قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية امس الخميس نقلا عما وصفته ب(إطلاع واسع المدى) قام به جنرالان أمريكيان لنظرائهما الاسرائيليين والاردنيين، أن الولاياتالمتحدة تخطط لمهاجمة العراق في موعد أقصاه 30 نوفمبر القادم. وقالت معاريف أنها حصلت على التفاصيل الكاملة لهذا (الاطلاع)، الذي قالت أنه حدد خطة الهجوم الامريكية. وقالت الصحيفة أن الجنرالين قالا أن هدف الخطة هو القضاء على الرئيس العراقي صدام حسين. في موسكو قال ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة العلاقات الدولية فى المجلس الفيدرالى الروسى ان الولاياتالمتحدةالامريكية ستوجه ضربة عسكرية للعراق فى الذكرى الاولى لهجمات الحادى عشر من سبتمبر. واضاف فى تصريح بثته وكالة (انترفاكس) الروسية ان اختيار الذكرى الاولى للعمليات الارهابية على مدينتى نيويوركوواشنطن سيؤمن للادارة الامريكية دعما شعبيا واسع النطاق كما أن من شأن اختيار واشنطن لهذا التوقيت أن يضع حلفاء الولاياتالمتحدة فى وضع لن يسمح لهم بالتخلى عن دعمها فى سعيها لتغيير النظام السياسى فى العراق بعد أن تمكنت من انجاز هذه المهمة فى أفغانستان على حد قوله. وبحسب مارجيلوف فان الادارة الامريكية ستستثمر الضربة العسكرية ضد العراق لتحسين فرص الحزب الجمهورى للفوز فى الانتخابات المرحلية للكونجرس المقرر اجراؤها فى الثامن من نوفمبر المقبل لاسيما وأن الديمقراطيين يتمتعون حاليا بحظ أكبر للفوز فيها. ووفقا للرواية الاسرائيلية فمن المفترض أن يبدأ الهجوم بضربة جوية (كبيرة)، يصاحبها هجوم بحري بالتوازي. وفي تلك الاثناء ترسو قوات برية في العراق وتتجه إلى مخبأ صدام حسين. ورغم أن الجدول الزمني للخطة تحدث عن هجوم يستمر (عدة أسابيع), فقد قال التقرير أن الخطة ستستمر طالما كان استمرارها لازما للقضاء على صدام. ونقلت معاريف عن أحد الجنرالين قوله للضباط الاسرائيليين أن الولاياتالمتحدة ستحاول منع العراق من القيام بضربات انتقامية على إسرائيل. موقف اوروبي جماعي يسعى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى الذين يعقدون اليوم الجمعة وغدا السبت سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية فى منتجع /السنير/ شمال كوبنهاجن الى بلورة موقف اوروبى جماعى تجاه التهديدات الامريكية الحالية بشن حرب ضد العراق. ويرأس هذه الاجتماعات وزير الخارجية الدنمركى بير شتيغ مولير الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى. وقالت مصادر المجلس الوزارى الاوربى فى بروكسل ان الاتحاد الاوروبى الذى تحفظ رسميا حتى الان عن اتخذ اى موقف جماعى تجاه ادارة الملف العراقى يواجه صعوبة سياسية فعلية فى بلورة موقف موحد رغم المعارضة الفعلية والصريحة لاغلبية دوله لخيار الحرب الحالى. وقال مصدر أوروبى ان وزير الخارجية البلجيكى لوى ميشال والذى دعا فى وقت سابق من العام الحالى الى مبادرة اوروبية جماعية تجاه العراق سيكرر نفس الموقف خلال الاجتماعات الاوربية وسيحاول اقناع زملائه بضرورة ان يقوم الاتحاد الاوربى بدور حاسم وفعلى للحيلولة دون نشوب حرب مدمرة فى المنطقة ستكون وخيمة العواقب سياسيا واقتصاديا وانسانيا. بريطانيا تريد توجيه انذار أولا في لندن اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس الخميس ان الحكومة البريطانية مستعدة للنظر في اقتراح تقدمت به لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم بتوجيه انذار الى الرئيس العراقي صدام حسين ليوافق على عودة مفتشي الاممالمتحدة لازالة الاسلحة العراقية. وقال سترو في رده الرسمي على تقرير مخصص للارهاب وضعته هذه اللجنة البرلمانية ان (الحكومة ستدرس هذه التوصية)، مؤكدا من جديد ان (على العراق ان يقبل بقرارات الاممالمتحدة خصوصا ذات الصلة بعمليات التفتيش عن الاسلحة). وتأتي فكرة توجيه انذار في وقت تسعى فيه لندن على ما يبدو للابتعاد عن موقف حليفتها الولاياتالمتحدة