يعد الفنان التشكيلي فؤاد الفتيح من جيل الرواد في الحركة التشكيلية في اليمن وأحد أبرز الفنانين وتحظى أعماله الفنية باهتمام العديد من المهتمين بالفنون البصرية، وقد اقتنت أعماله عدد من المتاحف العالمية مثل متحف سان فرانسسكو ومتحف درسدن بالمانيا ومتحف العالم العربي في باريس ومتحف الفن الحديث في النرويج ومتحف كاتانيا في ايطاليا ومتحف الفن الحديث في الاسكندرية وجامعة كولونيا وجامعة تيونيفن وجامعة صنعاء وشخصيات دولية ورجال أعمال. الفتيح الذي يحمل دبلوم دراسات عليا من أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة دوسلدروف وتاريخ الفن (الدكتوراة ) من جامعة كولونيا– المانيا الاتحادية أثرى المشهد التشكيلي اليمني والعربي بإبداعاته الفنية موظفاً وبشكل ملحوظ الأساطير في العمل الإبداعي الذي يصفها بأنها تسيطر على وجدانه وتفكيره دائما. "الجسر الثقافي" حاور الفتيح عبر اتصال هاتفي معه من مدينة عدن باليمن: المشاهد لأعمالك يلمح رؤى عديدة فما هي الرؤى التي تقف عندها في نصوصك البصرية؟ - الرؤى التي احملها عديدة ومنها على سبيل المثال عندما أقف أمام اللوحة كانت ورقية أو قماش وأبدأ بحركة من يدي دون أن احدد ما أريد ان ارسمه وبعدها يتضح الطريق أمامي من أول لون أخطه على الورق بالفرشاة وتبدأ ملامح اللوحة بالظهور تدريجيا إلى أن أصل إلى نهايتها ولا احدد غالبا رؤى محددة وأعطي للمشاهد حرية التعبير عما يفهمه أو يشاهده أمامه واعني المشهد الذي رسمته وبالتالي أنا لا احدد كما ذكرت سابقا رؤى معينة لأرسمها وأعالجها في أعمالي الفنية. يعزو بعض النقاد العرب والمتابعين لتجربتك الفنية بأنك مازلت أسير توظيف الأساطير في أعمالك الفنية؟ - بصراحة الأساطير وتوظيفها في اغلب أعمالي الفنية موضوع يسيطر على وجداني وتفكيري دائما .. لأني لم أجد في واقعنا الحالي أي وطننا العربي ما يلفت انتباهي فالأساطير تستحوذ علي بشكل كبير لأنها الأجواء الذي أتنفس من خلالها ولأبتعد عن عالمنا الحالي الذي يسيطر عليه العنف والفوضى فالخيال يعطيني العبور إلى عوالم أخرى لا نهاية لها. * لماذا يغلب ( التيار الواقعي ) في نتاج الجزء الأكبر من أعمال الفنانين التشكيليين اليمنيين؟ -الطبيعة الجميلة وتنوعها في بلاد اليمن من هضاب خضراء وجبال شاهقة وبحر وجزر عديدة في اغلب حدودها فثمة تنوع جغرافي فريد من نوعه جذب الفنان اليمني إلى ذلك فانبهر به وخطه في لوحاته. اللوحة .. ماذا تعني للفنان التشكيلي فؤاد الفتيح؟ - اللوحة تعني لي الكثير فمن خلالها أحط عليها معاناتي وهواجسي وأحلامي ومن خلالها أيضاً أتنفس وانبهر بهذه الحياة وأترجم أحاسيسي بالخطوط والألوان .. وعندما اجلس وأنا أعالج كالطبيب إحدى هذه اللوحات اجلس بالساعات أمامها ابحث بين ثناياها أي فراغ يجب أن تملأه ريشتي ويخطه قلمي فهي جزء من حياتي. ماهي السبل للارتقاء بالحوار بين اللوحة والمتلقي في مجتمعاتنا العربية ؟ - هذا سؤال جميل وراقي فعندما نريد ونبحث للارتقاء بهذا الحوار بين اللوحة والملتقي 'فيجب أن نرتقي بالمشاهد العربي الذي يحاول فهم وقراءة اللوحة التي يقف أمامها ... وأقول هنا لابد أن تهتم دولنا العربية بثقافة الإنسان العربي وتكيف مجالات التعليم من خلال توفير مجالاته وتنوعه من مدراس ومعاهد وجامعات وإعلام بصري ومكتبات عامة ومتاحف فنية ثابتة ومتنقلة وبهذا يرفع مستوى المواطن وتزيد ثقافته وفهمه واستيعابه للوحات الفنية. .. وكيف نرتقي بفننا التشكيلي العربي المعاصر؟ - كما ذكرت سابقا حول موضوع الارتقاء بالفن التشكيلي فهذا يأخذنا إلى جوانب عدة منها تحفيز الإنسان العربي لفهم أوسع واشمل تجاه اللوحة الفنية ومدى أهميتها في حياتنا فهي الذاكرة والتاريخ لمرحلة حياتية نمر بها فاللوحة هي التاريخ.. وهي اللحظة ومنها ندرس مرحلة ما من حياة الإنسان العربي عبر مراحل الماضي والحاضر والمستقبل وذلك بالتوجه الجاد والدائم بتشجيع إقامة المعارض الفنية والكتابة حولها وفهمها ومعرفة ما يريد أن يرسله الفنان إلينا عبر هذه الرسائل البصرية. كيف ترى تجارب التشكيليين السعوديين في المحترف السعودي؟ - اعتقد انه لا اختلاف بين تجارب التشكيليين السعوديين وإخوانهم التشكيليين العرب كثيرا فإنها في اغلبها تصب في نقل الواقع المعاش في أعمال واقعية جميلة واذكر أني لمست في زيارتي منذ فتره إلى المملكة اهتمام الفنانين السعوديين بالفن التجريدي وخاصة الحروفية وتصويره في قالب فني جميل, وبالتالي أشيد من خلالكم بالفن التشكيلي السعودي وحسب ما اذكره من زياراتي الى السعودية ان هناك نشاطا مثمرا في السعودية في المجال التشكيلي بشكل ملحوظ.