لم يعد لدى اللاعب الآسيوي الدولي أمر يشغله سوى بطولة كأس الأمم، مع تبقي 48 ساعة فقط، لإطلاق صافرة البداية من العاصمة القطرية الدوحة مستضيفة الحدث. وتشهد الساحة تكثيف المنتخبات تحضيراتها في ظل تزايد عدد المتنافسين على اللقب ما يجعل مهمة الظفر بلقب بطولة كأس الأمم الآسيوية صعبا على من سيتوج به لاصطدامه مع منافسين يشاركونه ذات الطموح، ولن يرضوا بالاكتفاء بمشاركة مشرفة دون التتويج بالذهب. ويأمل المنتخب العراقي حامل اللقب في تكرار إنجازه الأخير، خصوصا أن تشكيلته، شهدت تغييرات طفيفة، حيث سيكون سلاح «أسود الرافدين» خلال مجريات البطولة متشكلا في خبرة العناصر التي يمتلكها مثل الثنائي يونس محمود ونشأت أكرم. وحاول المدرب الألماني سيدكا تبرير موقفه بعدم الزج بأسماء شابة في التشكيلة، بتأكيده على أن الكرة العراقية لم تبرز مواهب مميزة في الفترة الأخيرة، وهو ما جعله مضطرا للمحافظة على الأسماء التي جلبت اللقب للمرة الأولى في تاريخ العراق. ورمى سيدكا الكرة في ملعب اللاعبين المحترفين خارجيا: «المحترفون الآن هم أكثر من غيرهم يستطيعون تحمل مسؤولية الدفاع عن اللقب، فهم يلعبون في أندية خارجية ويتمتعون بالخبرة والتجربة، ونأمل أن يعيدوا ما حققوه عام 2007». ولن تكون مواجهات العراق سهلة نسبيا في الدور الأول على أقل تقدير مثلما حدث في مشاركته السابقة، كونه سيصدم بمنتخبات قوية بمجموعته التي تضم كوريا الشمالية وإيران والإمارات، على عكس النسخة السابقة التي لعب فيها مع منتخبات متواضعة مثل تايلند. واستعد المنتخب العراقي للبطولة من خلال المشاركة في دورة غرب آسيا ثم كأس الخليج الأخيرة باليمن، إضافة إلى خوضه عدة مباريات ودية جاءت مع قطر والهند والكويت وسورية، ومنتخب المملكة والصين. تعويض الصدمة وبعيدا عن حامل اللقب، وبعد الصدمة التي وجهها له منتخب المملكة في 2007 بإقصائه من الدور نصف النهائي، يسعى المنتخب الياباني للتعويض بإضافة لقب قاري رابع في رصيده. واستطاع المنتخب الياباني فعليا تجاوز أزمة الخروج بأدائه المتميز ببطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا وعبوره للدور الأول للمرة الأولى خارج أرضه. ويخوض المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني أول بطولة رسمية رفقة المنتخب الملقب ب «محاربي الساموراي» بعد أن تسلم مهمة رئاسة الجهاز الفني عقب نهائيات كأس العالم، وأكد أن لديه ما يقدمه مع اليابان، وأن طريقته الجديدة سيكون لها دور بارز في تحسن الأداء. ويهدد زاكيروني منافسيه على اللقب بطريقة نهجه غير التقليدي، مؤكدا أنه سيعتمد على خطة اللعب 3/4/3 التي فاز بها مع فريق ميلان بالدوري الإيطالي عام 1999. والتي جربها مع اليابان وحقق بها فوزا تاريخيا على الأرجنتين بمباراة ودية. وشهدت الأيام الأخيرة عودة أغلب اللاعبين للمعسكر الإعدادي بما في ذلك بعض المحترفين خارجيا، مثل لاعب سيسكا موسكو الروسي «هوندا»، باستثناء الثنائي تومواكي ماكينو وهاجيمي هوسوجاي نظرا لسفرهما إلى ألمانيا للتوقيع على عقديهما الاحترافيين مع ناديي كولن واجسبورج، حيث يلتحقان بالبعثة بعد وصولهما إلى الدوحة. وقفة التاريخ وإن كان العراق يعول على عناصر الخبرة واليابان على الرغبة القوية في التعويض فإن المنتخب الإيراني يعول على تاريخه في مشاركته بالنسخة ال 15 من البطولة التي تبدأ بعد غد وتستمر حتى 29 من يناير الجاري. ويأمل المنتخب الإيراني في أن يعاود سيطرته على منتخبات القارة مثلما فعل في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، بتحقيقه اللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976. ولم تكن نتائج المنتخب الإيراني خلال فترة الإعداد مشجعة على الرغم من وعود المدرب أفشين قطبي بالمنافسة على اللقب الآسيوي، حيث جاءت النتائج في المباريات الودية متواضعة وآخرها التعادل مع قطر دون أهداف، إضافة إلى خسارة نهائي دورة غرب آسيا على يد الكويت بهدفين لهدف. ويملك المنتخب الإيراني الكثير من اللاعبين القادرين على صنع الفارق مثل الحارس إبراهيم ميرزا وجلال حسيني وعنصر الخبرة جواد نيكونامن، ولكن ضعف الانسجام أثر كثيرا في أدائهما مع المنتخب، نظير التغيير المتواصل في التشكيلة وطريقة اللعب. اعذار المناخ وعلى عكس إيران لا يمتلك منتخب أستراليا خبرة كافية بالبطولة لأنه يشارك للمرة الثانية، بعد أن انضم رسميا للاتحاد الآسيوي في 2006، ولم تكن مشاركته الأولى في 2007 مشجعة بعد أن ودع المنافسات منذ الدور ربع النهائي على يد اليابان. وبعد أن تعذر الطاقم الفني في أستراليا بالأجواء المناخية غير المناسبة بالدول الأربع التي استضافت النسخة الأخيرة «إندونيسيا وفيتنام وتايلند وماليزيا» بسبب الحرارة والرطوبة العالية، ستكون الأجواء في قطر بهذا الوقت مناسبة جدا للاعب الأسترالي الذي اعتاد اللعب بالأجواء الباردة والمعتدلة. ووضع الاتحاد الأسترالي أهمية بالغة للبطولة، واستدعى أهم لاعبيه المحترفين خارجيا، مثل الحارس مارك شوارزر والمهاجم تيم كاهيل اللذين يلعبان في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فرق فولهام وإيفرتون على التوالي. ويشرف على تدريب أستراليا المدرب الألماني هولجر أوسييك الذي كان مساعدا للألماني فرانس بيكنباور عندما قاد منتخب بلاده لتحقيق كأس العالم 1990. ويشارك المنتخب الأسترالي بالبطولة بتشكيلة تضم 19 لاعبا جميعهم محترفون خارجيا، و12 منهم خاضوا منافسات كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا. تواضع المستضيف وفيما يخص مستضيف البطولة المنتخب القطري، لا تبدو الأجواء مهيأة أمامه للظفر بالكأس بسبب الضغوط الكبيرة الموجهة لمدربه الفرنسي برونو ميتسو، وكثرة المطالبين بإقالته، والهجوم اللاذع الذي يتلقاه بشكل مستمر من وسائل الإعلام، وعلاوة على ذلك لم يسبق للمنتخب القطري أن تخطى عقبة الدور ربع النهائي. ولم يطالب الاتحاد القطري ميتسو بتحقيق اللقب، بل أكد أن النجاح في الوصول إلى الدور نصف النهائي هو المطلب الرئيس، حتى وإن حظي «العنابي» بدعم عاملي الأرض والجمهور، وتم تبرير ذلك بصغر سن اللاعبين وأن الهدف الأهم بناء منتخب قادر على الوصول لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبدأ «العنابي» الاستعداد لكأس آسيا منذ وقت مبكر، وتحديدا في 2009 بخوضه لقاءات ودية قوية مع