قال العراق امس انه لا يزال هناك مجال للحل الدبلوماسي لتجنب الحرب الا انه على بغداد ان تتحضر للحرب لان واشنطن لا تريد حلا سلميا. وقال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان//نعتقد ان الحوار لم ينقطع بعد لكن يعترضه الضغط الامريكي والحوار هو الطريق الصحيح لحل اي مشكلة ان وجدت//.واضاف //اي احتمال ممكن نحن لا نأخذ التهديدات بشكل هزلي ولا نأخذها بشكل قدري لكل الاحوال من حق كل شعب ومن حق كل امة ان تدافع عن نفسها.// يأتى ذلك فى الوقت الذى تتزايد فيه المعارضة الدولية للتهديدات الامريكية بضرب العراق ففى الولاياتالمتحدة شرعت منظمة شعبية امريكية فى تنظيم حملة سياسية واعلامية واسعة النطاق داخل الولاياتالمتحدة تستهدف حث الرأى العام الامريكى والكونجرس على الوقوف بحزم وقوة ضد عزم الرئيس بوش على شن حملة عسكرية ضد العراق .. وتتضمن عقد اجتماعات سياسية وتظاهرات احتجاج فى جميع الولاياتالامريكية لابراز وتصعيد معارضة الرأى العام الامريكى لضرب العراق . واكدت المنظمة التى تطلق على نفسها /سيروا الى الامام/ فى بيان لها ان البيت الابيض يخطط لشن حملة عسكرية مدمرة على العراق متجاهلا مظاهر القلق من جانب اوساط الشعب الامريكى وتحفظات اوساط الكونجرس واعتراض الدول الحليفة والصديقة . واوضح ويس بويد رئيس المنظمة التى تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها انه يقوم حاليا بجمع التوقيعات على عريضة احتجاج شعبية تطالب الكونجرس باعتماد قرار يقضى بمنع الرئيس بوش من شن حملة عسكرية ضد العراق .. مشيرا الى انه تمكن من جمع اكثر من مائة الف توقيع للمواطنين الامريكيين المناهضين لفكرة ضرب العراق حتى الآن. وكانت وسائل الاعلام الامريكية قد كشفت فى وقت سابق من هذا الاسبوع ان ال جونزاليس المستشار القانونى للبيت الابيض قد ابلغ الرئيس بوش بان الدستور الامريكى يخوله شن حملة عسكرية ضد العراق دون الحصول على موافقة الكونجرس الامريكى . وفى بريطانيا اكدت تقارير صحفية واستطلاعات للرأى تزايد المعارضة فى صفوف نقابات العمال وناخبى حزب العمال الحاكم لاى دعم بريطانى للهجوم على العراق بقيادة الولاياتالمتحدة . واوضحت صحيفة /الجارديان/ ان تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى سيواجه موقفا سياسيا حرجا ودقيقا بشأن العراق خلال مؤتمر نقابات العمال ومؤتمر حزب العمال فى شهر سبتمبر القادم بعد ان اشار آخر استطلاع للرأى الى ارتفاع نسبة المعارضين لاى عمل عسكرى ضد العراق . وكشف الاستطلاع الذى نشرته الصحيفة البريطانية نتائجه اليوم ان /52 بالمائة/ من ناخبى الحزب يرون ضرورة امتناع بلير عن دعم او تأييد السياسة الاميركية حيال العراق. وقالت الصحيفة ان نتيجة الاستطلاع تظهر تزايد نسبة المعارضين لضرب العراق مقارنة مع استطلاع مماثل اجرى فى مارس الماضى . ولم تعد نسبة مؤيدى تقديم دعم غير مشروط لواشنطن ضد العراق تتجاوز /30 بالمائة/من ناخبى حزب العمال . وفى فرنسا اكد دومينيك دوفيل بان وزير الخارجية الفرنسى مجددا رفض بلاده القيام بعمل عسكرى ضد العراق بدون صدور قرار بهذا الشأن عن مجلس الامن الدولى .