قال أحد الأشخاص الذين اعتقلتهم السلطات الأمريكية على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إنه ضرب واعتقل لعدة شهور دون أي تفسير قانوني. وقد اعتقل نبيل المرابح الذي تحدث عن ظروف سجنه، بوصفه أحد كبار المشتبه بهم، في الحملة التي قامت بها السلطات الأمريكية وشملت اعتقال المئات ضمن التحقيقات التي أجرتها في الهجمات. وبعد أحد عشر شهرا من التحقيقات المضنية لم تقدم السلطات أي دليل إلى المحاكم لاتهام المرابح بالإرهاب. ولا يزال المرابح، وهو كويتي الجنسية يبلغ 35 عاما ، قيد الاعتقال لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي. ومن المتوقع أن يحاكم باتهامات ثانوية أخرى. السلطات الأمريكية لم تجد أدلة تدين المرابح بالإرهاب وقد أقر المرابح في يوليو/ تموز الماضي بأنه مذنب في تهمة تتعلق بمحاولته عبور الحدود الأمريكية بصورة غير قانونية. ويواجه احتمال ترحيله من الولاياتالمتحدة وإبعاده عن عائلته. وقد قرر في هذه الاثناء التحدث لبي بي سي عن ظروف اعتقاله. أسوأ من الجحيم يقول المرابح إنه قبع طوال الشهور الثمانية الأولى من اعتقاله في وحدة خاصة بمركز اعتقال في نيويورك مع أربعين شخصا آخرين. وقال من المكان الذي لا يزال معتقلا فيه بنيويورك إنه كان محبوسا انفراديا وأضرب عن الطعام احتجاجا على عزله في زنزانة دقيقة. كانت أسوأ من الجحيم وقد أضربت عن الطعام خمس مرات مطالبا بالاتصال بمحام أو العرض على قاض. المرابح قال إنه يعرف حجازي لكن لا يعرف خلفيته وقال إنه عوقب على إضرابه عن الطعام بأن أجبر على النوم لعشرة أيام متصلة على فراش يبلله البول ولم يقدم له الماء الكافي للاغتسال. كما زعم أن معتقليه ضربوه مرتين. وقال إن المرة الأولى التي تعرض فيها للضرب كانت في السابع من نوفمبر الماضي. في السابع من نوفمبر ضربوني، فعلوا كل شيء وكسروا إصبعي وضربوا رأسي ورفضوا تدوين أي ملاحظات عن حالتي ومضى المرابح في حديثه لبي بي سي قائلا كانت حالتي سيئة للغاية وكنت أتعاطى أدوية، عقلي لا يعمل كما يجب وقد نسيت الكثير وتنتابني نوبات هلع أثناء الليل لأن الحراس كانوا يقرعون الأبواب طوال الليل ليحرموننا من النوم. صلات بالإرهاب البوليس الأمريكي اعتقل مئات العرب بعد الهجمات وقد كان نبيل المرابح واحدا من حوالي 1200 شخص اعتقلوا في الولاياتالمتحدة عقب الهجمات. وعلى خلاف الآخرين كانت السلطات الأمريكية تشتبه في أن المرابح له صلات قوية بجماعات إرهابية. واعتقد المحققون في بادئ الأمر أنهم عثروا على كم كبير من الأدلة ضده، وقالوا على سبيل المثال إن المرابح كان في أفغانستان وتنقل بين عناوين كثيرة داخل الولاياتالمتحدة كما عثروا لديه على كم من الوثائق المزورة. لكن المحققين قالوا إن الأكثر أهمية يتمثل في أن المرابح كان على صلة بشخص يدعى رائد حجازي اتهم بالسعي لتفجير فندق في الأردن، وقالوا إن حجازي كان على صلة بأسامة بن لادن. واعترف المرابح بأنه يعرف حجازي لكنه لا يعرف شيئا عن خلفيته، أما عن وجوده في أفغانستان فقال أبلغتهم أنني كنت أعمل هناك مع منظمة العالم الإسلامي للإغاثة وكنا نساعد اللاجئين والمشردين، لم أقتل أحدا وليست لدي علاقة بأي نشاط إرهابي. وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها لا تستطيع إعطاء أي تفاصيل عن قضية المرابح، كما امتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي عن التعليق. حقوق الإنسان المرابح اعتقل في منزله بمدينة ديترويت ويعتقد أن السلطات الأمريكية لم توجه إلى أي من الأشخاص الذين اعتقلتهم بعد الهجمات أي اتهامات تتعلق بالإرهاب. وتعكف منظمة العفو الدولية - أمنيستي إنترناشيونال - على التحقيق في مزاعم بحدوث انتهاكات لعدد من المعتقلين.. وتبين للمنظمة أن كثيرا منهم كانوا قيد الحبس الانفرادي لسنوات طويلة دون أن يسمح لهم بلقاء محاميهم. وقال مسؤول في مركز اعتقال نيويورك الذي كان المرابح أحد نزلائه إن جميع المعتقلين في المركز تلقوا معاملة عادلة وغير منحازة وأن أي مزاعم عن انتهاكات ستؤخذ على محمل الجد. ولا يزال حوالي 146 شخصا آخر رهن الاعتقال في انتظار تقرير مصيرهم.