على هامش منتدى أصيلة الثقافي الدولي 24 بالمغرب, التقت جريدة "اليوم "بالشاعرة المغربية رجاء الطاليبي حيث أجرت معها الحوار التالي: @ انطلاقا من قراءاتك ومن تكوينك الأكاديمي, ما هي المواضيع التي تتمحور حولها حاليا كتابة رجاء الطاليبي: كتاباتي تتمحور حول الفكر واللغة, والذي يأتي كمكمل لانشغالي بالتأمل وبالإنصات لذاتي في علاقتها بالعالم والوجود حيث يشغلني سؤال: من هي رجاء "الطاليبي وأين تتموضع في علاقتها بالوجود وبالأشياء, وبالتالي فكل شيء تنمحي عنه العبثية.. فالشجرة عندها أسباب لوجودها وكيانها المستقل ولغتها الخاصة بها, الكرسي، كذلك محفظتك التي توجد الآن فوق هذه الطاولة, أو هذا الكتاب أو القلم , فكل شيء موجود في هذا إلا وله لغته الخاصة التي يتكلم بها, وعنده كذلك وظيفته, وبالتالي ليس هناك أي شيء عبثي في هذا العالم, ومن هنا أشعر أن المعرفة المادية التي تغلب عليها صفات الجفاف والتحجر والجهوزية التي حصلنا عليها قد أعمتنا عن الاطلاع على عمق الأشياء وأهمية وجودها في العالم. وبالتالي أي شيء نحكم عليه بأنه مجرد شيء تافه, فهو مهم وله قيمة كبيرة في حياتنا, وبالتالي فالسؤال يجب أن يتمحور حول الذات التي تنظر إلى ذلك الشيء.. @ في خضم هذه الاندفاعية التي يتميز بها الأدباء الشباب في المغرب, ما تقييمك لواقع الساحة الأدبية في المغرب, وهل استطاع إثبات وجوده في هذه الساحة؟ يمكنني أن أقول لك أن تجربة الأدباء الشباب في المغرب هي تجربة جديدة بحساسيتها وبالموضوعات التي تتطرق إليها, خلال ملتقى المرأة والكتابة الدولي بمدينة أسفي تثبت لنا أن هناك تنوعا في تناول المواضيع, وتنوعا في اللغة التي تتناول هذه المواضيع, فهي تجربة بلا شك ستغني الساحة المغربية وتضيف لها. وبالتالي تمنحها المزيد من القوة. @ بالمقابل هل تعتقد رجاء الطاليبي أن هناك أدبا نسائيا, وهل توافق على هذا التشطير؟ أنا أؤمن بأن الأدب إنساني سواء كان الموقع رجلا أم امرأة فأنا لا أؤمن بالتمييز بين أدبين رجالي ونسائي. حقيقة هناك نوع من الاختلافات أو التفرد يطبع علاقة المرأة بالأشياء التي لا يمكن أن توجد عند الرجل , لكن هذا لا يمنع أنها تصب في كونها تجربة أدبية إنسانية, وإن كان السؤال يتمحور حول الاختلاف, فالاختلاف موجود بين هذا الأديب وذاك, وبين هذه الأديبة وتلك, وبطبيعة الحال سيكون هذا الاختلاف بين الرجل والمرأة. @ خلال جل الفعاليات التي شهدها موسم "أصيلة" كانت القضية الفلسطينية حاضرة بثقلها, في رأيك ما السبيل الذي يجعل الأدب يخدم القضية الفلسطينية, وهل للقضية تأثير على الأدب؟ بكل تأكيد للقضية تأثير على الأدب, فالمبدع لا يمكنه أن يجلس بمنأى عما يجري بحيادية في حين أنك تعايش العذاب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني من تشرد وتقتيل ونفي, وأنت ترى الآلاف من الأمهات والزوجات الثكالى, منها فحتى لو لم يتعرض الأديب للقضية بشكل مباشر فمن الأكيد أن القضية ستترك آثارها على الإنتاج الأدبي. وعن سؤالك كيف يخدم الأدب القضية, فأنا مثلا عندما أكتب عن عذابات الإنسان الفلسطيني, عندما أتحدث عن هذا الموت الذي أصبح رفيقا للفلسطيني بطريقة يومية, وعند تأملي لهذا المشهد , فمن الضروري أن أرفع لواء القضية, من هنا فأدب الألفية الحالية أصبح أدب الكارثة والمعاناة بدون منازع, في ظل أفول مجموعة من القيم نتيجة الصراع الذي جعل من الحضارة عدوة لنفسها , فهي حضارة الموت وحضارة النهاية, مما يجعلنا نسأل أين هو الإنسان في وسط زمن الكارثة هذا؟ @ بعيدا عن هذه المعاناة, ماذا تعرف الشاعرة رجاء الطاليبي عن الأدب في منطقة الخليج العربي؟ قرأت لبعض من الأديبات الخليجيات, أمثال ليلى عثمان وسعاد الصباح, لكننا نعاني من عدم وصول الكتاب الخليجي إلى المغرب والمغرب العربي. @` من جوابك أفهم أن هناك ما يشبه الجفاء في العلاقة بين الأدباء المشارقة والمغاربة, ما السبيل للقفز على مثل هذه الحواجز؟ من أجل ردم الهوة التي توجد بين دفتي الأدب العربي في المغرب والمشرق لابد من إنشاء شراكات وندوات ومعارض وملتقيات حتى يمكننا إقامة جسر للتواصل بين الأدب المغربي "المغاربي" والأدب المشرقي والخليجي.