تتميز كتابات الروائية المغربية زهور كرام بالتجريب ومواكبة مغامرة البحث عن شكل روائي من شأنه أن يستجيب لأسئلة الذاكرة والحياة عبر اختيار فضاءات وشخوص روائية نابعة من صميم الواقع، لتنال على ذلك عدة جوائز عربية مثل جائزة العويس.. وقد شاركت زهور مؤخرًا في ملتقى المبدعات العربيات بمدينة سوسةالتونسية، حيث قدمت ورقة بعنوان «المبدعة العربية من الرقابة الاجتماعية إلى التحرر الابداعي»، فحول وجدت حال الكاتبة العربية وجديدها على مستوى الحريات والكتابة من خلال مجريات الملتقى تقول زهور: كلما حضرت ملتقيات الإبداع النسائي في أي دولة عربية أقوم برصد المشاركات والمداخلات والبحوث التي تقدمها الكاتبات، وأسجل ملاحظة حول طبيعة تطور الفكر الموجود في كل دولة في تعامله مع ما يسمّى بالأدب النسائي ألاحظ بان هناك تفاوتًا إلى حد ما، هناك بعض المجتمعات العربية ما تزال تدافع عن الأدب النسائي على أساس انه ملك خاص للمرأة، وأنه الفضاء الوحيد الذي تستطيع من خلاله أن تعبر عن أنثاها، هناك أيضًا بعض الرؤى والتجارب ما تزال تؤمن بأن هناك فرقًا بين الأدب الذكري والأدب النسائي وهناك أيضًا تجارب في الرؤى ما تزال تتعامل مع الرجل على أساس انه هو العدو، وأن المرأة هي الضحية، وإلى غير ذلك، هذه كلها رؤى ما تزال موجودة آثارها. وتشير كرام إلى أن المرأة المغربية سجلت حضورها ثقافيًّا منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي ليس فقط بشكل تراكمي أي ظهور الانتاجات الكثيرة، ولكن بشكل نوعي، مؤكدة أن المرأة حاضرة بقوة في المشهد الثقافي المغربي باعتبارها كاتبة، تنشر سواء باللغة العربية أو الفرنسية، مضيفة بقولها: الآن هناك شاعرات يكتبن باللغة الإنجليزية لأن المشهد الثقافي المغربي منفتح على كل التنوعات اللغوية وهناك الكتابة الأمازيغية أيضًا على المستوى النوعي بدأت كتابة المرأة تتميز بانخراطها في قضايا مصيرية كبرى تتعلق بالشأن السياسي المغربي، ولكن من وجهة نظر المرأة المغربية، غير أن هناك ملاحظة تخص الكتابة يعني لم نعد نجد الكاتبة المغربية منخرطة في قضايا انثوية محضة، كما نجد في كتابات عربية أخرى حتى السؤال عن الكتابة النسائية المغربية لم يعد يطرح بهذا المفهوم الضيّق؛ لأن واقع حضور المرأة في المشهد الحياتي اليومي هو واقع عملي، وبالتالي هذا انعكس على المشهد الثقافي، لذلك المرأة حاضرة بقوة، وبشكل نوعي، وتؤسس للفعل الثقافي المغربي انطلاقًا من موقعها، وبالتالي نحن في غالب الاحيان لا نستحضر الكتابة النسائية على أساس أنها شيء خاص بقضايا أنثوية محضة، ولكن كتابة المرأة في المغرب تدرس وتقرأ في إطار مشهد الكتابة المغربية بشكل عام. وتختم زهور حديثها مبينة علاقة الكاتبات المغربيات بالكاتبات في الشرق العربي بقولها: مع كامل الأسف ربما نحن نعرف عن المشارقة أكثر ممّا يعرفون عنا هم في منطقة المغرب العربي، أولاً أتحدث عن التجربة المغربية، عاني في المغرب من سوء توزيع الكتاب المغربي، ومن سوء إخراجه إلى العالم المشرقي لكي يقرؤوا كتاباتنا، كتبنا مع كامل الأسف لم تكن تقرأ من طرف المشاركة أولاً لسوء تدبير صناعة الكتاب من طرفنا نحن، لابد أن نقيم نقدًا ذاتيًّا في تجربة صناعة الكتاب المغربي ليس هناك تشجيع، ولكن حتى إخواننا المشارقة مع كامل الأسف لم يبحثوا عن الكتاب المغربي لكي يتعرفوا على تجربة الكتابة في هذه المنطقة، نحن نبحث عن الكتاب المشرقي، والدليل أنهم كانوا يقولون ان المشرق يكتب والمغرب يقرأ، لهذا يقولون بأن المغرب يتميز بالنقد لأنه يقرأ، بل أتذكر بأنني عندما كنت طالبة في الجامعة كانت الروايات العربية والسورية واللبنانية هي التي كنا نشتغل عليها، أطروحاتنا كانت كلها حول الروايات المشرقية بشكل عام، لا أظن ان هذه المسألة نجدها في الجامعات المشرقية، انفتاح المغرب على التجارب العربية ساهم في جعلنا نتواصل بشكل ثقافي وبرؤية موضوعية لكتابات الإخوة في المشرق.