أقر الرئيس السنغالي عبدالله واد بأن الدولة تتحمل المسئولية عن غرق عبارة مزدحمة بالركاب وهو الحادث الذي بات من المعتقد أنه أسفر عن مصرع أكثر من 700 شخص. وكانت العبارة جوالا قد انقلبت قبالة ساحل غرب أفريقيا وسط رياح قوية وأمطار غزيرة أثناء رحلة من ميناء زجينكور جنوبي السنغال إلى العاصمة داكار، وعلى متنها 796 شخصا. وصرح رئيس الوزراء السنغالي مامي ماديور بويي بأنه بعد يومين من وقوع الكارثة تم العثور على 63 ناجيا فقط في حين انتشلت فرق البحث 200 جثة على الاقل. وقال بويي في تصريحات للصحفيين في دكارربما كانت هناك فرص في العثور على ناجين، لكنها ضئيلة. وأعرب عبدالله واد عن تعازيه لشعب السنغال، وأقر بأن العبارة جولا كانت مكتظة بالركاب وقال انها مصممة للابحار في بحيرة وليس في محيط. وأضاف الرئيس أمام مجموعة من الصحفيين خارج القصر الرئاسي في داكار لم تكن مصنوعة للابحار في البحار .. مسئولية الدولة واضحة. وكان واد قد وعد يوم السبت بدفع تعويضات لعائلات الضحايا وأمر بإجراء تحقيق رسمي في الكارثة التي وصفتها الصحف السنغالية بأنها يوم الجمعة الاسود و تايتانيك السنغالية. وأعلن الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام. وكانت العبارة مرخصة لحمل 550 شخصا فقط، ولم يعرف على الفور أسباب تجاوزها للحمولة المقررة بأكثر من 200 شخص. ولا يتجاوز ثمن تذكرة الرحلة ستة دولارات. يذكر أن جوالا أعيدت للخدمة قبل ثلاثة أسابيع فقط وسط حملة دعائية كبيرة، وذلك بعد عملية إصلاح استمرت قرابة العام. لكن مقالات أوردتها بعض الصحف السنغالية تساءلت عما إذا كانت الحكومة قد تعجلت بإعادة العبارة إلى الخدمة بسبب ضغط المواطنين. وأشارت مقالات أخرى إلى أن العبارة تعرضت لعطل في المحرك في رحلة أخيرة لها. وقال الناجون الذين نقلوا لمستشفيات في داكار والعاصمة الجامبية المجاورة بانجول للصحفيين المحليين أن رياحا قوية وأمطارا غزيرة بدأت فجأة تضرب العبارة جوالا مما أدى إلى ميلها على أحد جانبيها وانقلابها في لحظات فوق مئات الاشخاص. وصرح مسئولون حكوميون بأن معظم الضحايا من مواطني السنغال، لكن من بينهم أيضا 20 من مواطني جامبيا و21 أوروبيا من فرنسا وأسبانيا وهولندا وسويسرا وبلجيكا. يذكر أن جوالا كانت تحمل المسافرين والتجار في رحلتين أسبوعيا بين داكار وزجينكور، عاصمة إقليم كازامانس الجنوبي، حيث كانت تحمل عادة شحنات من الفول السوداني والاسماك لبيعها في أسواق داكار. ويفصل الجزء الجنوبي من السنغال عن بقية أرضي البلاد دولة جامبيا، وأصبح السفر غير آمن بسبب وجود حركة تمرد حاليا.