منتخبات بحجم الباراجواي وكرواتيا وبلجيكا، ثم واجه البوسنة والبحرين وعمان والعراق وهاييتي ومصر وأستونيا، كما تضمن الاستعداد المشاركة في دورة خليجي 20. ومن الأمور التي قد تسهم في تحسن أداء قطر، تشافي عدد من اللاعبين المؤثرين بالتشكيل الأساسي مثل خلفان إبراهيم وإبراهيم ماجد والمجنس فابيو سيزار، واستعادة المهاجم الأبرز سيباستيان سوريا حساسيته بالتسجيل أمام أستونيا ومصر. حلم 50 عاما وبفترة إعداد هي الأقل قوة يبحث منتخب كوريا الجنوبية عن البطولة الغائبة عن خزائنه منذ 1960، وقرر بسبب ذلك استدعاء جميع اللاعبين المحترفين خارجيا، لرغبته في وضع حد لصيام المنتخب عن التتويج باللقب القاري رغم أنه الأكثر نجاحا على مستوى القارة ببطولة كأس العالم. ويعتمد المنتخب الكوري الجنوبي كثيرا على قائده بارك جي سونج لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي التحق بمعسكر الفريق الأخير بأبو ظبي، وخاض فيه المنتخب لقاء وديا مع نظيره السوري. في حين رأى مدرب المنتخب تشو كونج أن موافقة الاتحاد المحلي للعبه على طلبه بضم ثلاثة مساعدين إلى جانبه سيسهم في تحقيق مطالب الجماهير. ويلعب المنتخب الكوري الجنوبي في كأس آسيا، ضمن المجموعة الثالثة التي تضم البحرين وأستراليا والهند. دعم المعنويات وعقب استعادة المنتخب الكويتي لهيبته الخليجية بفوزه بكأس دورة «خليجي 20» باليمن للمرة العاشرة بتاريخه، يتمنى الشارع الرياضي الكويتي أن يعود منتخبه إلى الواجهة آسيويا، خصوصا أنه أول منتخب عربي ينجح في حصد اللقب في 1980. وإلى جانب الحالة المعنوية الجيدة، يملك «الأزرق» مواهب استطاعت تطوير نفسها بشكل مبهر بالفترة الأخيرة مثل فهد العنزي الحاصل على جائزة أفضل لاعب في كأس الخليج الأخيرة وحمد العنزي، علاوة على تواجد القائد نواف الخالدي. وجاء إعداد المنتخب الكويتي للبطولة بالمشاركة في دورة غرب آسيا التي حقق لقبها، قبل أن يضم دورة الخليج للمرحلة الإعدادية وينجح أيضا في الظفر بالكأس، ما يعني أن جميع الأمور تسير وفق المخطط له، على الرغم من أن الاتحاد الكويتي لم يضع الفوز بالكأس مطلبا رئيسيا، ولكنه شدد على ضرورة تقديم المستوى المأمول والوصول إلى مرحلة متقدمة بالبطولة. مفاجأة كورية ورغم اعتبار منتخب المملكة إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا من أبرز المرشحين لتحقيق اللقب، فإن المنتخب الكوري الشمالي أصبح مصدر قلق وخطورة واستطاع أن يتفوق على نفسه في السنوات الأخيرة، وأثبت ذلك من خلال وصوله إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا. وبعد أن كان مطمعا لغالبية المنتخبات الآسيوية، لسهولة الفوز عليه وبنتائج كبيرة، لم يعد المنتخب الكوري الشمالي صيدا سهلا بعد نجاح خطة الاتحاد المحلي في بناء قاعدة متكاملة للفئات السنية صبر عليه كثيرا، ولكنه بدأ في جني الثمار. ويرغب المنتخب الأول في تحقيق ما حققه منتخبا الناشئين والشباب بتحقيقهم للقب في وقت سابق. وضمن استعداداته للبطولة أقام المنتخب الكوري الشمالي معسكرا تحضيريا في القاهرة، خاض فيه عددا من المباريات الودية كان من بينها مباراتان مع البحرين والكويت .