("الأنا" المتضخمة طفحت) بهذه الكلمات صدر الدكتور عبد الله العتيبي مقالة يوم الأربعاء 4/7/1423ه في العدد 10680 على صفحة (عزيزي رئيس التحرير) ثم أردف يقول: (أن د. الحليبي فاجأنا بأنه قد اصبح مشرعا ومفتيا لنفسه عندما أطلق ذلك المصطلح البدعي الذي ركبه وجلبه من حقلين اثنين هما حقل الفقه والأدب وهو مصطلح (النقد الآثم) إلى أن يقول: ( وقد بحثت في العديد من معاجم مصطلحات النقد والأدب والبلاغة العربية والعديد من الكتب النقدية سواء القديمة أو الحديثة لأفتش عن هذه البدعة الاصطلاحية التي سماها د. الحليبي (النقد الآثم) فلم أجد لها ذكرا..). وأقول: أيها الدكتور الباحث عن الحقيقة في غير مظانها!! هلا أرحت نفسك ووفرت جهدك ووقتك , واكتفيت بقراءة كتاب واحد يعد من أكثر الكتب بيعا وانتشارا, لتجد ضالتك ترتع هناك وادعة مطمئنة!! يقول صاحب ذلك الكتاب: (إنك سوف تواجه في حياتك حربا ضروسا, لا هوادة فيها من النقد الآثم المر, ومن التحطيم المدروس المقصود, ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتسطع وتلمع ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر منهم...) (ص 39-40) من كتاب لا تحزن.. للدكتور عائض بن عبد الله القرني. الذي طبعته مكتبة من أشهر مكتباتنا السعودية وهي مكتبة العبيكان. إذن المصطلح البدعي في نظرك (النقد الآثم) ما هو إلا اقتباس من ذلك الكتاب كما تقتبس أنت مصطلحاتك التي رحت تستعرض بها عضلاتك في علم النفس. (الأنا, تعملقت, السيكوباتية, الانطوائية..) أم أن الاقتباس سلم لك حرب على غيرك؟! إذا علمت هذه الحقيقة وحقيقة أخرى أيها الدكتور الباحث!! هي أن المقالة التي رأيت قد حذف منها في الجريدة عبارة في غاية الأهمية عرفتها حين استفسرت من الدكتور خالد الحليبي في اتصال هاتفي عن سبب تشابه بعض عباراته في هذه المقالة مع بعض عبارات الشيخ عائض القرني فأخبرني بأن المقالة بترت منها الخاتمة! وهي قوله: (تلك بعض إحساسات وتعبيرات امتزجت بإحساسات مرهفة وتعبيرات شائقة للشيخ عايض القرني في كتابه الرائع الذائع الانتشار (لا تحزن) فهل استطعت أن أشوقك لتقرأه كله؟ أظن ذلك..) تلك هي خاتمة المقالة التي حذفت لسبب لا نظن فيه إلا خيرا وهو ما أكده لي المسئولون في الجريدة. إن هذا الشرك الذي نصب بغير قصد!! جعلك تقوس بعض عبارات الشيخ عائض القرني في المقالة ثم تسقطه - بظن سيئ- على شخصية الدكتور خالد الحليبي وتحللها بكل تعد ظالم ضد شخصيته. إن هذه الحقائق (با دكتور) قد نقضت غزلك من بعد قوة وكشفت زيفك في التحليل والتعليل الذي ذهبت إليه في قولك (فكانت مقالته هذه ردا مرتبكا حتى لا تطرح سابقة (منع المداخلات)) حتى قلت (إن د الحليبي ود. المحيش يقولان بعبارة واضحة إن من ينتقد أفعالنا أو مقالاتنا أو كتاباتنا هو آثم وهذا لا يستقيم عقلا ولا شرعا) وغير ذلك من كلام أصبح من سقط المتاع. فمن عرف الدكتورين واستمع إليهما في المحافل الأدبية عرف غير ما أدعيت فلم نعهد عنهما إلا أنهما من أرحب الناس صدرا في الاستماع إلى الآخر, وأكبر دليل على ذلك ما تفعله أنت وأمثالك من زوبعة حول قضية أكاد أجزم بأنكم لم تشاهدوا أحداثها ولم تعرفوا خلفياتها وقد اتصلت هاتفيا بالدكتور نبيل المحيش لأتبين سرا المداخلات فأخبرني بأنه (لم تكن هناك مداخلات - أصلا - طلبت ثم رفضت) ليعلم القارئ الكريم أنها إثارة فارغة وحسد معتق كاد أن ينفجر به الصدر ومع ذلك فإن الدكتورين تركوكم تجوسون في الهشيم دون أن يحاولا أن يكفوكم ولو بكلمة واحدة, فهما أرفع من أن يدخلا في هذه المهاترات التي أشغلت قارئ (اليوم) عن أن يسمع منك وممن سبقك مقالة ثقافية أو طرحا علميا أو نقدا هادفا يشف عن نفس متجردة لتوظفوا طاقاتكم فيما فيه خير لكم ولهم. يقى أن نعرف الآن يا د. عبد الله من خصمك؟ أهو د. خالد الحليبي أم الذي ابتدعته لأول مرة؟ (ويا نعمت البدعة فقد أعجبني المصطلح حقا) وهل ما زلت مصرا على أن أصحاب اللاءات في الغالب أناس عصبيوا المزاج؟ وأنت تعرف أن تراثنا مليء بها. ثم أنك قد أشرت أنهم يخاطبون الشخصيات الضعيفة كالنساء؟ ألا ترى أن هذه إهانة صارخة منك موجهة للنساء, في عصر ينادي فيه الجميع بحق المرأة في الاحتفاظ بشخصيتها وكرامتها التي ضمنها لها الإسلام؟ وأترك النساء ليدافعن عن أنفسهن وممن يستضعفهن. وأخيرا هل - بعد هذا - ما زلت مقتنعا بأن د. خالد الحليبي أصبح مشرعا ومفتيا لنفسه عندما استعمل مصطلح (النقد الآثم)؟ وهل... وهل.. أسئلة كثيرة تحتاج منك إلى بحث عميق لتجيب عنها! ولكن اختصارا للبحث أدعوك لقراءة كتاب.. لا.. لا.. (لا تحزن)!! أنور عتيق/الدمام