اريد ان افهم الحب الخالص، المخلص، المنزه، الحب الذي بلا غرض، وبلا هدف، وبلا مطامع، الحب الروحاني المجرد، الحب الذي تصفه قارئاتي من كل الأعمار، خاصة تحت الثلاثين، وخاصة اكثر تحت العشرين! الحب الذي كتبت عنه ذكاء، وهناء، وسهر، وهناد، وناهد، وبشائر، ومشاعر، ونجاة، وحياة، وعشرات، بل ومئات، بل وآلاف من قارئاتي على مدار السنوات الماضية. اريد ان أفهم هذا الحب، واريد ان اعرف اين وجد، ومتى وجد، واين يوجد، ومتى يوجد، واين سيوجد ومتى سيوجد؟ فتشت في الماضي وفي الحاضر وفتشت في المستقبل ايضا، فلم أجد لهذا الحب وجودا! فتشت في القرى والمدن، وشواطىء البحار ورمال الصحراء، وفي الأكواخ والقصور، فلم أجد لهذا الحب، مكانا كما لم أجد له زمانا! آنساتي سيداتي الحب الذي تتحدثن عنه غير موجود في الصيدليات، ولافي الاعشاب، ولا في محلات البقالة، ولا في السوبر ماركت، ولا في اسواق جدة، ولا القاهرة، ولا الرباط، ولا في شوارع لندن وباريس ونيويورك، الحب الذي تتحدثن عنه موجود في مكان واحد، ومتوفر في مكان واحد، هذا المكان هو دواوين الشعر وروايات الغرام، وافلام العشق والهيام!! الحب المنزه الخالص المخلص الذي يضحي فيه الحبيب بحياته من أجل من يحب، ليس له سوابق، اقصد لم يكن له وجود ولا هو موجود، ولا سيكون! هذا الحب الذي تتحدثن عنه ولا مؤاخذة مجرد أوهام عبيطة وساذجة وقاصرة، وكما تقول الفلسفة، الشيء الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع، غير موجود، وذلك لأسباب واضحة، وقاطعة، واقعية ايضا!! الحب المجرد لا يوجد الا اذا وجد الانسان المجرد، الانسان المجرد من الأهواء والرغبات والتطلعات والنزوات والأحلام ايضا، وهذا الانسان غير موجود، فاذا وجد فهو ليس انسانا ولا علاقة له بعالمنا في ماضيه وحاضره ومستقبله. اننا نستطيع ان نقول في النهاية ان الحب صفقة فيها كل ما يدور في الصفقة من شروط، ومن حوارات، ومن مناقشات العاطفة في هذه الصفقة عنصر حاسم، ولكنها ليست العنصر الوحيد، وما دامت هذه الصفقة لها شروط وحدود، وثمن فهي ببساطة "بيزنس" فالحب "بيزنس" أيضا!! على حافة الصمت: الماضي: اجمل مافي الماضي انه لا يعود!