اعلن رئيس لجنة التنظيم موس ماشيشي انه ينتظر وصول 109 من رؤساء الدول والحكومات الى جوهانسبرج للمشاركة في قمة الأرض التي ستمثل فيها 195 دولة من قبل مندوبين رسميين او أعضاء في منظمات غير حكومية. واضاف ماشيشي ان 30888 شخصا اتوا حتى الان خصيصا الى جوهانسبرج للمشاركة في قمة الارض حول التنمية المستدامة (26 أغسطس-4 سبتمبر) بمن فيهم مندوبون وممثلون عن منظمات غير حكومية وصحافيون. وسيشهد هذا العدد ارتفاعا ملحوظا مع وصول رؤساء الدول والحكومات والوفود اعتبارا من اليوم الاحد. وحجزت نحو 227 الف غرفة في 442 فندقا في المدينة للفترة التي تعقد فيها القمة. واضطر نحو الف مندوب للاقامة عند السكان في حين استأجر آخرون نحو 400 منزل خاص في جوهانسبرج حتى بريتوريا العاصمة الادارية لجنوب افريقيا (على بعد 60 كلم شمال جوهانسبرج ). من ناحية اخرى وفى اول ظهور له في مؤتمر قمة الارض ، وصف نيلسون مانديلا نفسه بأنه شخص ملتزم تماما بقضية المياه . وأبلغ مانديلا ضيوفه بأن الامير الهولندي وليام الكسندر وسكرتير عام منظمة الوحدة الافريقية السابق سالم أحمد سالم هما من أصدقائه الملتزمين بقضية المياه . وألقى مانديلا بثقله لمساندة قمة رسمية موازية تهدف إلى زيادة الوعي بخطورة مشكلة ندرة المياه وتسهيل النقاش حولها. وكانت عدة منظمات قد حاولت في وقت سابق استغلال اسم مانديلا كورقة جذب في دعواتها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. وحث مانديلا العالم على ضمان مراقبة ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جوهانسبرج. ومن الواضح أن مانديلا رجل الدولة المخضرم اختار الارتباط بقضية المياه، وهي واحدة من بين قضايا خمس رئيسية تتمحور حولها مناقشات ساخنة في القمة. واتضحت أسبابه بجلاء عندما روى قصته بطريقته المتأنية والمدروسة. وقال مانديلا عندما أعود، وهو ما أفعله كثيرا، إلى القرية الريفية والمكان الذي شهد طفولتي وصباي، فإن فقر الناس وتدمير البيئة الطبيعية يؤلماني بشدة . وأضاف أن عدم توافر المياه النقية هو أشد ما يؤلمني في هذه البيئة الفقيرة . وكان مانديلا يشير في حديثه إلى قريته الصغيرة كونو بشرقي جنوب أفريقيا،وهي أشد مناطق البلاد فقرا ومكان له نظائر كثيرة في العالم النامي. وقال أنه تم توفير مياه الشرب النقية للملايين في جنوب أفريقيا منذ سقوط نظام الابارتايد (التفرقة العنصرية)، وهو ما اعتبره أحد أهم الانجازات التي تحققت في ظل الديمقراطية الجديدة. وعلى بعد نحو 20 كيلومترا من راندبورج حيث كان مانديلا يتحدث، اتضحت الصورة بشكل أكبر لدى بدء مناقشات القمة بشأن قضية المياه يوم الاربعاء الماضي. فهناك أربعة مليارات شخص في جميع أنحاء العالم محرومون من مياه الشرب النقية، كما لا توجد مرافق صحية لتصريف المياه التي يستخدمها عدد آخر قدره 5.2 مليار من البشر. وحذرت المنظمات غير الحكومية من أن الاتجاه المتنامي لخصخصة شبكات المياه في الدول النامية جعل هذا المورد الاساسي الذي لا غنى عنه، فوق المقدرة المالية للكثيرين ولاسيما الاطفال. وذكر جون هيلاري مستشار السياسات بمؤسسة انقذوا الاطفال الخيرية الدولية عند رفع أسعار المياه في بلد ما، فإن الاسر الاشد فقرا تصبح غير قادرة على الوصول للمياه النقية . وقال وعندما لا تكون المياه آمنة، تتعرض أعداد متزايدة من الاطفال لمخاطر الاصابة بالامراض التي تنتقل عن طريق الماء والتي تقتل مليوني طفل بالفعل . ومن المتوقع أن يبحث القادة أفضل السبل لتنفيذ مقترحات للامم المتحدة بخفض أعداد البشر الذين لا يجدون مياها نقية إلى النصف بحلول عام 2015. ويتردد في دهاليز القمة أن الولاياتالمتحدة وأستراليا ترفضان القبول بهذه المقترحات.