2012 مشابهاً حيث شهد أيضاً عملية إدراج وحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن حجم الطرح في الربع الثالث من عام 2012 كان أكبر بنسبة 45 بالمائة مقارنة بالربع الثالث من عام 2013م. وقال ستيف دريك، رئيس قسم أسواق المال لدى بي دبليو سي في منطقة الشرق الأوسط: «لم يكن أداء سوق الاكتتابات خلال هذا الربع من السنة مدعاة للدهشة حيث توقعنا أن نرى نشاطاً أكثر بطئاً خلال شهر رمضان وفصل الصيف، وإن كان أداء سوق الاكتتابات لا يزال متدنياً مقارنة بأسواق عالمية أخرى تشهد طلبا أقوى، وبخاصة في الولاياتالمتحدة. إننا نستشعر من عملائنا رغبة متزايدة في عمليات طرح جديدة للأسهم داخل المنطقة وخارجها. كما نتوقع أن تعاود سوق الإمارات العربية المتحدة وسوق المملكة العربية السعودية استقبالها عدداً من عمليات الطرح الجديدة. إن التباطؤ الواضح في السوق السعودية يرتبط إلى حدٍ كبير بطول الفترة التي يستغرقها المصدرون في عملية المراجعة مع هيئة السوق المالية، الأمر الذي يعوق الدخول السريع للشركات في السوق». وعلى الصعيد الأوروبي، فقد شهد الربع الثالث من هذا العام 52 اكتتاباً بقيمة 4.1 مليار دولار بما يزيد عن ثمانية أضعاف القيمة المحققة خلال نفس الفترة من العام 2012. ومن المتوقع أن يكون الربع الأخير حافلاً ولاسيما مع الظهور الأول لشركة بريتيش رويال ميل في أوائل شهر أكتوبر التي تعقد عليها الآمال لطرح أكبر اكتتاب تشهده أوروبا هذا العام. وتتوقع بي دبليو سي أيضاً عودة بعض الشركات التي كانت قد أرجأت عمليات الطرح في السنوات الثلاث الأخيرة نظراً لظروف السوق، ولاسيما مع انخفاض معدل عمليات التأجيل لأدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية. وقد واصلت الشركات المدعومة بالأسهم الخاصة سيطرتها على نشاط الاكتتاب خلال هذا الربع من السنة من خلال اكتتابين حققا ما يقرب من 1.4 مليار دولار من بين أكبر خمس اكتتابات شهدتها أوروبا. ومنذ بداية السنة وحتى الآن، حققت عمليات طرح الأسهم الخاصة تقريباً نصف عوائد الاكتتابات في السوق الأوروبي، وتتوقع بي دبليو سي أن تواصل الشركات المصدرة للأسهم الخاصة الاستمرار في قيادة سوق الاكتتابات في المستقبل القريب. وسيطرت بورصة لندن على هذا الربع من السنة بأكثر من نصف إجمالي عائدات الاكتتاب محققة 2.3 مليار دولار، مواصلةً ما حققته خلال الربعين الأول والثاني من عام 2013. وفي سوق الديون، سادت السندات السيادية في هذا الربع من السنة من خلال إصدارات من البحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، حيث كان من أبرز الإصدارات السيادية قيام دولة البحرين بإصدار سندات بقيمة بلغت 1.5 مليار دولار لمدة عشر سنوات. وشهد هذا الربع أيضاً ارتفاع الطلب من جانب المستثمرين على إصدارات الشركات، وهو ما ظهر جلياً من خلال عملية إصدار ناجحة لسندات بمبلغ مليار دولار أمريكي من قبل الشركة السعودية للصناعات الأساسية («سابك»). أما الإصدار الآخر خلال هذا الربع من السنة فكان من نصيب شركة الرويس للطاقة التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها حيث انتهت الشركة من إصدار سندات بقيمة 825 مليون دولار. وأسهمت الصكوك في سوق الديون خلال هذا الربع في ظل حالة السوق المشجّعة بالإضافة إلى المردود الإيجابي التي حظيت به عمليات الطرح، ومثال ذلك طرح صكوك بقيمة 500 مليون دولار من بنك الهلال ومقره إمارة أبوظبي إلى جانب قيام شركة المراعي الكائنة بالمملكة العربية السعودية بطرح صكوك ممتازة بقيمة 453 دولار بدون آجال استحقاق. قال دريك: «لا تزال سندات الدين واحدة من الطرق الأساسية المستخدمة في طرح الأوراق المالية للتداول العام داخل المنطقة حيث تواصل حكومات دول المنطقة والشركات إصدار السندات والصكوك بفضل الظروف المواتية للسوق والطلب القوي من جانب المستثمرين. إننا لا نرى أي دواعٍ لتراجع دور هذه السندات نظراً للطلب المستمر الذي تشهده المنطقة على رؤوس الأموال». ***(كابشن)... في سوق الديون، سادت السندات السيادية في هذا الربع من السنة من خلال إصدارات من البحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.