للمحبين في عشقهم مشارب وأفانين فمن المحبين من هام بعد سماع وصف معشوقته على ألسنة الندامى كما هام رستم بروزا وهاك فرهاد الذي تيمته شيرين فهام وانتحر قاذفا روحه من فوق الجبل الأشم ولا تنسى ليلى ومجنونها ابن الملوح فقد نهلا سويا مع نبع سلسال صاف أما اللذان نعما بالغرام.. على مر الأيام.. فجميل ومحبوبته بثينة فإن أصبت يا صاح.. لونا من غذاء العشاق فأنت منهم واعلم يا صاح أن من أجمل الكتب التي تدبرتها بشوق ولهفة.. كتاب الحب ما أقل صفحاته التي تهمس عن الهناء والتصافي والوصال وما أكثر ما يفتر ثغره.. عن ذكر المآسي والأحزان من خلال صحائفه توصلت ياصديقي إلى الدرب المؤدي الى حديقة العشق حيث يلتقي المحبون أقمت هناك ولذ لى الحب بين غدائر الشعر المنطلقة الثائرة وتارة أهفو إلى الضفائر المصففة من الشعر الكستنائى ناظرا إلى الزمرد الذى يبدو حين تبسط المحبوبة كفها الرطب فكم شفى ذلك الزمرد العيون.. ولكنها تحدث الجراح الناغرة في قلبي الواهي فيا أيتها الحبيبة لهجرانك كان تذراف الدموع السواجم ما أجمل الحديث حينا.. وما أروع الصمت أحيانا وأنا أقاسى هذه الليلة من أشباح المساء فيا أشباح المساء.. إنى أبثكن شكواى.. لقد رأيت ذاتي في المنام سابحا في بحر لجى فصفحا وعفوا يا أشباح المساء إن من كنتن تلقبنه بالفيلسوف الحكيم قد غدا مريض العقل والقلب والحجى فلا يمتنع عن الملق يبسطه بين يدي الفاتنات والغانيات لا يشربن الحب صرفا ولكنهن يشربنه ممذوقا بالتمجيد والتطويب فكيف لا أتملقهن.. وكيف أشدو العمر كله بجمالهن من ذا يلوم طائرا غردا من الغناء.. إذا رأى الروض المعطار أو من يغضب من شاة لأنها تتأوه عند جز صوفها فدعني أيها الصديق.. أبث دمعي لواعج قلبي عندما يجز صوفي قال لي الندامى: من حبيبة قلبك.. نشتاق لمعرفتها فأنت مدنف القلب كليم الفؤاد باد هواك صبرت أم لم تصبر فليتك تنال من وصال محبوبتك ولكنا لا نعلم أتحبك مثل هيامك بها ولهفتك عليها أجبت: سترتاعون عندما ترونها بين الزنابق في حديقة الحب فلو عرفتم آنذاك اسمها فلا تذكروه لا تذكروه للناس هذا مطلبي وهو المطلب الذي رجاه قيس بن الملوح عند موته.. من نداماه.