هناك دلائل كثيرة تشير الى ان مشكلة التلعثم كانت موجودة منذ القدم حيث ذكرت في اللغة الهيروغليفية، كما ان الكتب اليونانية احتوت معلومات كثيرة عن ذلك وكذلك الرومان، كما ان ابن سينا تعرض لهذه المشكلة بشيء من التفصيل ووصف طرق العلاج لها وقد كان اول علاج فعلي للتلعثم في زمن الاغريق حين اجريت عمليات كي اللسان لهذا الغرض واصبح هذا العلاج معروفا حينذاك ويصف الاطباء المختصون بمشاكل الكلام التلعثم بأنه عبارة عن فقدان الطلاقة في الكلام ويبدو ان الطفل يصاب بفقدان السيطرة على العضلات المسئولة عن الكلام ولايمكنه توجيهها ، ومن اجل ان نفهم مشكلة التلعثم عند الاطفال من الضروري ان نفهم ايضا تطور الكلام عند الطفل وعلى كل حال فالتلعثم امر مثير للقلق وقد يكون من الصعب الاستماع اليه، كما انه ليس من السهل معايشته على صعيد يومي لقد قام العلماء باجراء العديد من البحوث والدراسات لمحاولة معرفة العوامل المتضمنة لهذه المشكلة والتوصل الى معرفة كيفية انتقال الطفل من حالة الكلام الطبيعي الى مرحلة التلعثم وقد تم اجراء العديد من البحوث والدراسات لمعرفة مدى العلاقة بين التلعثم والوراثة حيث اثبتت النتائج وجود صلة مهمة بينهما والحقيقة فان الكتب والدراسات التي كتبت حول هذا الموضوع بالذات انصبت على معرفة سبب التلعثم والتي تشير الى مجموعة من الاسباب والعوامل المسئولة عن ذلك منها طرق موجات الدماغ التأخر في استيعاب الكلام الذي يسمع تنسيق العضلات المسئولة عن الكلام عوامل اجتماعية وثقافية اسباب نفسية وغيرها كما تكون سبب هذه المشكلة ايضا امور وراثية وكذا بسبب بعض الصعوبة بعملية انتقال واستيعاب وتمثيل المعلومات من الدماغ وهذا يعني ان هؤلاء الاطفال لديهم استعداد للمعاناة من التلعثم، ويلاحظ ان نطق معظم الاطفال يصبح اكثر تلكؤا حين يكون الطفل منفعلا ويختلف الاطفال في قدراتهم على التعامل مع الانفعالات وقبل كل شيء يجب التأكيد على ضرورة الا يكون التلعثم هو سبب التوبيخ وليس هناك اي دلائل تشير الى ان الطفل يتلعثم بشكل متعمد وقد تكون اصعب حقيقة للابوين هي معرفة ان طفلهما قد يبقى يتلعثم طيلة حياته فبينما يتم شفاء معظم الاطفال من التلعثم فان هناك 1% من الاطفال يلازمهم التلعثم الى الكبر ومع ذلك فان الآباء يحتاجون الى فهم مشاكل اطفالهم وبذل الجهد لمساعدتهم وذلك لتعزيز قدراتهم الكلامية كما ان عليهم ايضا تقبل حقيقة تلعثم الطفل واحتمال بقائه معه. * استاذ طب الاطفال استشاري امراض الدم والسرطان