رأى مراقبون دوليون في جوهانسبرح ان الولاياتالمتحدة تستعد لتحدى العالم مرة اخرى في قمة الارض ومعارضة أي سياسات تمس بمصالحها القومية التي مسرحها العالم كله حتى لو كانت على حساب الآخرين. ويرى هؤلاء المراقبون ان واشنطن من خلال خطابها السياسي في عهد الادارة الحالية ستتبنى استراتيجية هجومية تصفها واشنطن بانها دفاعية محافظة لرفض اي تغيير للاتفاقات الدولية للتجارة وتمويل التنمية. وفي واشنطن ابلغ مسؤولون امريكيون الصحفيين ان الوفد الامريكي سيعارض وضع اي اهداف جديدة او اقتراح تخصيص مبالغ محددة للمساعدات. وصرحوا بان الوفد الامريكي سيحاول ايضا حماية توافق الآراء حول التجارة الذي تحقق خلال اجتماعات منظمة التجارة العالمية في الدوحة في نوفمبر تشرين الثاني وايضا الذي تحقق بشأن تمويل التنمية في اجتماع مونتيري بالمكسيك في مارس. وتتعرض الولاياتالمتحدة للنقد بسبب قرار الرئيس الامريكي جورج بوش التغيب عن قمة الارض التي تفتتح في جنوب افريقيا في مطلع الاسبوع القادم. ويحضر كولن باول وزير الخارجية الامريكية الذي قيل ان متنفذين في العاصمة الامريكية ينتهزون الفرصة لتغييبه اثناء اتخاذ قرارات خطيرة الوفد الامريكي للاجتماعات. وقال المسؤولون الامريكيون للصحفيين انه خلال الاجتماعات التحضيرية لقمة جوهانسبرج حاولت بعض الدول النامية اعادة التفاوض بشأن وثائق الدوحة ومنتيري اما لالزام الدول الغنية بتقديم مزيد من المساعدات واما للتهرب من شرط تبني حكومات الدول النامية ادارة رشيدة وقال مسؤول امريكي رفيع نعتقد اننا حققنا في الدوحة ومنتيري توافقا في الاراء. لا نريد ان نشهد في جوهانسبرج اعادة لصياغة النصوص التي اتفق عليها بالفعل. وقالت مسؤولة امريكية انه في الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في نيويورك وبالي حاول بعض المشاركين وضع اهداف جديدة وطرح افكار جديدة تزيد من تمويل مشروعات التنمية في الدول الفقيرة. واضافت قولها ما نحاول القيام به هو الالتزام بتوافق الاراء الذي تحقق في مونتيري. " نريد فعلا الالتزام بالصياغة التي اتفق عليها في الدوحة ولا نعود لمناقشة بعض المطالب غير المعقولة التي تلقي على الدول المتقدمة مسؤولية تقديم قدر محدد من المساعدات او الالتزام باهداف معينة وهي كلها غير واقعية. ويقوم اتفاق مونتيري على ضرورة ان تبذل الدول الغنية المزيد لمساعدة الدول الفقيرة على التنمية على ان تضمن الدول الفقيرة انفاق هذه الاموال بصورة سليمة من خلال مكافحة الفساد وتحسين الاداء الحكومي. وانتقد المدافعون عن البيئة تغيب بوش عن القمة قائلين انه يكشف عن اخفاق في القيادة في الدولة العظمى في العالم. وكانت ادارة بوش قد اغضبت العالم بالفعل العام الماضي بانسحابها من معاهدة كيوتو التي تقضي بخفض معدلات انبعاث الغازات التي تضر بالبيئة المسببة لمشكلة الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة سطح الارض. من جهة اخرى ذكر مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة ستقدم خلال قمة التنمية المستدامة في جوهانسبورغ 5.4 مليار دولار بشكل برامج للتنمية في افريقيا. وقال هؤلاء المسؤولون ان هذه البرامج التي تغطيها مساعدات اعلن عنها في السابق واخرى جديدة، تشمل تحسين قطاعات الصحة والتعليم وتنقية المياه والطاقة وستطبق بالاشتراك بين القطاعين العام والخاص. وقال مسؤول سيشارك في الوفد الذي سيتوجه الى جوهانسبورغ برئاسة كولن باول لدينا عدد من مشاريع الشراكة التي نخطط لدفعها قدما. ومن بين المساعدات، ستخصص 3،3 مليار دولار لمكافحة امراض الايدز والسل والملاريا، نصفها اعلن عنه في برامج سابقة. كما ستساهم الولاياتالمتحدة ب970 مليون دولار لمشاريع تنقية المياه وتسعين مليون دولار لبرامج زراعية في 2003 وستين مليون دولار من اجل محميات حوض نهر الكونغو و42 مليون دولار لمشاريع للطاقة.