بشأن قلب النظام العراقي حتى بالقوة. وقد صرح سترو الاسبوع الماضي ان شن عملية عسكرية على العراق لن يكون ضروريا في حال قبول الرئيس صدام حسين بعودة المفتشين الدوليين (بدون قيود او شروط) في حين تشدد واشنطن على تغيير النظام في بغداد. جيران العراقايرانوتركيا اضافة الى الدول العربية يعارضون بشكل واضح ضرب العراق فقد جدد الرئيس الايرانى محمد خاتمى معارضة بلاده للتهديدات الامريكية بشن حملة عسكرية ضد العراق. واعتبر فى حديث اوردته وكالة الانباء الايرانية امس وجود الاوساط المتشددة الداعية للحرب فى الادارة الامريكية والتى تحمل افكارا خطيرة خلافا للمصالح الامريكية العالمية داعيا المجتمع الدولى الى معارضة قراراتها. واضاف انه بالرغم من ان ايران تضررت اكثر من باقى الدول من قبل العراق الا انها تعتقد ان التدخل فى شؤون الدول الاخرى واللجوء الى القوة والغطرسة اخطر من وجود انظمة غير صالحة. واكد الرئيس الايرانى انه لو قامت الولاياتالمتحدة باى عمل سيئ فانها ستلحق الضرر بالمنطقة والعالم اجمع محذرا الساسة الامريكان من مغبة اى عمل عسكرى. قال: اننا لانرحب بالهجوم الامريكى وننصحهم بالكف عن مثل هذه الاساليب وعليهم الا يقوموا باعمال تؤدى الى الحاق الضرر بمصالح الشعوب. وتركيا تفضل تسوية سلمية صرح المسؤول في وزارة الخارجية التركية اوغور زيال في ختام محادثات اجراها الثلاثاء والاربعاء مع مسؤولين اميركيين ان تركيا اكدت للولايات المتحدة انها تفضل (تسوية سلمية) للمسألة العراقية. وقال زيال في محاضرة في مركز للتحليل والابحاث في واشنطن (نأمل ان تحل المسألة العراقية بطريقة سلمية). واضاف (نتعهد العمل مع حلفائنا واصدقائنا لاعطائهم النصائح والآراء حول كل الاحتمالات من اجل التوصل الى منع ما يتم انجازه في العراق من ان يؤدي الى تعقيدات اكبر في المنطقة). وقال المصدر نفسه ان زيال اجرى حوارا في اتصال عبر الاقمار الاصطناعية مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والمستشارة الرئاسية لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. وتعارض انقرة عملية عسكرية ضد العراق خوفا من انعكاساتها على الاقتصاد التركي الذي يواجه ازمة وزعزعة استقرار المنطقة وخصوصا اقامة دولة كردية في شمال العراق الحدودي يمكن ان تحيي التطلعات الانفصالية لاكراد تركيا. وقال زيال (ننصح اصدقاءنا الاميركيين بان يفكروا في النتائج عندما يقومون باي عمل), مؤكدا ان (مكافحة الارهاب امر جيد لكن يجب الا يؤدي الى ايجاد بؤرة محتملة للارهاب). تحذير من تفكك التحالف الدولي ضد الارهاب أعرب رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الحاكم لشؤون السياسة الخارجية النائب غيرنوت ارلر عن اعتقاده بأن قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد العراق قد يؤدي الى تفكيك التحالف الدولي ضد الارهاب. وقال ارلر في حديث لمحطة الاذاعة الالمانية (دويتشلاند راديو) امس انه في حال قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه الضربة فقد يؤدي ذلك الى نشوب أزمة في العلاقات عبر الأطلسية وانهيار التحالف ضد الارهاب. وأعرب عن اعتقاده بأن انهيار التحالف سوف يضع أكبر نجاح سياسي تم تحقيقه بعد الحادي عشر من سبتمبر موضع تساؤل. وعلى صعيد متصل لم يستبعد المنسق العام للعلاقات الالمانية الامريكية كارستين فويغت في الحزب في حديث مماثل قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق بمفردها مضيفا انه في حال قيام الولاياتالمتحدة بهذا الاجراء فان الصراع بين الولاياتالمتحدة واوروبا لن يتسبب في زعزعة القواسم المشتركة للجانبين. وعما اذا قامت الولاياتالمتحدة فعلا بتوجيه الضربة اجاب فويغت في حديث لصحيفة (برلينر تسايتونغ) الألمانية الصادرة امس ان الأمر يعتمد حاليا على موافقة الحكومة على الضربة وهذا الذي تؤيده الحكومة الامريكية مبدئيا بيد أن المواقف متباينة في الكونغرس ازاء القرار.