(كن حافظا لا مفكرا) هذه القاعدة في التربية مسؤولة عنها المؤسسات التعليمية بجميع اشكالها وبجميع مراحلها فللاسف الشديد لا يزال ذهن المتعلم مجرد وعاء يحشى بالمعلومات حشوا والمطلوب من المتعلم فقط ان يكون حافظا للمعلومات دون ان يكون مفكرا، طريقة التدريس، والاختبارات، وغيرها من الامور المتعلقة بالعملية التعليمية تحتاج الى نوع من التطوير حتى تواكب العصر وتطوراته كما تواكب عقلية الجيل الحالي فلا زلنا نصر على طريقة الالقاء او المحاضرة ومازلنا نصر على الاختبارات المقالية والتي تعتمد معظمها على الحفظ اما الاختبارات التي تعتمد على الفهم واعمال الفكر فللاسف لا مجال لها في تعليمنا الا القلة القليلة التي تؤمن باهمية مثل تلك الاختبارات، كما ان البعض يحاول ان يطور في طريقه تدريسه وطريقة تلقي الطالب للمعلومات ولكن للاسف الامكانات المتوافرة في مؤسساتنا التعليمية منها المادية او البشرية قليلة جدا ولا تؤهل لتطوير طريقة التعليم. الكثير من الآيات القرآنية انزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي تأمر وتحض دائما على التفكير والتدبر والبحث في ملكوت الله قال تعالى:(قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) وقال تعالى:(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت). لقد وعي علماء الاسلام التوجيه الكريم سواء تلك التي كانت من الكتاب الكريم او من السنة النبوية المطهرة فتفوقوا وتألقوا وعلموا وصنعوا الحضارات وكانوا قادة الدنيا في العلم وما احوجنا في الوقت الحاضر الى العودة الى النبع الصافي نستلهم منه ما يعيننا على اعادة امجاد امتنا في شتى المجالات. وبتعديل هذه القواعد التخديرية نتمنى من الجيل الحالي ان يكون مؤثرا ومنتجا وفاعلا ولن يكون ذلك الا بعدة امور من اهمها:ترسيخ العقيدة الاسلامية الصحيحة في نفس النشء بالاضافة الى تقوية الشعور بمراقبة الله في كل الاحوال وتنمية الرقابة الذاتية منذ الصغر وهذا امر جد مهم وكذلك لابد من تعويد النشء على تحمل المسئولية منذ الصغر حتى لا يكون في موقف المتفرج دون ان يكون متفاعلا مع الاحداث ولابد ان تدرك الاسرة انها حين تربي ابناءها فانها لا تربيهم فقط لانفسهم وانما لابد ان تضع نصب اعينها ان الهدف الاساسي من تربيتهم هو خدمة دينهم والدفاع عنه. كذلك لابد من القيام بالتوعية من خلال توضيح بعض الحقائق والتي من اهمها خلود الاسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان وان المستقبل له مهما تآمر الاعداء وخططوا وهذا يستوجب متابعة مايخططه اعداء الاسلام والكشف عن تلك المخططات التي يرسمها اعداء الاسلام من اجل استعمار الدول الاسلامية فكريا فيما يبثونه من افكار الغزو الثقافي واللجوء الى ارهاب السلاح. كذلك لابد من الكشف الحضارة الاسلامية التي كانت ومازالت منارا للدنيا وما وصل اليه الآباء الأولون من عزة وقوة حتى ننمي لدى النشء الاعتزاز بأمته وبتراثها الاصيل وان الدول الاجنبية قد استفادت كثيرا من تلك الحضارة وان عليه ان يعيد امجاد امته الخالدة. الاهتمام بتطوير جميع المقررات الدراسية والخروج بالمناهج الدراسية عن النمط التقليدي في عرض الافكار والمفاهيم والمعلومات وتوظيف تقنيات الاتصال المتقدمة في اعداد المناهج وتدريسها بأسلوب يمكن الطالب من التحليل الموضوعي والتفكير العلمي الناقد القائم على الفهم الصحيح للمعلومات وما يدرسه الطالب مع ربط ذلك بعقيدتنا التي دعت وما تزال تدعو الى التعلم .