يعد بعض من حجاج بيت الله الحرام زيارة المقابر من باب العظة والاعتبار ضرورة بعد أداء الفريضة حيث يحرص الكثير على زيارة مقبرة المعلاة في مكة فيما يرى آخرون أن زيارة قبور السلف الصالح يجلب السعادة والرزق والبركة في العمر ويتوجه الكثير منهم بالدعاء بجوار قبر السيدة خديجة. وتحدث الحاج مينمار إسلام ل»المدينة» أن أحد أقاربه توفي في مكة منذ أكثر من ستة أعوام بعدما أنهى حجته وأن الكثير من أقاربه يحرصون على زيارته والدعاء له عند حضورهم الحج. فيما ذكر مجموعة من الزوار إلى المقابر أنهم يتقربون إلى الله بالدعاء في المقابر حيث قبور بعض الصحابة والسيدة خديجة رضي الله عنهم مشيرين إلى أن الدعاء يجلب لهم السعادة والرزق والبركة ويكسبهم الأجر بزعم أن الدعاء في تلك المنطقة مستجاب على حد زعمهم وحسب توجيهات الشيخ الذي يقودهم للذهاب للقبور الأكثر فضلا وأماكن الدعاء فيها. وذكر الحاج رحيمي عبدالحسين أن زيارة القبور هي آخر رحلتهم في الحج حيث إنه يقضي أكثر من ساعتين في المقبرة لكسب الثواب والأجر مشيرًا إلى أنه لا يود الخروج من المقبرة لأنها آخر محطة لهم في حجه وأنه يرغب حصد الكثير من الأجر والثواب. كما ذكر زوار آخرون أن زيارة المقابر فقط لتذكر الموت والآخرة وزيارات الأموات من الأقارب والأصدقاء الذين توفوا من باب الدعاء لهم. من جانبه أوضح مدير إدارة التجهيز بأمانة العاصمة المقدسة ل»المدينة» أنه بالنسبة للزيارات في المقابر فهي مفتوحة خلال أوقات الدوام الرسمي والتي تمتد إلى الساعة التاسعة والنصف مساء مع عدم دخول النساء مضيفًا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان لها دور كبير بالتعاون مع إدارة التجهيز بتوعية الحجاج والبعد عن المعتقدات الخاطئة والأخطاء التي يقعون فيها. وأكد الشيخ عبدالعزيز المحمد إمام وخطيب جامع الرحمة أن زيارة القبور جائزة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لقد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا لأنها تذكركم بالآخرة» وأكد أنه لا يجوز التبرك والدعاء عند القبور أو قبور أولياء الله الصالحين لأنه يعد شركًا مشيرًا إلى أن زيارة القبور للتذكير بالآخرة. وأشار إلى أن العلماء اختلفوا حول زيارة النساء للقبور والأرجح أن زيارتهن منهي عنها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لعن الله زائرات القبور».