أفتتح المهندس لؤي حكيم المعرض الشخصي الأول» زمانك يا اسكندرية» للفنانة التشكيلية المصرية الدكتورة غادة النجار وذلك مساء يوم الأحد الماضي بأتيلية جدة للفنون الجميلة ..يستمر المعرض حتى يوم الثلاثاء المقبل 26 مارس2013م. تقول التشكيلية غادة النجار في حوار مع»الجسر الثقافي» عن الرؤى الفنية التي سعت لتوظيفها في لوحاتها : في لوحاتي أحببتُ أن أبرز الجمال وخصوصاً في فترة معينة من عصر الخمسينات والستينات الميلادية أبرزت المباني الأثرية والأماكن الجميلة وروح الناس في المكان ، كما يجد المتلقي في لوحاتي الحركة .. حركة الناس على البحر والمرح . مضيفة : أصوّر في لوحاتي المرأة ودورها بشكل مثالي وأبرزها بشكل جميل ومتفائل غير التقليدي . وعن ميلها للمدرسة التكعيبية من خلال لوحاتها التي عرضتها في المعرض وعددها 37 لوحة قالت : أميل للمدرسة التكعيبية ولكن مع إعطائها شيئا من المرونة الواقعية. وحول التكنيك التي تستخدمه في لوحاتها تقول : أستحدم تكنيك ألوان الاكريلك بطريقة التصوير الزيتي ،بحيث ترى أقرب شيء في اللوحة بوضوح وبتفاصيله وترى الأشياء البعيدة بحيث أنها بعيدة فعلاً. هذا وقد تحدث عدد من النقاد عن أعمال النجار ،حيث يقول الناقد المغربي محمد الشهدي : بوحدة الموضوع واستعارة آنية المكان استهلّت الفنانة غادة النجار مسارها الفني . . ويعتبر معرضها الحالي بأتلييه جدة انطلاقة جيدة وكذا إثباتا لهويتها الفنية . . وبالتالي جواز مرور لا غبار عليه يؤهلها للمضي بثقة للارتقاء الإبداعي . . فاستدعاؤها للمكانية من الزاوية الحسية والمتمثلة في ملامح مدينتها الإسكندرية . . أعطى انطباعاً بشيءٍ كردِّ الجميل من الفنانة للمكان الذي أغدق على مخيلتها لتتكوّن من خلاله إرهاصات جنينية حركت هي كذلك انتباهها إلى دواخلها لتعتمد بهكذا إحساس أنها مشروع فنانة . . ووحدة الموضوع التي قدمت بها نفسها ساعدت على استنطاق مكنونها التقني سواء على مستوى الانتشار اللوني والثراء فيه . . أو التنوّع التعبيري بما فيه إلباس شخوصها ،وكذا الأماكن أكثر من تقنية . . وهذا يصب في التأكيد بأن معرضها هو بمثابة أطروحة ستتسلق بعدها الفنانة هامة البحث الفني . كما تحدث الفنان والناقد التشكيلي السعودي عبدالله ادريس قائلاً :» تحيلنا لوحات الفنانة غادة النجار الى بيئة ومناخات الاسكندرية مدينتها وملهمتها وهي ما لبثت تستدعي ذاكرتها البصرية ومشاهدتها من هذه المدينة العريقة .فتبدو المشاهد البحرية لسفن الصيد والبحارة مقرونة بإضاءات الاصفر وعتمة الازرق ,هذا الهرموني اللوني هو نتاج امتزاج ذاكرة الفنانة ببيئتها مقابل بيئة اقامتها في جدة والتي تتشابه مع الاسكندرية الى حد كبير في محاولتها لإقصاء المشهد الواقعي دون محاكاة تعمد الفنانة الى إعادة صياغة هذا المشهد عن طريق المساحات الهندسية المتناغمة والمتناسقة ويجمع فيما بينهما اللون الذي يمحو حدود الخطوط وتحديد المساحات لتصل باللون الى مسافات من البعد الموسيقي والنفسي والروحي وكأنها تريد الابتعاد عن التعبير التقليدي بالظل والضوء والمنظور .مضيفاً :»يتعدد المشهد في اعمال الفنانة غادة من المشاهد البحرية لبيئة الاسكندرية إلى مشاهد القرى والأرياف ونماذج الموروث الشعبي لملابس القرويات والعادات السائدة بالريف المصري . ويتابع أدريس : «الفنانة غادة النجار مسكونة بالمشهد البيئي والتراثي في شكل وقالب فني يرتكز للون والمساحات البنائية فيما تطل الذات الشخصية للفنانة من خلال هذا المشهد في محاولة لتأكيد حضورها وترك بصمتها وهو ما يأتي في أعمالها القادمة . بينما يرى الفنان والناقد التشكيلي طلعت عبدالعزيز أن غادة النجار تصارع بالزمن أمواج الأسكندرية .. وإذا كان الفن التشكيلي يشكل جزءً لا يتجزء من المتعة البصرية والرفاهية الحسية عندما تعبر اللوحة من خلال الرؤية لتترجم كافة الحواس مجتمعة هذا المشهد وتتفاعل معه مستحضرة التجربة الحسية من خلال الرؤية .. لتشكل احساسا بالجمال ومتعة المكان وذكريات الزمان .. - بهكذا تعبير نقلتنا الفنانة غادة النجار إلى تنشيط حاسة الشم لرائحة الإسكندرية وترابها الزعفراني إلى شوارعها التاريخية ومبانيها العتيقة .. التي تروي قصة كفاح ونضال عاصمة من أهم عواصم العالم تاريخا وحضارة .. فتفاعلت حواسنا الجمعية من خلال رؤيتها اللونية على مسطح اللوحة . - ويضيف الناقد طلعت عبدالعزيز:» المتأمل للوحات غادة النجار في انتهاجها للمدرسة التكعيبية البسيطة يدرك القيمة الفنية والمعمارية للأسكندرية واستلهام اساطيرها الأغريقية وهي تخاطب القيم اللمسية لمكونات اللوحة لتحفز المتلقي علي المزيد من التفكير والذكريات .. كما وإنها تحكي سيرة ذاتية للفنانة من خلال التطور الطبيعي لأعمالها .