الا ان الوزير الفرنسى انتقد لدى افتتاحه المؤتمر السنوى لسفراء فرنسا فى الخارج العراق /لتحديه القوانين الدولية التى حددها مجلس الامن منذ سنوات وفرضه مشاكل امنية على جيرانه/.. موضحا ان مثل هذا المسلك لا يمكن ان يقبل به الاوروبيون لما ينطوى عليه من نتائج سلبية. ودعا دوفيل الى الحفاظ على اكبر قدر من الحزم فى المطالبة بالعودة غير المشروطة لمفتشى الاممالمتحدة الى العراق لتجنب اللجوء الى العمل العسكرى . كما اعلنت الهند وهى من مؤسسى حركة عدم الانحياز امس معارضتها بشدة للتحرك عسكريا ضد العراق. ورغم تحسن العلاقات بين الهندوالولاياتالمتحدة فى السنوات الاخيرة الا ان نيودلهى اعلنت رفضها لاستخدام القوة ضد اى دولة. وكان ياشوانت سينها وزير الشؤون الخارجية الهندى قد قال للصحفيين الاسبوع الحالى / نحن واضحون جدا بشأن عدم اللجوء الى العمل العسكرى ضد اى دولة خاصة بغرض تغيير النظام./ وابلغ مسؤول بوزارة الخارجية الهندية ان موقف الهند بشأن العراق لم يتغير. وقال / سياستنا متسقة ولن تتغير خلال الايام او الاسابيع القليلة القادمة./ وفى المانيا رفض المستشار الالماني غيرهارد شرويدر مجددا مشاركة المانيا في حرب قد تشنها الولاياتالمتحدة على العراق منوها بان اكثر ما يحتاج اليه الشرق الاوسط حاليا هو السلام وليس الحرب.جاء ذلك في كلمة القاها شرويدر في مدينة بوتسدام الشرقية القريبة من برلين الليلة الماضية في اطار الحملة الانتخابية التي يقودها في البلاد قبل اجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 22 من سبتمبر القادم .ويأتي تصريح شرويدر هذا كرد فعل على تصريحات نائب الرئيس الامريكي ريتشارد شيني التي ادلى بها مؤخرا واكد فيها على ضرورة شن هجمة وقائية على العراق. واوضح المسؤول الالماني الذي قرر حزبه منذ بدء الحملة الانتخابية جعل الملف العراقي واحدا من اهم مواضيع الحملة بانه كان من البديهي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبرالوقوف الى جانب الولاياتالمتحدة وانه يتعين ان تتم مناقشة الخلافات في الآراء بين الاصدقاء بصراحة. وعلى صعيد متصل انتقد شرويدر في حديث لمحطة التلفزيون الالمانية الخاصة ار تي ال تصريحات شيني واتهم الولاياتالمتحدة بتغيير موقفها مضيفا ان الخطا يتمثل في التغيير في الهدف وفي ذلك اشارة الى ان الهدف ينبغي ان يتمثل في عودة فريق الاممالمتحدة الى العراق للتفتيش عن اسلحة الدمارالشامل. ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر تصريحات تشيني في حديث لصحيفة فلينسبورغر تاغيبلات الصادرة في مدينة فلينسبورغ الشمالية بانها خطر وخطا. وحذر في الوقت نفسه من تفكك التحالف ضد الارهاب مؤكدا على تضامن المانيا مع مكافحة الارهاب منوها بانها لا تريد ان تقع في الاوسط. فى الوقت نفسه ذكرت وكالة الانباء اليابانية /كيودو/ ان مسؤولين امريكيين و يابانيين بدأوا محادثات فى طوكيو امس يتوقع ان يكون فى مقدمة جدول اعمالها مسألة توجيه ضربة عسكرية امريكية للعراق. ونقلت الوكالة من موقعها على الانترنت عن مسؤولين يابانيين وصفهم المحادثات التى يترأس فيها الجانب الامريكى نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج والجانب اليابانى نائب وزير الخارجية يوكايو توكيوتشن بانها حوار استراتيجى يهدف الى مناقشة سبل تعزيزالعلاقات بين البلدين فى القضايا الامنية والاقتصادية. وذكرت ان الرئيس الامريكى جورج بوش ورئيس الوزراء اليابانى جونتشيرو كويزومى اتفقا خلال لقائهما فى شهر يونيو الماضى على عقد مثل هذا الاجتماع. وقالت انه لايستبعد ان يناقش ارميتاج وتوكيوتشن خلال اجتماعهما الخطط المطروحة لاسقاط النظام العراقى لوضعها كارضية للمحادثات المقررة ان تتم بين بوش وكويزومى فى 12 من سبتمبر المقبل.