قرأنا كثيرا ونقرأ في ( ميدان اليوم) وغيره عن ضرورة اصلاح حالنا الكروي المحلي والعربي وقد انتهت قبل فترة بطولة كأس العالم في كرة القدم والتي شاركت في إقامتها كل من اليابانوكوريا الجنوبية وتوجت البرازيل بعد فوزها المستحق في المباراة النهائية على ألمانيا بهدفين مقابل لا شيء. وبالطبع نتساءل نحن شعوب العالم العربي عن السر في لزومية الإخفاقات المتكررة في جميع بطولات كأس العالم بالرغم من الوصول الى التصفيات النهائية والتأهل للبطولة .. في حين كان الغير مثلنا يوما ما وأصبح الآن يشار اليه بالبنان. واليابان أبرز الأمثلة ومن بعدها تركيا.. فاليابان ما زلت أذكر أن منتخبها كان يتلقى الهزيمة تلو الأخرى في منافسات أمم أسيا المختلفة والتي فزنا نحن العرب بعدة دورات منها .. ومنتخب اليابان لم يكن بذاك الذي يحسب له حساب. ولننظر الآن للمنتخب الياباني .. صار شرسا ووصل كأس العالم عدة مرات بل واستطاع مناصفة كوريا الجنوبية في تنظيم المونديال لأول مرة في القارة الآسيوية .. وبالمثل تركيا التي كان منتخبها لا يختلف عن أي فريق أوروبي أو آسيوي متواضع .. انظر الى الفريق التركي الى أين وصل على المستوى الذي نراه وما حققه في كأس العالم 2002 م وحصوله على الترتيب الثالث على العالم بعد فوزه على منتخب كوريا الجنوبية. وهذا يقودنا الى التساؤل ..كيف نجحت البرازيل بالفوز بكأس العالم ولماذا يعتبر منتخبها أقوى المنتخبات في العالم؟ هل المال هو السبب . وكلنا يعرف الحالة الاقتصادية للبرازيل وديونها بمئات المليارات من الدولارات .. هل عامل السكان هو السبب ؟ بالطبع لا وليس شرطا أبدا في التفوق الكروي والا كانت الصين زعيمة الكرة العالمية .. هل الموهبة إذا هي السبب؟ لا اعتقد ذلك سببا رئيسيا .. لأن المواهب أساسا تنمو وتترعرع وفي البيئات الغنية بصورة أكبر من تلك الفقيرة .. لكن شخصيا اجد أن عامل الجدية والإصرار على اثبات الذات وتعويض بعض النقص هو السبب في الإنجازات البرازيلية .. انهم يلعبون على الشواطئ وشوارع الحارات.. الكرة في دمهم كما تقول العامة .. ولأن أغلب الأطفال الذين يلعبون الكرة من الطبقة الكادحة الفقيرة.. تجد ان دوافع تحسين العيش واثبات الذات تقوي وتؤثر على مستوى الأداء بشكل يصل الى الإبداع والتجويد .. لأنه ان أبدع تكن فرص الوصول الى الأندية كبيرة وبالتالي الوصول الى المنتخب ومن بعده او قبله الاحتراف بالخارج والذي يعني أن أبواب النجاح وبناء المستقبل قد فتحت له ولأهله. وعموما هذه المقدمة الطويلة لأصل الى الكرة العربية وتحديدا كرتنا الخليجية لنقول ان على المسئولين في الإدارات الرياضية التي تشرف على المنتخبات الخليجية ان ترسم لمنتخباتها خططا جدية وتحليلهم الى أشبه بتروس ميكانيكية ضخمة تعمل على الدوام وبكل جدية الى الدرجة التي تظهر ذلك على وجوههم .. يجب ان نرى الجدية متجسدة على وجه كل رياضي وهذا هو العامل الوحيد الذي سيدفع الجميع الى تحقيق المكانة الرياضية التي نطمح لها لمنتخباتنا الخليجية.. والتي سيكون لها دور فعال في بطولات كأس العالم القادمة إن شاء الله. د. محسن الشيخ ال حسان