يتهم الرجل المرأة بالثرثرة وان هذا الطبع متأصل فيها ولا سبيل لعلاجه، فما اكثر ما قاله عنها في هذا المجال من قبيل التندر بها في المجالس وغيرها، بينما توجد نساء لا تمل من حديثهن الممتع والمفيد، فيما يوجد رجال أشد ثرثرة من النساء الثرثارات، الى حد يسبب الصداع للرأس واستثارة الاعصاب وكأنهم اشرطة (كاترج) لاتتوقف عن الهدير ولا تكل أو تمل، بل ربما هذه الاشرطة افضل منهم بحيث تستطيع اسكاتها متى ما اكتفيت بمادتها، ولكنهم لا يسكتون مهما حاولت اسكاتهم فبمجرد ما يلتقطون طرف الكلام او الموضوع الا ويندفعون كالموج الهادر دون توقف، وياليت كلامهم مفيد وقيم او ممتع لقبلناه بغية الاستفادة منه، ولكنه هذر ولغو مزعج ومؤذ لا يستحق الوقت الثمين الذي نضيعه في سماعه دون طائل.. واذا كان العلماء يعزون اسباب الثرثرة لدى النساء الى تركيز المادة الرمادية في مخ المرأة، وهي المادة المسئولة عن طلاقة اللسان والقدرة على التعبير والكلام، حيث تبين بالمقارنة ان عدد الخلايا التي تحتوي هذه المادة اكبر في مخ المرأة منها في مخ الرجل فبماذا سيفسرون ظاهرة الثرثرة عند بعض الرجال؟ فرق الأعراس انتشرت في الآونة الاخيرة في مجتمعنا ظاهرة شائنة، وهي الفرق الفنية الخاصة باحياء حفلات الاعراس، بما يسيء لمجتمعنا المحافظ وصورته الرفيعة فالى جانب ما تطلبه هذه الفرق من مبالغ باهظة من قبل العريس لاحياء حفل زواجه، تقوم بأداء اغان مبتذلة تؤدى بحركات مستهجنة وبملابس لافتة للنظر، واستعراض الحركات الغنجية بكل ميوعة بين جمهور النساء مع استعمال المعازف الحديثة كالبيانو او الارج وتضخيم اصواتها بمكبرات الصوت التي لاتمكن اية امرأة من الحاضرات من سماع صوت جارتها، ولا تمكن النساء من سماع نداء اولياء امورهن في حالة طلبهن عبر مكبر الصوت داخل صالة الحفل، دون ان تكون على هذا الفرق السيئة أية رقابة لما تقوم به من افعال وحركات وما تؤديه من اغان داخل صالة الاحتفال وما ترتديه عناصر هذه الفرق من الملابس غير اللائقة، والمؤسف ان لها مشجعات يطلبنها، بل ان بعض النساء يبحثن عنها ويعتقدن انها الفرق العصرية ويتذمرن من حفلات الزواج التي تحييها الفرق القديمة المقتصرة على الدفوف، والتي تضم النساء المتزنات، فلا ادري اين الجهات الرسمية من تلك الفرق التي بدأت تتكاثر في مجتمعنا وتتنافس من اجل التميز بأنماط معينة من الاداء واللباس لجذب الناس اليها وسحب البساط من تحت اقدام منافسيها من الفرق الاخرى؟ من المؤسف ان تترك هذه الفرق بلا ضابط ينظم نشاطها ، على الاقل ان لم يتم منعها من ممارسته وتفرض عليها العقوبات في حالة المخالفة كأي نشاط آخر في حياتنا العامة.